تشكيلة هجومية جديدة.. «التنين المظلم» ينضم إلى «أشباح» الصين
«التنين المظلم» ينضم إلى «أشباح» الصين في تشكيلة هجومية جديدة تظهر في صور للمرة الأولى بالذكرى 76 لتأسيس القوات الجوية للجيش الصيني.
وبحسب مجلة «ميليتري ووتش»، أظهرت القوات الجوية للجيش الصيني في شريط بمناسبة الذكرى الـ76 لتأسيسها للمرة الأولى صورًا لطائرة الدرون الشبحية جيه جي-11 (التنين المظلم) وهي تطير في تشكيل واحد مع مقاتلة التفوق الجوي جيه-20 وطائرة الحرب الإلكترونية جيه-16 دي.
وتعد هذه اللقطات أول مادة مرئية متاحة للعامة تؤكد العمل المشترك لهذه المنظومات في تشكيلة قتالية موحّدة، بعد توقعات طويلة بأن تصبح هذه التشكيلات جزءًا من تكتيكات التشغيل المستقبلية للقوات الجوية الصينية.
وتتسم التشكيلة بتكامل قدرات واضح؛ إذ تعد جيه جي-11 بديلاً قابلاً للتضحية نسبيًا ومصممًا لمهام الاختراق العميق بفضل بصمتها الشبحية العالية.
بينما تضطلع جيه-16 دي بدور الحرب الإلكترونية المتقدّم عبر تشويش قدرات العدو الكهرورادارية والكهروضوئية وتحديد منصات الدفاع الجوي لإضعافها تمهيدًا لاستهدافها بصواريخ مضادة للإشعاع.
«رفاق الجناح»
ومن المقرر أن تعمل جيه-20 كمنصة قيادة جوية لدعم الدرونز، لا سيما في نسختها ثنائية المقعد جيه-20 إس التي ظهرت سابقًا في محاكاة تقود تشكيلات مؤلفة من أربعة طائرات دون طيار، مع إمكانية احتلال المقعد الخلفي من قبل ضابط تحكم بالطائرات المسيرة.
ويُنظر إلى تكتيك «رفاق الجناح» كخاصية مركزية متوقعة في مقاتلات الجيل السادس، بينما ستستفيد أيضاً تصاميم الجيل الخامس المتقدمة مثل جيه-20 وإف-35 الأمريكية من دمج الدرونز ضمن تشكيلاتها.
والتسليح الفعلي لمسيرة جيه جي-11 لم يُكشف رسميًا، لكن تكهّنات محلية ودولية تشير إلى احتمال حمل الدرون لصواريخ جو-جو متقدمة مثل بي إل-15 وربما فصائل أحدث من عائلة بي إل-إكس-إكس، ما قد يمكّنه من أداء أدوار مضاعفة للقوة الجوية ودعم جيه-20 في الاشتباكات الجوية.
ولا تقتصر التطورات على الصين؛ فبرامج مشابهة لتطوير مقاتلات غير مأهولة مرافقة قيد التقدم في الولايات المتحدة وروسيا وأستراليا، ومن الأمثلة البارزة بوينغ إم كيو-28 غوست بات الأمريكية، وسوخوي إس-70 أوخوتنيك الروسية، في سياق سباق عالمي لدمج الدرونز مع المقاتلات المأهولة.
منصة قيادة
تتجه جيه-20 إس لأن تظل رائدة كمنصة قيادة للدرونز، مع تعزيز قدراتها تحضيرًا لدخول أولى مقاتلات الجيل السادس الصينية الخدمة في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، ظهرت نماذج أولية للطيران لتصميمين مختلفين من مقاتلات الجيل السادس الصينية، وسارعت برامج التطوير في كلا المشروعين منذ ذلك الحين.
وأحد أبرز التحديات الفنية واللوجستية أمام بكين يكمن في متطلبات المدى، إذ تحتاج الدرونز المصاحبة إلى مدى عملي أطول بكثير من نظرائها الغربيين لتتماشى مع أطياف التشغيل الواسعة لمقاتلاتها المأهولة.
وتمتلك مقاتلة جيه-20 نصف قطر قتال يزيد على 2000 كيلومتر - أي أكثر من ضعف نصف قطر قتال إف-22 وإف-35.
ويتوقع أن يتجاوز خليفتها ذلك الرقم بكثير، ما يجعل تطوير طائرات مسيّرة أكبر حجماً وبمديات أطول حلاً مرجحًا لدعم برامج المقاتلات من الجيل السادس.
كما تُظهر اللقطات الجديدة قدرة الصين على مزج عناصر التخفي والحرب الإلكترونية والذكاء التشغيلي في تشكيلة متكاملة.
لكن المسار إلى تشغيل واسع وفعال يتطلب تجاوز تحديات تقنية وعملياتية كبيرة، لا سيما في مجالات الاتصالات والسيطرة على الدرونز ومدى التشغيل.