ميغ-29 بدلًا من جيه-10 سي الصينية.. 4 دوافع وراء قرار إيران

وصول مقاتلات ميغ-29 روسية إلى قاعدة شيراز الجوية، كأول طائرات جديدة تنضم إلى أسطول سلاح الجو الإيراني منذ أكثر من ثلاثة عقود، أثار جدلا
واسعاً حول توجهات طهران في مجال التسلح الجوي.
ورغم إعلان المسؤولين الإيرانيين مطلع العام الجاري عن توقيع عقود لاقتناء مقاتلات سو-35، كان المتوقع أن يشمل برنامج التحديث -أيضاً- المقاتلة الصينية المتطورة جيه-10 سي، بحسب موقع «ميليتري ووتش».
ورغم أن جيه-10 سي تُعد أخف وزناً وأقل تكلفة في التشغيل، فضلاً عن تفوقها من حيث أنظمة الاستشعار وروابط البيانات ومواد التصنيع والتسليح، فإن اختيار طهران للمقاتلة الروسية الأقل تطوراً ظاهرياً أثار تساؤلات عدة، خاصة وأن الطرازين يتنافسان في الفئة نفسها من حيث الوزن وتكاليف الصيانة.
دخلت الميغ-29 الخدمة عام 1982، أي قبل 22 عاماً من دخول جيه-10 الصينية، غير أن الأخيرة استفادت من تحديثات متسارعة يقودها قطاع دفاعي أكثر تقدماً. ومع ذلك، وجدت إيران في المقاتلة الروسية أربع مزايا رئيسية:
أولا: إمكانية الحصول على أعداد كبيرة من الميغ-29 المطورة دون استنزاف احتياطي العملة الصعبة، بفضل اعتماد مبدأ المقايضة مع روسيا عبر صادرات الصناعات الدفاعية الإيرانية.
ثانياً: انخفاض كلفة الحصول على هياكل الميغ-29 السوفياتية المخزنة، التي سبق أن عرضتها موسكو كمساعدات مجانية مقابل تمويل تحديثها، مما يمنح إيران فرصة لامتلاك أعداد قد تفوق بأربع مرات – أو أكثر – ما يمكن أن توفره جيه-10 سي.
لكن على المدى الطويل، ستظل الميغ أعلى كلفة من حيث التشغيل والصيانة، خاصة أن النماذج القديمة لا تتمتع بميزات الصيانة الميسرة المتاحة في نسخ أحدث مثل ميغ-29 إم.
ثالثاً: قدرة روسيا على التسليم السريع، إذ رغم أن إنتاج ميغ-29 إم لا يتجاوز 20 طائرة سنوياً، فإن خلو المصنع من طلبيات كبيرة يتيح تخصيص كامل قدرته لتلبية الطلب الإيراني. في المقابل، ورغم إنتاج الصين نحو 50 طائرة جيه-10 سي سنوياً، فإن أغلبها موجه إلى احتياجات سلاحها الجوي وإلى طلبيات دول أخرى مثل باكستان، وربما مصر والسودان وأوزبكستان.
يضاف إلى ذلك أن موسكو قادرة على تسليم أكثر من 100 مقاتلة من المخزون بوقت قصير.
رابعاً: خبرة إيران السابقة في تشغيل سربين من مقاتلات ميغ-29 إيه/يو بي منذ عام 1989، ما يجعل صيانة النسخ الأحدث مألوفة ويدعم إدخالها للخدمة بسلاسة، على عكس ما يستلزمه إدخال طراز جديد بالكامل مثل جيه-10 سي. ومع استمرار التهديدات الغربية والإسرائيلية، فإن سرعة التسلّم والتشغيل تمثل عاملاً حاسماً.
ورغم تقادمها، فإن الميغ-29 بعد تحديثها برادارات زهوك-إم إي أو زهوك-إيه/إيه إم المتطورة، وتسليحها بصواريخ جو-جو من طراز آر-77 إم، قد تتحول إلى مقاتلة فعّالة قادرة على مواجهة – وربما التفوق على – مقاتلات إف-15 وإف-16 التي يعتمد عليها سلاح الجو الإسرائيلي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzUg
جزيرة ام اند امز