السعودية وإيران.. وضع الصين "الفريد" ضامن لتنفيذ الاتفاق وحجة على طهران
رغم مرور قرابة ثلاثة أعوام على محاولات الوساطة بين السعودية وإيران، إلا أن الصين التي دخلت على خط الأزمة تمكنت من حلحلتها في غضون أشهر.
وكانت إيران والسعودية أعلنتا يوم الجمعة الماضية، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016 خلال شهرين، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قال عنها مراقبون إنها تنطوي على تغييرات إقليمية دبلوماسية كبرى.
وحول توقيت دخول الرئيس الصيني على خط الوساطة التي انتهت باتفاق بين الرياض وطهران، قال مسؤول سعودي الأربعاء، إن شي جين بينغ عرض على ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان نهاية العام الماضي التوسط لتحقيق مصالحة بين المملكة وإيران، مما أدّى بالنهاية إلى اتفاق لإنهاء القطيعة.
توقيت أول محادثة
وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته إن المحادثة الأولية بين الزعيم الصيني وولي العهد الأمير محمد بن سلمان جرت خلال لقاءات ثنائية في قمة بالرياض في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأضاف أن "الرئيس الصيني أعرب عن رغبته في أن تكون الصين جسرا بين المملكة العربية السعودية وإيران. فيما رحب سمو ولي العهد بذلك"، مشيرًا إلى أن الرياض ترى أن بكين في وضع "فريد" حاليا لتوسيع نفوذها في الخليج.
وقال المسؤول السعودي: "بالنسبة لإيران على وجه الخصوص، تحتل الصين المرتبة الأولى أو الثانية فيما يتعلق بشركائها الدوليين. وبالتالي فإن النفوذ مهم في هذا الصدد، ولا يمكن أن يكون لديك بديل مماثل في الأهمية".
وقد أرست عدة اجتماعات أخرى الأسس لذلك الاتفاق؛ بينها اللقاء الموجز بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني خلال قمة إقليمية في الأردن أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، ثم محادثات بين وزير الخارجية السعودي ونائب الرئيس الإيراني خلال تنصيب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بكين في فبراير/شباط الماضي.
وضع فريد
وقال المسؤول إن دور الصين يرجّح أن يساعد على صمود شروط الاتفاق، واصفا الدولة الاسيوية بأنّها "مساهم رئيسي في أمن واستقرار الخليج".
وأشار إلى أن الصين لها نفوذ على إيران، مؤكدًا أنه إذا لم يتم الالتزام بالاتفاق الموقع مع المملكة في بكين فستجد طهران صعوبة في تفسير ذلك.
وصرح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه بأن الصين في موقع فريد لأن علاقات استثنائية تربطها بكل من إيران والسعودية، مؤكدًا أن أصعب القضايا التي طُرحت في المحادثات مع إيران كانت اليمن والإعلام ودور الصين.
إشادة أمريكية
يأتي ذلك، فيما أثنى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء، بشكل حذر على الصين خصم الولايات المتحدة لوساطتها في الاتفاق بين إيران والسعودية، قائلاً إنه قد يفيد المنطقة.
وقال بلينكن لصحفيين خلال زيارة إلى إثيوبيا: "من وجهة نظرنا، فإن أي أمر قد يساعد في خفض التوترات وتجنب النزاع وردع أي تصرفات خطيرة ومزعزعة للاستقرار من جانب إيران هو أمر جيد".
شهران مهلة
وحدّد الاتفاق مهلة شهرين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية رسميا بعد سبع سنوات من القطيعة. كما تضمّن تعهدًا لكل جانب باحترام سيادة الطرف الآخر وعدم التدخل في "الشؤون الداخلية".
وأثار تدخل الصين أسئلة بالنظر إلى شراكة المملكة الوثيقة تاريخياً مع الولايات المتحدة، إلا أن المسؤول السعودي قال: "الولايات المتحدة والصين شريكان مهمان للغاية ...، ونأمل بالتأكيد ألا نكون طرفا في أي منافسة أو نزاع بين القوتين"، مشددا على أنّه تم إطلاع المسؤولين الأمريكيين قبل سفر الوفد السعودي إلى بكين وقبل الإعلان عن الاتفاق.