الصين تتحدى.. الفجوة التجارية ثلث ما أعلنته واشنطن
الصين تعلن أن أمريكا تستخدم العجز التجاري ذريعة لإثارة التوترات الاقتصادية بين البلدين، وأن الفجوة التجارية معها 153 مليار دولار فقط.
قالت وزارة التجارة الصينية، إن فائض التجارة "الحقيقي" للصين مع الولايات المتحدة لا يمثل سوى ثلث الرقم الذي نشرته واشنطن، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة تستخدم العجز التجاري ذريعة لإثارة المزيد من الاحتكاكات الاقتصادية بين البلدين.
وتشير أرقام وزارة التجارة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة لديها عجز بقيمة 419 مليار دولار أمريكي مع الصين في عام 2018، بينما أظهرت بيانات الجمارك الصينية فائضًا قدره 323 مليار دولار أمريكي.
وقالت وزارة التجارة الصينية، الخميس، في بيان، إن الفجوة التجارية بين الصين والولايات المتحدة تُقدر فقط بنحو 153 مليار دولار أمريكي، أو 37% فقط من الرقم الرئيسي الذي نشرته الحكومة الأمريكية.
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار "سوهو" الصينية، تتحدى بكين ادعاء واشنطن بأن الصين تستفيد من الولايات المتحدة، وبالتالي فإن الولايات المتحدة لديها سبب وجيه لفرض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية.
ووفقًا لوثيقة حكومية مكونة من 10 صفحات بعنوان "المكاسب الأمريكية من التجارة بين الصين والولايات المتحدة"، قالت الوزارة التجارة الصينية: إن الولايات المتحدة جنت فوائد كبيرة من التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي.
وأشارت الوثيقة الصادرة عن الوزارة إلى أن حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة تضاعف من 2.5 مليار دولار أمريكي في عام 1979 إلى 633.5 مليار دولار أمريكي في عام 2018، بما يمثل 252 مرة.
كما أن حجم التجارة الثنائية في الخدمات بين البلدين قد تجاوز 125 مليار دولار في عام 2018، وبلغ إجمالي الاستثمار المباشر في اتجاهين نحو 160 مليار دولار في العقود الأربعة الماضية.
ووصل التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني -الأمريكي إلى عمق واتساع لم يسبق لهما مثيل، حيث حقق فوائد ملموسة للبلدين والشعبين، وأسهم في ازدهار واستقرار الاقتصاد العالمي.
وقال قاو فنغ المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، إنه منذ تولي الإدارة الأمريكية الحالية السلطة، فإنها تجاهلت التعاون الاقتصادي والتجاري المتبادل بين البلدين، ودعت إلى "خسارة" التجارة الأمريكية مع الصين، واستخدمت العجز التجاري ذريعة لإثارة الاحتكاكات الاقتصادية والتجارية، والذي تقع مسؤوليته على عاتق الولايات المتحدة.
وأضاف أنه من أجل الكشف عن طبيعة وأسباب قضية العجز التجاري الصيني الأمريكي، وحقيقة أن الولايات المتحدة قد استفادت كثيراً من التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني الأمريكي، أصدرت وزارة التجارة هذا التقرير البحثي.
وجاء في التقرير أن القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على بعض الصادرات إلى الصين هي السبب الرئيسي للاختلال التجاري، مشيرا إلى أن تدابير تقييد الصادرات الأمريكية تشمل نحو 3100 عنصر، معظمها من منتجات التكنولوجيا الفائقة.
وأكد التقرير نقلا عن تحليل أجرته مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "إذا رفعت الولايات المتحدة الحظر المفروض على تصديرها إلى الصين إلى نفس الحظر المطبق على فرنسا، فإن العجز التجاري الأمريكي مع الصين سيضيق بمقدار الثلث".
وأضاف أن الصين ترغب في زيادة الواردات من الولايات المتحدة، داعيا واشنطن إلى تخفيف القيود المفروضة على الصادرات إلى الصين وحضور معرض الاستيراد الصيني للترويج للمنتجات الأمريكية.
وبحسب التقرير، فإن إجمالي الدخل الذي حققته الشركات الأمريكية في الصين بلغ 940 مليار دولار في عام 2017، في حين تلقت الولايات المتحدة ما مجموعه 1.37 تريليون دولار من الاستثمارات من الشركات والأفراد الصينيين خلال نفس الفترة.
وجاء في ملخص التقرير.. "إذا كان هناك حزب واحد فقط" رابح "والآخر" خاسر "، فلن يستمر التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة حتى اليوم".