"ميغ-29" في أوكرانيا.. هل تُحدث "أجنحة السوفيات" فرقا؟
ماذا يحدث إذا أُلقيت مقاتلات "ميغ-29" في قلب الحرب؟.. قبل الإجابة عن السؤال تمهل قليلا، واعلم في أي جانب ستكون هذه المقاتلات السوفياتية.
وأمس الخميس، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا أن وارسو ستسلم أوكرانيا دفعة أولى من 4 مقاتلات قاذفة من طراز ميغ-29، ما سيشكل أول عملية تسليم من هذا النوع من قبل دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
- أمريكا بعد "حادثة المسيرة".. خطوة للخلف أم مزيد من التصعيد مع روسيا؟
- رئيس الصين في روسيا قريبا.. هل يُلبّد "هلال الشرق" سماء الغرب؟
وخلال مؤتمر صحفي، قال دودا للصحفيين: "في مرحلة أولى سننقل خلال الأيام المقبلة 4 طائرات تعمل بشكل كامل لأوكرانيا"، مضيفا أنه "يجري إعداد وصيانة طائرات إضافية حالياً، ومن المحتمل أن يتمّ نقلها تباعاً".
وأضاف: "لذلك، يمكننا القول إننا على وشك إرسال طائرات الميغ هذه إلى أوكرانيا"، مشيراً إلى أنّ بولندا لديها حاليا أكثر من 10 طائرات ميغ ورثتها من جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة.
ولفت إلى أن "طائرات الميغ هذه لا تزال في الخدمة بالقوات الجوية البولندية. إنها في سنوات عملها الأخيرة، لكن غالبيتها لا تزال تعمل بكامل طاقتها".
ومن المقرر استبدال طائرات الميغ سوفياتية الصنع التي ستُنقل إلى أوكرانيا، بطائرات "إف آي-50" الكورية الجنوبية التي اشترتها بولندا، ثم بطائرات "إف-35" الأمريكية.
ولم يتوقف الأمر عند بولندا وحدها، إذ جددت سلوفاكيا المجاورة رغبتها في إرسال 13 مقاتلة "ميغ-29" للمساعدة في تعويض الخسائر في مخزونات أوكرانيا الحالية من المقاتلات، بعد أن كانت قد كشفت عن هذه الرغبة العام الماضي أيضا.
تحفظ ورفض
وفي مقابل الرغبة والحماس في شرق أوروبا، لا يتمتع الأمر بنفس التأييد في وسط القارة، إذ أبدت الحكومة الألمانية تحفظات بشأن إعلان بولندا عزمها تسليم مقاتلات إلى أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، في برلين، اليوم الجمعة، إنه "إذا كان الأمر يتعلق بالطائرات التي يكون لألمانيا رأي فيها، سيتعين الانتظار ومعرفة ما إذا كان هناك طلب"، موضحا أنه "حتى الآن لا يوجد مثل هذا الطلب".
وكان الرئيس البولندي أندريه دودا أعلن مؤخرا أن القوات الجوية البولندية لديها حاليا حوالي 12 طائرة "ميغ-29"، والتي ترجع إلى مخزونات جمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي".
وأضاف أنه "نظرا لما يسمى بشرط الاستخدام النهائي، لا يُسمح لبولندا بتمرير المقاتلات إلى أوكرانيا إلا بموافقة الحكومة الألمانية".
هيبشترايت قال عن هذه النقطة إن "الحكومة الألمانية تنتظر"، مؤكدا بوجه عام على النهج الخاص بواردات الأسلحة، وأوضح أن "موقف الحكومة الألمانية هو دائما التنسيق بشكل وثيق، وعلى المستوى الدولي".
لكن بعيد ذلك، أكد البيت الأبيض أن قرار بولندا "لا يغير" موقف واشنطن المعارض لإرسال طائرات أمريكية الصنع إلى كييف.
وتعليقا على الخطوة، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، إن قرار بولندا "لا يغير حساباتنا فيما يتعلق بطائرات إف 16" الأمريكية الصنع، مضيفا أن "الخطوة البولندية لا تؤثر ولا تغير ذلك".
وبعيدا عن التحفظ الألماني والمعارضة الأمريكية، فإن نظرة أوكرانيا نفسها، ليست إيجابية بما فيه الكفاية، لمقاتلات "ميغ-29"، إذ قال الناطق باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إيغنات إن "مقاتلات ميغ لن تحل المشاكل، نحن بحاجة لمقاتلات إف-16. لكن طائرات الميغ ستساهم في تعزيز قدراتنا".
الكرملين: غير مؤثرة
في المقابل، انتقد الكرملين اليوم الجمعة، قرارات بولندا وسلوفاكيا بتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة تعود للعهد السوفياتي، واصفا هذا بالتصعيد.
وذكر المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف أن الطائرات المقاتلة طراز "ميغ-29" لن تحدث أي فارق في القتال الأوكراني ضد الجيش الروسي، لكن ستجلب المزيد من المشكلات للبلاد.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله اليوم الجمعة: "هذا مجرد مثال آخر على كيفية زيادة عدد من الدول الأعضاء بالناتو مشاركتها المباشرة في الصراع".
الخبير في الشؤون الدفاعية، نيكو لانجه، علق على قرارات سلوفاكيا وبولندا تسليم مقاتلات ميغ-29، لأوكرانيا، وكتب على "تويتر"، أن "إجمالي الطائرات المقدمة من البلدين، سيصل في الفترة المقبلة إلى 24 مقاتلة"، مضيفا: "هذا دعم قوي جدا لأوكرانيا"، وفق ما رصدته "العين الإخبارية".
الزميل في جامعة أوكسفورد والخبير في الشؤون الروسية، صامويل راماني، قال "سلوفاكيا هي ثاني دولة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد بولندا تقدم طائرات لأوكرانيا".
ومضى معلقا: "بينما أرادت بولندا في البداية إرسال المقاتلات جنبًا إلى جنب مع (الناتو)، يبدو أن قيادتها الأحادية الجانب بشأن هذه القضية تدفع دولًا أخرى إلى دعمها".
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg
جزيرة ام اند امز