لاءات "بينج" الثلاث.. الحرب الباردة والشؤون الداخلية والإمداد الصناعي
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج رفضه القاطع لثلاثة أمور خلال مشاركته في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك).
جين بينج قال إنه لن يسمح بمحاولة شن "حرب باردة جديدة"، أو محاولة تعطيل أو تفكيك سلاسل الإمداد الصناعية أو التدخل في شؤون بلاده الداخلية.
الرئيس الصيني الذي كان يتحدث خلال اجتماع لقادة الأعمال، عشية قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بانكوك، أكد أنه يجب ألا تصبح المنطقة "ساحة للتنافس بين القوى العظمى.. لن نسمح بحرب باردة جديدة".
وشدد على أن منطقة آسيا- المحيط الهادئ ليست فناء خلفيا لأي أحد، فيما يمكن اعتباره إشارة ضمنية للولايات المتحدة.
- بالفيديو.. مناقشة ساخنة بين رئيس الصين ورئيس الوزراء الكندي
- من بالي إلى بالاوان.. أمريكا والصين على مؤشر التوتر
وأكد جين بينج أن أي محاولة لتعطيل أو تفكيك سلاسل الإمداد الصناعية التي أنشئت على مدار العديد من السنوات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستوصل التعاون الاقتصادي إلى طريق مسدود، مشيرا إلى أن الانفتاح وحده هو الذي سيؤدي إلى حدوث تقدم.
ودعا إلى إنشاء سلاسل إمداد وسلاسل صناعية مستقرة وبلا عوائق، مؤكدا ضرورة رفض أي محاولة لتسييس العلاقات الاقتصادية والتجارية أو استخدامها كسلاح.
مباحثات صينية يابانية
وعلى هامش قمة أبيك أيضا، التقى الرئيس الصيني اليوم برئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، بهدف بحث التوترات التي تثيرها كوريا الشمالية نتيجة تجاربها الصاروخية، إضافة إلى قضية تايوان والعلاقات الثنائية.
كيشيدا، قال عقب اللقاء إنه نقل بواعث قلقه بشأن الأمن الإقليمي إلى جين بينج، وسط تزايد التوترات في آسيا بسبب طموحات الصين البحرية.
وأكد كيشيدا أنه يجب على الصين واليابان تعزيز الثقة ومجالات التعاون والتكامل الإقليمي ومنع الصراع والمواجهة.
وكان كيشيدا وجين بينج قد اجتمعا اليوم الخميس على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، وهي أول محادثات بين قادة الصين واليابان منذ نحو 3 سنوات.
وقال كيشيدا للصحفيين بعد القمة إنه تطرق مع الرئيس الصيني إلى أزمة تايوان، حيث أكد على أهمية السلام والأمن في مضيق تايوان، فيما أبلغ جين بينج كيشيدا بأنه ينبغي التعامل مع قضية تايوان بشكل ملائم وحسن نية، لأنها تمس الأساس السياسي وأساس الثقة في العلاقات الصينية اليابانية.
الرئيس الصيني أكد كذلك أن بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولا تقبل تدخل أحد في الشؤون الداخلية للصين تحت أي مبرر.
وتصاعدت التوترات الإقليمية حول تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي والتي تقول بكين إنها أرض تابعة لها، وسط تهديدات من بكين باستخدام القوة ضد تايبيه.
وفي أغسطس الماضي، توترت العلاقات بين طوكيو وبكين، إثر سقوط 5 صواريخ باليستية أطلقها الجيش الصيني في المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان، بالقرب من جزر متنازع عليها تعرف باسم سينكاكو في اليابان ودياويو في الصين، لتقدم اليابان شكوى دبلوماسية حول هذا الحادث.
نشاط مكثف لجين بينج
وكان للرئيس الصيني شي جين بينج نشاط مكثف خلال الأيام الماضية، على هامش قمتي العشرين بإندونيسيا وأبيك بتايلاند.
وبحسب محللين فإن جدول شي الحافل بالاجتماعات الثنائية في قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا التي اختتمت أمس الأربعاء، وفي قمة أبيك كان مدفوعا بشعور الصين بالحاجة إلى موازنة النفوذ العالمي للولايات المتحدة.
والتقى جين بينج على هامش قمة العشرين رئيسة وزراء إيطاليا الجديدة جورجيا ميلوني، التي قبلت دعوته لزيارة بكين.
وشددت ميلوني، في أول لقاء لها بالرئيس الصيني، على رغبة بلادها في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية وزيادة الصادرات الإيطالية إلى الصين، كما تطرق الجانبان إلى العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.
وأعرب جين بينج عن أمله في أن تلعب إيطاليا دورا مهما في تشجيع الاتحاد الأوروبي على اتباع سياسة مستقلة وإيجابية حيال الصين.
وبحسب وسائل إعلام صينية فإن بكين مهتمة بتطوير التعاون الاقتصادي مع روما، حيث ستحل إيطاليا ضيفة الشرف خلال معرض كبير للمنتجات الاستهلاكية تقيمه مقاطعة هاينان العام المقبل.
وكان مقررا أن يلتقي جين بينج برئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على هامش قمة العشرين، إلا أن اللقاء تم إلغاؤه بسبب "مسائل تتعلق بجدول الأعمال"، بحسب ما أعلنته رئاسة الحكومة البريطانية.
وكانت الآمال معقودة على هذا اللقاء لتحسين العلاقات بين البلدين، بعد تدهورها على مدار السنوات الماضية بسبب قلق بريطانيا من أن فتح الباب أمام الاستثمار الصيني يمكن أن يعرض الأمن القومي للخطر، بالإضافة إلى انتقاد الممارسات التجارية لبكين وسجل حقوق الإنسان في هونج كونج وشينجيانج.
aXA6IDE4LjIxOC43Ni4xOTMg
جزيرة ام اند امز