على خطى بولندا.. هل يدعم الغرب أوكرانيا بالمقاتلات؟
جاء إعلان الرئيس البولندي أندريه دودا تزويد بلاده أوكرانيا بـ4 طائرات مقاتلة من طراز (ميغ 29)، ليضع حلفاء كييف بموقف حرج في ظل ضغوط أوكرانية من أجل إمدادها بالمقاتلات التي قالت إنها ستغير مسار الحرب.
بهذا الخطوة، بات بولندا أول دولة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تقدم على ما اعتبرته موسكو خطا أحمر ما قد ينذر بتصعيد روسي، وإطالة أمد الحرب التي طالت تداعياتها العالم بأسره.
وجاءت تصريحات "دودا" بعد إعلان وزير الدفاع البولندي أن الاستخبارات قامت بتفكيك شبكة تجسس روسية "تجمع معلومات لمن هاجموا أوكرانيا".
وسيتم استبدال طائرات الميغ التي ستنقلها بولندا إلى أوكرانيا بطائرات "إف آي-50" الكورية الجنوبية التي اشترتها وارسو، ثم بطائرات "إف-35" الأمريكية.
غير كافية
المبادرة البولندية اعتبرتها كييف غير كافية، حيث أكد يوري ايغنات، الناطق باسم سلاح الجو الأوكراني، أن طائرات ميغ لن تحل الأزمة، أوكرانيا في حاجة لمقاتلات إف-16، قبل أن يستدرك: "لكن مقاتلات الميغ ستساعد في تعزيز قدراتنا بالوقت الحالي".
ولم يتأخر الرد الأمريكي أيضا، حيث قال البيت الأبيض إن إعلان بولندا إمداد كييف بمقاتلات ميغ لا يغير موقف واشنطن المعارض لإرسال طائرات أمريكية الصنع إلى كييف.
الرفض غير قطعي
والأسبوع الماضي، قالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية إن الرفض الأمريكي لإرسال المقاتلات الذي انعكس أيضا على قادة أوروبا ليست بشكل قطعي، لافتة إلى أن الغرب حاليا لديه أولويات وهي وصول الأسلحة التي تم الإعلان عنها بينها الدبابات وكذلك تدريب الأوكرانيين، ومن ثم التفكير في أي خطوة مستقبلية جديدة.
وأشار إلى أن هناك شبه إجماع بين كبار المسؤولين الأمريكيين وأوروبا على أن كييف تحتاج إلى تحديث قواتها الجوية عبر مقاتلات جديدة، غير أنه حاليا يجب التركيز على إرسال أسلحة تحتاجها أوكرانيا من أجل القتال الآني.
ونقلت المجلة عن مسؤول أوروبي أن هذه الخطوة قد تكون من على المنظور طويل الأمد، لكن الأهم بالنسبة لنا حاليا هو تسليم ما تم الالتزام به في يناير/كانون الثاني في أسرع وقت وهذا هو جوهر المسألة حاليا.
نزيف حتى الموت
فيما اعتبرت صحيفة "التايمز" أنه إذا لم يتم دعم كييف بمقاتلات "إف-16″ فستكون عرضة للنزيف حتى الموت، مؤكدة أن دعمها بالطائرات يشكل تحديات عملية في ظل التحذيرات الروسية لكن هذا ليس سببا للرفض.
فيما أكد مراقبون أن تسليم الطائرات المقاتلة إلى أوكرانيا ستعتبره روسيا مشاركة رسمية للغرب في الحرب، كونها يمكن أن تستخدم المقاتلات في ضرب عمق الأراضي الروسية والقرم، وهو ما يحاول الغرب تجنبه في ظل تزايد التوترات بين موسكو وواشنطن خاصة بعد واقعة الطائرة المسيرة.
واعتبروا أن المقاتلات ستسهم في تغيير مسار الحرب، غير أنه منذ اندلاع الحرب هناك تأخر في توريد الأسلحة باستمرار حتى تتجاوز المعارك النقطة التي يكون فيها هناك حاجة ضرورية لمثل هذه النوعية من الأسلحة.