«التنين» ينعش آمال زيادة عدد السكان في الصين
تواجه الصين أزمة سكانية تتمثل في انخفاض عدد السكان لأول مرة منذ 60 عاما، وتتطلب الأزمة حلولًا جذرية.
ويجب على الحكومة العمل على معالجة هذه الأزمة من خلال إلغاء سياسة "الطفل الواحد" وتقديم الدعم المالي للأسر وتغيير ثقافة المجتمع.
وذكرت صحيفة ييكاي للأخبار المالية أن المستشفيات في جميع أنحاء الصين شهدت ولادة الكثير من الأطفال في عام التنين، وهي زيادة قد تعوض انخفاض عدد السكان في عام 2024 وتجلب الراحة لصانعي السياسات.
وقالت ييكاي إنه توجد معتقدات بأن برج التنين الصيني تحديدا يجلب الخير، وأظهرت البيانات الواردة من المستشفيات خلال العام القمري الجديد الذي بدأ في 10 فبراير/ شباط أن عدد المواليد الجدد زاد "بشكل كبير".
وأفادت الصحيفة بأن مستشفى في مدينة ووشي شرقي الصين سجل زيادة 20% في عدد المواليد الجدد مقارنة بالعام الماضي، في حين أبلغ مستشفى في مقاطعة شانشي شمال غرب الصين عن زيادة بنسبة 72% في المواليد مقارنة بعام 2023.
وترتبط معدلات الزواج في الصين ارتباطا وثيقا بمعدلات المواليد إذ غالبا ما تُحرم الأمهات غير المتزوجات من مزايا رعاية الطفل. وفي العام الماضي، ارتفع عدد الزيجات المسجلة لأول مرة منذ عدة سنوات نتيجة لتأجيل الزواج خلال فترة الجائحة.
ويشعر صناع السياسة الصينيون بالقلق إزاء انخفاض عدد المواليد مع تقدم السكان في العمر. وقال الرئيس شي جين بينغ العام الماضي إنه من الضروري "تشجيع ثقافة جديدة للزواج والإنجاب" من أجل التنمية الوطنية.
ومع هذا، يفضل العديد من الشبان البقاء دون زواج أو تأجيل هذه الخطوة بسبب ضعف فرص العمل وارتفاع البطالة لمستويات قياسية بين الشبان والانخفاض المزمن في ثقة المستهلك مع تباطؤ النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ويقول خبراء إن طفرة "طفل التنين" من المرجح أن تكون قصيرة الأجل مع عزوف المزيد من النساء عن الإنجاب بسبب ارتفاع تكاليف رعاية الأطفال، فضلا عن عدم الرغبة في الزواج أو تعليق حياتهن المهنية في مجتمع تقليدي ما زال يشهد التمييز بين الجنسين.
وانخفض عدد سكان الصين للعام الثاني على التوالي في عام 2023 إذ أدى انخفاض معدل المواليد وموجة الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 عندما انتهت عمليات الإغلاق الصارمة إلى تسارع الانكماش الذي سيكون له آثار عميقة طويلة المدى على إمكانات نمو الاقتصاد.
وقال المكتب الوطني للإحصاء إن إجمالي عدد السكان في الصين انخفض بمقدار 2.08 مليون شخص أو 0.15% إلى 1.409 مليار نسمة في عام 2023.