بعد 6 سنوات.. قمة العشرين تذيب جمود التجارة بين الصين وأستراليا
كانت قمة مجموعة العشرين شاهدة اليوم على كسر جليد العلاقات الاقتصادية الصينية الأسترالية، عبر التجارة، التي تترقب آفاقًا أرحب بينهما.
تحول استراتيجي على مسار التجارة
ودعا الرئيس الصيني شي جين بينج إلى "تحسين" و"تطوير" العلاقات مع أستراليا، خلال أول قمة رسمية يعقدها البلدان منذ أكثر من خمس سنوات.
وقال شي "علينا تحسين، والمحافظة على، وتطوير علاقتنا إذ أن ذلك يتوافق مع المصالح الأساسية لشعبي البلدين".
ربما تكون المحادثات استغرقت 32 دقيقة فقط بين الرئيس الصيني ورئيس وزراء أستراليا، لكنها مثلت تحولًا دبلوماسيًا مهمًا في مسار العلاقات الثنائية، بعد سنوات من الفتور خيّمت على العلاقات التجارية وأدت إلى تجميد اجتماعات عالية المستوى.
وذكر الرئيس الصيني عقب الاجتماع أن العلاقات الودية السابقة بين البلدين "تستحق التقدير".
وبدوره، أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن الاجتماع كان "إيجابيا وبنّاء". وأضاف "أنا سعيد جدا بعقد هذا الاجتماع اليوم. كانت هناك خلافات بيننا".
وكانت أستراليا قد أثارت حفيظة الصين عبر سعيها لإصدار تشريع ضد مساعي النفوذ خارج الحدود الوطنية ومنع هواوي من الحصول على عقود لتطوير شبكة الجيل الخامس من الإنترنت.
الصين "شريان" للاقتصاد الأسترالي
وتعتمد ثروة أستراليا في جزء كبير منها على بيع الصين الموارد التي تحتاج إليها لتغذية صعودها الاقتصادي الملحوظ. تعد الصين الشريك التجاري الأكبر لأستراليا، لا سيما عندما يتعلق الأمر بطلب بكين الكبير والمربح على خام الحديد؛ حيث تعتبر أستراليا من بين أكبر الدول المصدّرة لركاز الحديد، المستخدم في الصلب، والفحم والغاز.
وقد قال الرئيس الصيني على أن العلاقات الصينية الأسترالية واجهت صعوبات خلال السنوات الماضية وهذا ما لم تكن ترغب فيه بكين.
وأكد أن الصين تأمل أن توفر أستراليا بيئة عمل جيدة للشركات الصينية من أجل الاستثمار والعمل في أستراليا، فالبلدين لديهما إمكانات كبيرة للتعاون الاقتصادي والتجاري.
وشدد على أنه لم يكن هناك تضارب في المصالح مع أستراليا، مشيرًا في الوقت ذاته على ضرورة صياغة رؤية صحيحة للخلافات المتبادلة من أجل تطوير العلاقات. وهذا ما أكده رئيس وزراء أستراليا بقوله، "سنكون دائماً أفضل حالاً عندما نتحدث مع بعضنا البعض، بهدوء وبشكل مباشر. هناك العديد من الخطوات التي لم يتم اتخاذها بعد".
وظلت الصين لسنوات أكبر شريك تجاري وأكبر سوق للصادرات وأكبر مصدر للواردات وأكبر مصدر لإيرادات السياحة وأكبر مصدر للطلاب الدوليين بالنسبة لأستراليا.
وانخرطت الدولتان في تعاون وتبادلات في العديد من المجالات المختلفة، التي ازدهرت في نصف القرن الماضي، فقد قفز حجم التبادل التجاري بينهما من أقل من 100 مليون دولار أمريكي في بداية علاقاتهما الدبلوماسية في عام 1972، إلى 230 مليار دولار في عام 2021. ويتوافد عشرات الآلاف من الطلاب الصينيين على أستراليا كل عام ويعيش 1.2 مليون صيني مغترب في هذا البلد.