DeepSeek يغير قواعد اللعبة.. نظام التعليم الصيني يناطح نظيره الأمريكي

بالنسبة للعديد من الصينيين، فإن نجاح DeepSeek هو انتصار لنظام التعليم في الصين، ودليل على أنه يساوي نظام التعليم في الولايات المتحدة أو حتى يتفوق عليه.
ووفقًا لمؤسس الشركة، فإن الفريق الأساسي من المطورين والعلماء وراء DeepSeek، الشركة الناشئة الصينية التي هزت عالم الذكاء الاصطناعي، التحقوا جميعًا بالجامعة في الصين.
وهذا يتناقض مع العديد من شركات التكنولوجيا الصينية، التي غالبًا ما سعت إلى استقطاب المواهب المتعلمة في الخارج.
بينما كان المعلقون الصينيون على الإنترنت يتلذذون بردود أفعال الأمريكيين الصادمة، أشار البعض إلى العدد المرتفع من حاملي الدكتوراه في العلوم الذين تنتجهم الصين سنويًا، مشيرا لأن "نجاح DeepSeek يثبت أن تعليمنا رائع"، حسب ما جاء في عنوان إحدى المدونات.
ووفق نيويورك تايمز، الإشادة تدفقت حتى من الخارج، حيث قال بافيل دوروف، مؤسس منصة الرسائل Telegram، الشهر الماضي إن المنافسة الشرسة في المدارس الصينية غذت نجاحات البلاد في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال دوروف ، "إذا لم تقم الولايات المتحدة بإصلاح نظامها التعليمي، فإنها تخاطر بالتنازل عن قيادة التكنولوجيا للصين"، كما كتب على الإنترنت.
والواقع يعد أكثر تعقيدًا، حيث استثمرت الصين بكثافة في التعليم، وخاصة في العلوم والتكنولوجيا، مما ساعد في رعاية مجموعة كبيرة من المواهب، وهي مفتاح طموحها لتصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025.
ولكن خارج الفصول الدراسية، يجب على هؤلاء الخريجين أيضًا مواجهة العقبات التي تشمل ثقافة الشركات الطاحنة، والسياسات العامة للبلاد.
وقال ييران تشين، أستاذ الهندسة الكهربائية والحاسوبية في جامعة ديوك، "هناك العديد من الباحثين والمهندسين الشباب النشطين والموهوبين داخل الصين، لا أعتقد أن هناك فجوة كبيرة من حيث التعليم بين الصين والولايات المتحدة من هذا المنظور، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي".
وبالنسبة للعديد من الناس في الصين، ترتبط قوة نظامها التعليمي ارتباطًا وثيقًا بالمكانة العالمية للبلاد.
ولقد استثمرت الحكومة الصينية بكثافة في التعليم العالي، ونما عدد خريجي الجامعات كل عام، الذي كان ضئيلًا ذات يوم، بأكثر من 14 ضعفًا في العقدين الماضيين.
وتحتل العديد من الجامعات الصينية الآن مرتبة بين الأفضل في العالم، ومع ذلك، على مدى عقود من الزمان، ذهب أفضل وألمع طلاب الصين إلى الخارج، وبقي الكثيرون هناك، وبحسب بعض المقاييس، بدأ هذا يتغير.
وفي عام 2020، أنتجت الصين أكثر من 4 أضعاف عدد خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مقارنة بالولايات المتحدة.
وعلى وجه التحديد في مجال الذكاء الاصطناعي، أضافت أكثر من 2300 برنامج جامعي منذ عام 2018، وفقًا لبحث أجرته MacroPolo، وهي مجموعة بحثية مقرها شيكاغو تدرس الصين.
وبحلول عام 2022، جاء ما يقرب من نصف أفضل الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم من مؤسسات جامعية صينية، مقابل حوالي 18% من المؤسسات الأمريكية، وفقًا لما وجدته MacroPolo. وبينما لا يزال غالبية هؤلاء الباحثين البارزين يعملون في الولايات المتحدة، فإن عددًا متزايدًا منهم يعملون في الصين.
وقال داميان ما، مؤسس MacroPolo، "لقد أنتجت كل هذه المواهب على مدى السنوات القليلة الماضية، ويجب أن يكون لهم حضورا في مكان ما".
كما جعلت واشنطن من الصعب على الطلاب الصينيين في مجالات معينة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، الحصول على تأشيرات إلى الولايات المتحدة، مستشهدة بمخاوف الأمن القومي.
وفي هذا الشأن قل داميان ما، "إذا لم يسافروا إلى الخارج، فسوف يؤسسون شركاتهم الخاصة، أو يعملون لصالح شركة صينية".
وانتقد البعض النظام التعليمي في الصين باعتباره مفرط التوجه نحو الامتحانات ويخنق الإبداع والابتكار.
وأقر داميان ما بأن توسع التعليم في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين كان غير متكافئ، ولا تنتج كل البرامج مواهب من الدرجة الأولى.
لكن أفضل المدارس في الصين، مثل جامعة تسينغهوا وجامعة بكين، وهي من الطراز العالمي، كانت حيث درس العديد من موظفي DeepSeek الحاليين هناك.
aXA6IDMuMTQ0LjIxLjY4IA== جزيرة ام اند امز