الصين تعلن حربا شاملة على التلوث وتتمسك بخطتها للحياد الكربوني
أعلن مجلس الدولة الصيني، اليوم الأحد، حربا "شاملة" على التلوث بأهداف جديدة لهواء أنقى ومياه أنظف وإجراءات لمعالجة انبعاثات الكربون.
وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن مجلس الدولة، وهو مجلس الوزراء الصيني، قال إن هناك بعض التحسينات في الوضع البيئي للبلاد منذ إطلاق حملته لمكافحة التلوث.
شوط طويل
لكن المجلس قال إنه سيكون من الصعب معالجة التلوث والتأكد من أن انبعاثات الكربون ستبلغ ذروتها في عام 2030 وأن الحياد الكربوني سيتحقق بحلول عام 2060، كما وعد الرئيس شي جين بينغ.
- الإنذار الأول.. الصين تحذر من عواصف ثلجية قاسية
- "مؤشرات قوية" على عودة التنين الصيني.. قفزة بالصادرات والاحتياطيات
وقال المجلس في بيان "لا يزال هناك شوط طويل أمام حملة حماية البيئة".
والصين هي أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم.
التعطيل الأمريكي
وفي وقت سابق، ألقت الصين باللوم على انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من اتفاق باريس للمناخ في إهدار قرابة 5 سنوات على العالم في عمليته متعددة الأطراف الرامية إلى التصدي للتغيرات المناخية.
وقال شيه تشن هوا، الممثل الخاص للرئيس الصيني، شي جين بينغ، والمبعوث الصيني الخاص لتغير المناخ: "بسبب الاضطراب الذي تسببت به الولايات المتحدة، فإنه يتعين على دول العالم الآن العمل بمزيد من الجدية للحاق بالركب".
ودعا شيه إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لترجمة الالتزامات بالتصدي لتغير المناخ إلى واقع ملموس. وقال: "لتحقيق هدف باريس المتمثل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى درجتين مئويتين ومتابعة الجهود للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، يكمن المفتاح في اتخاذ إجراءات بدلا من مجرد ترديد شعارات".
وطالب شيه الدول باتخاذ إجراءات ملموسة لتحقيقها الأهداف التي نص عليها اتفاق باريس واصفا إياها بأنها أهداف شاملة وعلمية وقائمة على قواعد وواقعية وقابلة للتحقيق.
وأضاف شيه أن هذه الإجراءات تتطلب تحولا اقتصاديا واجتماعيا، وتقدما في الابتكار التكنولوجي، وتعاونا في آليات متعددة الأطراف.
مراعاة ظروف كل دولة
واستشهد المبعوث الصيني الخاص لتغير المناخ، بتقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة، قائلا إن العالم يحتاج في سبيل تحقيق أهداف اتفاق باريس إلى مراعاة المسؤوليات التاريخية، ومراعاة القدرات المختلفة لكل دولة وظروفها الوطنية، وكذلك اتباع مبدأ مسؤوليات مشتركة ولكن متباينة.
وأوضح أن الدول المتقدمة بحاجة إلى أخذ زمام المبادرة لخفض الانبعاثات وتوفير التمويل والدعم التكنولوجي للدول النامية.
وأشار إلى أن التعهدات التي قطعتها الدول المتقدمة بتقديم 100 مليار دولار أمريكي سنويا لمساعدة الدول منخفضة الدخل بحلول عام 2020 لم يتم الوفاء بها، مما يضر بالثقة السياسية المتبادلة بين الدول النامية والمتقدمة.
وكرر المبعوث الصيني دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى تقسيم التمويل المناخي بنسبة 50/50 للتخفيف والتكيف، داعيا إلى تعزيز التمويل لجهود التكيف لتحقيق التوازن بين تمويل التخفيف والتكيف.
وقال إن الصين أعطت مثالا جيدا من خلال أخذ زمام المبادرة بتحديث مساهمتها المحددة وطنيا، والتي حددت هدف الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060.