الصين تواصل التنديد بـ"التنمر التجاري" الأمريكي

الصين تندد بالتهديد الأمريكي الأخير بفرض تعريفات جمركية على حوالي 200 مليون دولار من الصادرات الصينية ووصفتها بـ"التنمر التجاري".

واصلت الصين التنديد بالتهديد الأمريكي الأخير بفرض تعريفات جمركية على حوالي 200 مليون دولار من الصادرات الصينية، ووصفتها بالهيمنة والتنمر التجاري "غير المقبول على الإطلاق".  

ونقلت صحيفة "تشاينا ديلي" عن وزارة التجارية الصينية في تصريح رسمي قولها إنه من غير المقبول مطلقا أن تقوم الولايات المتحدة بنشر قائمة بالتعريفات الجمركية بصورة ستؤدي حتما إلى تفاقم التوتر القائم، وإن "الحكومة الصينية ستجد نفسها مضطرة لفرض إجراءات مضادة دفاعا عن مصالح البلاد ومصالح الشعب الصيني".

ووصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصيني "هوا تشينانغ" الإجراء الصيني الأخير بـ"الهيمنة والتنمر الأمريكي"، مؤكدا أن الصين سترد بحزم للحفاظ على مصالحها المشروعة.

جاءت ردود الأفعال الصينية بعد إعلان مكتب التمثيل التجاري الأمريكي، يوم الثلاثاء، عن قائمة بنحو 200 مليار دولار من البضائع الصينية تراوحت ما بين مكونات إلكترونية إلى طعام القطط التي من المفترض خضوعها لتعريفة ضريبة بقيمة 10%.

في السياق ذاته، صرح مساعد وزير التجارية الصيني "لي تشينغانغ" بأن التعريفات الإضافية من شأنها أن تضع المزيد من الضغوط على الشركات العالمية والمستهلكين على حد سواء.

أضاف تشينغانغ أن الصين لن تغير من التزامها طويل المدى بتحسين بيئة العمل المحلية، وأنها ستعارض الإجراءات أحادية الجانب وستدعم نظام التجارة الثنائي.

ومن جانبه، صرح ديفيد فرينش، النائب الأول لرئيس "الاتحاد الوطني لتجارة التجزئة" الأمريكي للعلاقات الخارجية، بأن القائمة التي ضمت صادرات صينية بقيمة 200 مليار دولار المفترض خضوعها للتعريفة الجمركية التي ستتحملها الصين تعكس الإصرار الأمريكي على المضي قدما في الاستراتيجية "الرعناء" التي ستلحق ضررا بالعائلات وبالعمال الأمريكيين على حد سواء.

وأوضح ما جون، عضو لجنة السياسات المالية بالبنك المركزي الصيني، أن الحرب التجارية الدائرة سيكون لها تأثيراتها على الشركات وعلى الصناعة ذاتها، وأن الصين ربما تدرس اتخاذ إجراءات جديدة لتخفيف أثر التأثيرات السلبية.

وفي السياق ذاته، قال كريستوفر بوفيس، أستاذ القانون التجاري الدولي بجامعة هال بإنجلترا، إن "العديد من دول العالم تشعر بالأسى لابتعاد الولايات المتحدة عن مفهوم التجارة الحرة وإقدامها على خوض حروب تجارية شعواء". واستطرد بأن "الأفعال الأمريكية باتت تهدد التجارة وسلاسل الإمداد الدولية وتدمر الشراكة التجارية بعد أن ارتقت بالنمو الاقتصادي والتوظيف بمختلف أنحاء العالم".

وعلى الصعيد ذاته، قال هانز أوزكريت، الأستاذ بـ"الأكاديمية الأوروبية للعلوم"، إن حالة التوتر القائمة بين الولايات المتحدة والصين من شأنها أن تعزز وتسرع من وتيرة التعاون العلمي والتكنولوجي بين الاتحاد الأوروبي والصين، وأن "تقرب الجانبين أكثر من أي وقت مضى".

وشرعت الصين بالفعل في 7 يوليو/تموز الجاري في تفعيل تعريفات جمركية على 34 مليار دولار من الصادرات الصينية، تضمنت معدات طبية وقطع غيار طائرات.

ونسبت صحيفة "تشاينا ديلي" لدوغلاس مورتان، رئيس قسم البحوث الآسيوية بشركة "نورث ترست كابيتال ماركت" قوله إن التعريفات الجديدة التي ستؤثر على أسعار صرف العملات ستضع المزيد من التحديات أمام الشركات متعددة الجنسيات التي تعتمد على الاقتراض من سوق معينة للتوسع في سوق أخرى.