أمريكا بعد "حادثة المسيرة".. خطوة للخلف أم مزيد من التصعيد مع روسيا؟
مع تصعيد روسيا لهجتها تجاه الولايات المتحدة بالتحذير من إعلان الحرب على "أكبر قوة نووية" عقب حادث المسيرة الأمريكية التي تحطمت إثر مناوشات مع مقاتلتين روسيتين فوق البحر الأسود، تفاضل واشنطن بين فوائد طلعات الاستطلاع ومخاطر التصعيد مع موسكو.
واقعة تحطم المسيرة الأمريكية رفعت من منسوب التوتر، وزادت المخاوف من مواجهة مباشرة بين موسكو والغرب في ظل توتر يتصاعد جراء الدعم الواسع لتسليح أوكرانيا.
لا تقتربوا من مجالنا الجوي
وأمس الخميس، نقلت سفارة موسكو في واشنطن عن السفير الروسي أناتولي أنتونوف قوله إن استهداف أي طائرة روسية في الأجواء الدولية يعد بمثابة إعلان حرب على أكبر قوة نووية في العالم، في إشارة إلى بلاده.
وأضاف السفير الروسي أن أي نزاع مسلح بين موسكو وواشنطن سيكون مختلفا جذريا، عما أسماها حربا بالوكالة التي تشن عن بُعد على روسيا في أوكرانيا.
كما طالبت روسيا أمريكا بالابتعاد تماما عن مجالها الجوي بعد تحطم الطائرة المسيرة، حيث قال أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إن "الأمريكيين يواصلون الزعم بأنهم لا يشاركون في العمليات العسكرية. هذا أحدث تأكيد على أنهم موجودون بشكل مباشر في هذه الحرب".
أمريكا بين نارين
فيما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أمريكيين أن أمريكا تجري تقييما لطلعات الاستطلاع التي تقوم بها الطائرات بدون طيار في منطقة البحر الأسود، وتبحث فوائد تلك الطلعات بعد إسقاط موسكو إحدى الطائرات من طراز MQ-9 Reaper.
وأوضحوا أن أمريكا لم توقف الطلعات الجوية بشكل تام، بل أرسلت طائرة من نفس الطراز، في مهمة بنفس المنطقة بعد وقت قصير من الواقعة ضمن عملية مسح لموقع تحطم المسيرة ومراقبة جهود موسكو خلال بحثهم عن الحطام.
غير أن المسؤولين أكدوا أن الجيش الأمريكي يتفحص طرق الطائرات بدون طيار، وسبل تقليل مخاطر الصراع بشكل أفضل مع موسكو التي تجري طائراتها طلعات داخل وخارج شبه جزيرة القرم بشكل دائم.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن واشنطن تخطط لتحليل المخاطر والفوائد الإجمالية لمثل هذه الطلعات، ومقارنة القيمة الاستخباراتية المحتملة لطريق معين مقابل أخطار التصعيد مع روسيا.
وأشار مسؤول عسكري أمريكي إلى أن هناك مخاوف لدى البعض في الجيش من أن تقييد طرق الطائرات بدون طيار سيؤثر على جمع المعلومات الاستخبارية الخاصة بحرب أوكرانيا، غير أنه لفت إلى أن واشنطن لديها بدائل محتملة لجمع المعلومات الاستخبارية بينها أقمار التجسس الصناعية.
مساران أمام أميركا
وإلى أي مدى ستتجه الأزمة بين روسيا وأميركا، يقول المحلل الاستراتيجي وخبير الشؤون الدولية المقيم في روما، ميتشل بيلفر:
• ليس من المستغرب أن تكون هناك حادثة لطائرة أميركية بدون طيار نظرًا لكل النشاط الجوي فوق البحر الأسود، وقع الحادث فوق المياه الدولية على الرغم من أن روسيا تستخدم البحر الأسود كمنصة إطلاق للعديد من عملياتها الجوية ضد أهداف أوكرانية
• أعتقد أن البيت الأبيض يأخذ وقته ويترك موسكو تفكر، هناك أصوات تطالب واشنطن بالرد بالمثل، والآن يعود القرار لواشنطن فيما يتعلق بتصعيد الموقف من عدمه.
• من المرجح أن تتخذ الولايات المتحدة استجابة مدروسة، قد توجه واشنطن ضربة لطائرة مسيرة روسية انتقاما، أما إذا قررت أميركا التصعيد، فقد يتجلى ذلك في هجوم ضد مركبة جوية روسية مأهولة لكن الخيار الثاني بعيد الاحتمال.
فرصة لأميركا لدعم أوكرانيا
• بيلفر أشار إلى أن البديل هو أن الولايات المتحدة تعتبر هذا الحادث كمبرر إضافي لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي متطورة بشكل متزايد.
• من غير المحتمل أن تحدث أي مواجهة حقيقية بين الولايات المتحدة وروسيا، تتقدم الولايات المتحدة على روسيا بسنوات ضوئية، من حيث مجمعها الصناعي العسكري. سواء كانت إشارة إلى الفضاء أو الطيران أو حتى سيناريو الأسلحة النووية المخيف، فإن الولايات المتحدة تتقدم 15 عامًا على الأقل من التقنيات الروسية وبالتالي القدرات. ستكون روسيا حكيمة ألا تخوض معركة مع الولايات المتحدة
• أعتقد أن الرد الأميركي سيكون محدودًا للغاية. في الوقت الحالي، يبدو أن الولايات المتحدة تبحث فقط عن مبرر لنقل أسلحة أكثر تطورًا إلى القوات الأوكرانية، لأنه من خلال كييف، تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو تحقيق نصر استراتيجي ضد روسيا وإعادة تشكيل النظام العالمي كما كان قبل 24 فبراير 2022.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC4xNiA= جزيرة ام اند امز