توتر جديد يشق طريقه لتايوان.. وانتقادات صينية لاستراتيجية ألمانيا
تدريبات قتالية، اختراق طائرات صينية لمجال تايوان الجوي، نشر سفن وأنظمة صواريخ، توترات جديدة كانت تايبيه مرتكزا لها وبكين أحد أطرافها.
تلك التوترات اتخذت من الساعات الأربع والعشرين الماضية موطئ قدم لتدخل مجددا على الخط الفاصل بين الصين وتايوان، وتذكي المخاوف من تكرار السيناريو الأوكراني.
فما الجديد؟
يوم الأحد، أعلن الجيش الصيني أنه أجرى تدريبات قتالية حول تايوان، في ثاني تدريبات من نوعها خلال أقل من شهر.
وقالت قيادة المنطقة الشرقية بالجيش الصيني، في بيان، إن قواتها نظمت "دوريات استعداد قتالي مشتركة وتدريبات قتالية فعلية" في البحر والمجال الجوي حول تايوان.
وأضافت، في بيان مقتضب، أن الهدف من التدريبات هو اختبار القدرات القتالية المشتركة و"التصدي بحزم للأعمال الاستفزازية للقوى الخارجية والقوى الانفصالية المطالبة باستقلال تايوان".
وأجرت الصين تدريبات مماثلة أواخر الشهر الماضي، قالت تايوان عنها إن 43 طائرة صينية عبرت خط المنتصف لمضيق تايوان الذي يمثل عازلا غير رسمي بين الجانبين.
تلك التدريبات العسكرية التي أجرتها الصين بالقرب من الجزيرة، أدانها مكتب الرئاسة في تايوان اليوم الإثنين، قائلا إن السلام والاستقرار في مضيق تايوان والمنطقة مسؤولية مشتركة لكل من تايوان والصين.
تصعيد التوترات
وأضاف المكتب الرئاسي، في بيان، أن موقف تايوان واضح للغاية من حيث إنها لن تصعد الصراعات أو تثير الخلافات ولكنها ستدافع عن سيادتها وأمنها.
وكجزء من التدريبات الصينية أعلنت وزارة الدفاع في تايبيه، اليوم الإثنين، رصد 57 طائرة صينية وأربع سفن حربية بالقرب من تايوان من السادسة صباح أمس الأحد حتى السادسة صباح اليوم الإثنين.
وقالت وكالة الأنباء المركزية التايوانية "سي. إن .إيه" إن وزارة الدفاع قالت، في بيان اليوم، إن 28 طائرة إما خرقت خط الوسط بمضيق تايوان وإما انتهكت محيط منطقة التعريف الدفاعي الجوي بجنوب غرب تايوان.
وأوضحت الوزارة أن تايوان ردت بنشر سفن وطائرة وأنظمة صواريخ أرضية، بالإضافة إلى إصدار تحذيرات لاسلكية.
وكانت وزارة الدفاع في تايوان قالت أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنها دفعت بطائرات مقاتلة لإبعاد 39 طائرة صينية دخلت منطقة الدفاع الجوي في جنوب شرق البلاد، مشيرة إلى أن تايوان أرسلت طائرات مقاتلة لم تحدد نوعها لتحذير الطائرات الصينية، بينما كانت أنظمة الصواريخ تراقبها.
وتشتكي تايوان من قيام القوات الجوية الصينية بمهام على نحو متكرر على مدى العامين الماضيين، كثير منها في المناطق الجنوبية من منطقة دفاعها الجوي المحددة.
وفد ألماني
وعلى أنغام التوترات الأخيرة في تايوان، وصل وفد برلماني ألماني تايبيه، برئاسة ماري أغنس شتراك تسيمرمان رئيسة لجنة الدفاع في البوندستاغ في زيارة تستغرق أربعة أيام.
وسيلتقي الوفد رئيسة تايوان تساي إنغ وون، ورئيس الوزراء سو تسنغ تشانغ، والأمين العام لمجلس الأمن القومي ويلينغتون كو، ووزير الخارجية جوزيف وو، ورئيس البرلمان يو سي كون، وغيرهم من كبار المسؤولين.
وقالت وزارة الخارجية التايوانية إن الوفد سيلتقي -كذلك- أعضاء من الجيش وقادة أحزاب المعارضة ونشطاء حقوق الإنسان وغيرهم، ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي أرسلت ألمانيا ثلاثة وفود برلمانية إلى تايوان لإظهار تضامنها مع تايبيه.
من جهة أخرى، وصف سفير الصين في برلين وو كين، في تصريحات لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، اعتزام برلين انتهاج استراتيجية أكثر صرامة تجاه بلاده، قائلا: "إن ما قرأته عن ذلك في وسائل الإعلام وأعرفه من خلال العديد من المحادثات أمر مقلق للغاية بالنسبة لي، تعطي هذه الاستراتيجية انطباعا بأن الأيديولوجية هي التي توجهها، فهي لا تستند إلى المصالح المشتركة لألمانيا والصين".
انتقادات صينية
وبحسب إذاعة صوت ألمانيا، فإن برلين تعمل على استراتيجية جديدة تنظر بشكل أكثر واقعية لعلاقاتها مع الصين وتهدف إلى تقليل اعتمادها على القوة الاقتصادية العظمى في آسيا.
وعن تلك الاستراتيجية، قال الدبلوماسي الصيني "على حد علمي فإن الاستراتيجية تضخم المنافسة والمواجهة بين بلدينا بطريقة لا علاقة لها بالواقع، كما أنني أسمع أن بعض القيم وحقوق الإنسان يجب أن تكون شرطا أساسيا للتعاون في المستقبل.
في السياق نفسه، استقبلت تايوان اليوم الإثنين خمسة برلمانيين من ليتوانيا، في زيارة رسمية تستغرق ستة أيام، بقيادة رئيس لجنة الأمن والدفاع الوطني في البرلمان الليتواني لاوريناس كاسيوناس.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز