«فوجيان» الصينية و«فورد» الأمريكية.. سباق يحتدم بين البحر والسماء
أطلقت الصين مؤخرًا أحدث حاملات طائراتها «فوجيان»، التي تُعتبر منافسًا مباشرًا للحاملة الأمريكية «غيرالد فورد».
وبحسب مجلة «نيوزويك»، تسعى الصين إلى تحديث سريع لقواتها البحرية تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ، الذي وضع هدفًا طموحًا لبناء جيش "على مستوى عالمي" بحلول عام 2049.
وتمتلك الصين اليوم أكبر قوة بحرية في العالم من حيث عدد السفن، بما يزيد على 370 سفينة، تشمل ثلاث حاملات طائرات.
في المقابل، تحافظ الولايات المتحدة على أسطول يضم 11 حاملة طائرات كحد أدنى وفق القانون الفيدرالي.
وتُعد حاملات الطائرات الأمريكية رموزًا بارزة لقوة واشنطن العسكرية، ويجري نشرها بانتظام في الخارج، لا سيما في غرب المحيط الهادئ، لتأكيد التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها وشركائها الإقليميين.
نقاط تشابه
تُعد كل من غيرالد فورد وفوجيان أول حاملتين في بلديهما مجهزتين بقاذفات كهربائية للطائرات، ما يسمح بإطلاق طائرات أثقل وزيادة القدرة القتالية.
وتحتوي غيرالد فورد على أربعة قاذفات موزعة على سطح الطيران، في حين تضم فوجيان ثلاثة قاذفات.
وتدعم الحاملتان طائرات مقاتلة شبحية؛ حيث صُممت غيرالد فورد لتشغيل طائرات إف-35 سي الأمريكية، بينما يمكن لفوجيان إطلاق واستعادة طائرات جيه-35 الصينية، التي تشترك مع إف-35 سي في التصميم وقدرة التخفي من الرادار.
فوارق
تعمل فوجيان بتوربينات بخارية ومولدات ديزل، على غرار حاملتي الصين السابقتين لياونينغ وشنغدو.
أما حاملات الطائرات الأمريكية، بما في ذلك غيرالد فورد، فهي نووية بالكامل، ما يمنحها القدرة على العمل لفترات طويلة دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود.
ويمكن لغيرالد فورد العمل 20 إلى 25 عامًا قبل الحاجة لتزويد مفاعلاتها النووية بالوقود، ويتم ذلك مرة واحدة فقط في عمر الحاملة.
الحجم والقدرة الجوية
يبلغ طول فوجيان 1036 قدمًا مقابل 1106 قدمًا لغيرالد فورد.
وتتيح الحاملة الأمريكية نقل قوة جوية أكبر، تشمل أكثر من 75 طائرة، بما فيها مقاتلات وطائرات إنذار مبكر.
بينما يقدر مشروع تشاينا باور قدرة فوجيان على تشغيل 50 إلى 60 طائرة.
الموانئ والانتشار الإقليمي
تتمركز غيرالد فورد على الساحل الشرقي للولايات المتحدة في قاعدة نورفولك البحرية، فيرجينيا، وتُنشر عادة في المحيط الأطلسي، البحر المتوسط، والشرق الأوسط عبر قناة السويس.
وفوجيان ستكون ثاني حاملة طائرات صينية متمركزة في قاعدة يولين البحرية قرب سانيا في هاينان شمال بحر الصين الجنوبي، حيث توجد نزاعات إقليمية بين الصين ودول الجوار.
ويشير هذا التمركز إلى أن الحاملتين لن تكونا في المحيط الهادئ الغربي بالوقت نفسه، في حين تمركزت حاملة أمريكية أخرى ضمن القوات المنتشرة في اليابان.
التاريخ والقدرات
عند تدشين غيرالد فورد في يوليو/ تموز 2017، قال الرئيس الأمريكي حينها دونالد ترامب: "أينما شقّت هذه السفينة الأفق، سيشعر حلفاؤنا بالاطمئنان وأعداؤنا بالرهبة، لأن الجميع سيعرف أن أمريكا آتية… قوتنا الحقيقية هي شعبنا، وسلاحنا الأعظم هو جميعكم".
في المقابل، أكدت وكالة أنباء شينخوا الرسمية أن فوجيان هي أول حاملة صينية مجهزة بقاذفات كهربائية، وثالث حاملة في تاريخ البحرية الصينية، صُممت وبُنيت بالكامل داخل الصين، وتعتبر تقنيتها من بين الأكثر تقدمًا عالميًا.
وأشار تقرير البنتاغون حول القوة العسكرية الصينية 2024 إلى أن "فوجيان أكبر من الحاملتين السابقتين المزودتين بالمنحدر، ومجهزة بنظام إطلاق كهربائي يدعم المزيد من الطائرات المقاتلة وطائرات الإنذار المبكر، ويتيح إجراء عمليات جوية أسرع، ما يوسع نطاق وفعالية ضربات القوات البحرية الصينية".
التحدي المقبل
لا يزال موعد أول نشر قتالي لفوجيان غير معروف، في حين بدأت غيرالد فورد أول عملية انتشار لها في 2022، بعد خمس سنوات من تدشينها.
وتعمل حاليًا ضمن منطقة مسؤولية القيادة الجنوبية الأمريكية، التي تشمل أمريكا اللاتينية والكاريبي، لدعم مهام مكافحة المخدرات.
ويشير هذا إلى أن كلًا من الصين والولايات المتحدة يسعيان لتعزيز قدرات حاملات الطائرات لاستعراض قوتهما البحرية في مناطق استراتيجية حساسة، ما يعكس سباقًا مستمرًا بين القوتين على السيطرة البحرية والتفوق التكنولوجي.