رئيس الصين في روسيا قريبا.. هل يُلبّد "هلال الشرق" سماء الغرب؟
توقيت زيارة مرتقبة للرئيس الصيني لروسيا يطرح فرضية تحول التقارب إلى تحالف معلن، قد يخلط أوراق الغرب المسكون بهاجس "هلال الشرق" المحتمل.
زيارة أعلنت الخارجية الصينية، اليوم الجمعة، أن الرئيس شي جين بينغ يعتزم إجراءها إلى موسكو الأسبوع المقبل، بدعوة من نظيره الروسي.
وقالت الوزارة، في بيان مقتضب، إنه "بدعوة من رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين، يقوم الرئيس شي جين بينغ بزيارة دولة لروسيا بين 20 و22 مارس (آذار الجاري)"، بدون مزيد من التفاصيل.
وتأتي الزيارة في توقيت بالغ الحساسية بالنسبة للصين، التي تواجه انتقادات غربية على خلفية عدم إدانتها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، واتهامات مبطنة بإمكانية دعمها لموسكو عسكريا.
انتقادات واتهامات تنفيها بكين المتمسكة بموقف محايد، وبدعوتها للحوار واستئناف محادثات السلام بين موسكو وكييف، مجددة عرضها للوساطة بين الجانبين.
وسبق أن التقى الرئيسان الصيني والروسي في سبتمبر/أيلول الماضي على هامش قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان، وكان ذلك أول اجتماع بينهما منذ بدء حرب أوكرانيا أواخر فبراير/شباط 2022.
وعقب اللقاء، أعلن الجانبان عزمهما على تعزيز العلاقات بينهما وسط أزمة مع الغرب.
أما بوتين فسبق أن زار بكين قبل ذلك ببضعة أشهر، بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وأعلن الرئيسان حينها صداقة "بلا حدود" بين البلدين، وبعدها بقليل بدأت العملية العسكرية الروسية الخاصة في شرق أوكرانيا.
تقارب ينظر إليه الغرب بتوجس، ليقينه بأن أي تحالف روسي صيني سيكون المسمار الأخير بنعش أوكرانيا والنظام العالمي بأسره، والذي بدأت ملامح تحركه شرقا تبرز منذ فترة، وفق خبراء.
ففي حال اكتمال "هلال الشرق" كما يصطلح مراقبون على تسمية التحالف المحتمل بين موسكو وبكين، فإن إحداثيات الوضع في شرقي أوروبا ستنقلب بشكل جذري، ما قد يفتت في المقابل تحالفات أو يمهد لتشكيل أخرى.
لكن الغالب أن العالم سينقسم إلى محورين في استنساخ بمعطيات مختلفة عما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، ما قد يفتح سيناريوهات الوضع على الأسوأ.
طرح آخر يفرض نفسه، وهو أن التحالف الصيني الروسي -حال تحقق- قد يدفع الغرب لمراجعة سياسة دعمه لأوكرانيا، ما قد يقود في النهاية اضطرارا لطاولة مفاوضات تكون بكين وسيطا فيها.
"التعاون الاستراتيجي"
بشكل عام، تلتزم الصين موقفا محايدا في الحرب بأوكرانيا لكن ذلك لم يمنعها من توطيد علاقاتها مع موسكو بالأشهر الأخيرة.
ونشرت بكين الشهر الماضي وثيقة من 12 نقطة تحض موسكو وكييف على الدخول في مفاوضات سلام.
ويعارض النص أي استخدام للسلاح النووي ويدعو إلى احترام وحدة وسلامة أراضي جميع الدول، ما يعني ضمنا أوكرانيا التي تسيطر روسيا على قسم من أراضيها.
وفي هذا السياق، قد تكون زيارة الرئيس الصيني ضمن مساعي بكين لإعادة عرض خارطتها لحل النزاع المستمر منذ أكثر من عام، وهو الملف غير المعلن بأجندة الزيارة.
وإلى الآن لم تقدم بكين أي توضيحات بخصوص مواضيع المباحثات المرتقبة خلال الزيارة، إلا أن الرئاسة الروسية (الكرملين) أعلنت، الجمعة، أن الرئيسين سيبحثان "ترسيخ التعاون الاستراتيجي" بين البلدين.
وفي بيان، قال الكرملين إنه خلال الزيارة سيبحث الرئيسان "ترسيخ الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين روسيا والصين"، ولا سيما "على الساحة الدولية".
كما أشار البيان إلى أنه سيتم "توقيع وثائق ثنائية مهمة".