«سو-57».. «الشبح» الروسية على «رادار» الهند

بعد تقارير سلبية حول حربها الجوية الأخيرة مع باكستان، يبدو أن الهند في طريقها لشراء مقاتلة روسية حديثة.
وبحسب مجلة "ناشيونال إنترست"، فإنه بعد سنوات من محاولات روسيا إقناع الهند بتبني مقاتلتها الشبحية متعددة المهام من الجيل الخامس "سو-57"، أفادت تقارير بأن روسيا تُجري دراسات جدوى لتحديد إمكانية تصنيع الطائرة بموجب ترخيص في شبه القارة الهندية.
وكانت شركة الطائرات المتحدة، التابعة لشركة روستيك الروسية الصناعية العسكرية المملوكة للدولة، قد سعت طوال فترة طويلة إلى إبرام صفقة مع نيودلهي، ومؤخرًا أعلنت اتفاقية إنتاج مشترك.
وذكر تقرير صادر عن وكالة أنباء آسيا الدولية الهندية، أن موسكو تُجري حاليًا دراسات دقيقة "لتحديد مستوى الاستثمارات اللازمة" لبناء طائرة سو-57 في الهند.
وتريد نيودلهي الحصول على سربين أو ثلاثة أسراب من طائرات الجيل الخامس، المقاتلة الأكثر تطورًا للحفاظ على تفوقها العسكري في مواجهة منافسيها الإقليميين، ولا سيما باكستان والصين.
وحاليا، تشغّل الصين طائرتها من الجيل الخامس "تشنغدو جيه-20 مايتي دراغون"، وكشفت العام الماضي عن طائرة "شنيانغ جيه-35" المصممة للعمليات البرية والبحرية والتي ستدخل مرحلة الإنتاج الضخم، مع إمكانية تصديرها إلى دول من بينها باكستان.
ومنذ أول رحلة تجريبية لها عام 2010، ارتبط اسم "سوخوي سو-57" بآمال روسيا في اللحاق بالولايات المتحدة والصين في سباق المقاتلات الشبحية من الجيل الخامس.
خصائص
رغم دخولها الخدمة رسميًا في ديسمبر/كانون الأول 2020، فإن الطائرة ما زالت مُحاطة بالجدل فهي من جهة تمثل نقلة نوعية مقارنة بالمقاتلات الروسية التقليدية، ومن جهة أخرى تظل محدودة العدد والاستخدام، مما يقلّص من تأثيرها الاستراتيجي حتى الآن.
ووفقا لموقع "ناشيونال سيكوريتي جورنال"، تتميز "سو-57" بتصميم يستخدم مواد ماصّة للرادار وتقليل البصمة الرادارية.
ورغم أن خبراء غربيين اعتبروها أقل كفاءة من نظيراتها الشبحية الأمريكية "إف-22" و"إف-35"، إلا أنها تظل أكثر تخفيًا بكثير من مقاتلات الجيل الرابع الروسية مثل "سو-27" و"سو-35."
وعلى صعيد الأداء، تمتلك المقاتلة محركين من طراز "ساتورن ايه إل-41 إف1" يمنحانها سرعة قصوى تصل إلى حوالي 2 ماخ مع قدرة على الطيران بسرعة 1.3 ماخ ويبلغ سقف التحليق نحو 20 ألف متر، فيما يصل مداها القتالي إلى أكثر من 3500 كم.
وهذه الخصائص تجعلها واحدة من أسرع وأكثر المقاتلات قدرة على المناورة عالميًا، حتى إن لم تتفوق نوعيًا على منافساتها الغربية.
و"سو-57" مزودة برادار متعدد المصفوفات الرادارية يتيح تغطية واسعة، إلى جانب نظام كهروبصري وحزمة حرب إلكترونية متقدمة تمنح الطيار وعيًا ميدانيًا شاملاً وقدرة على مواجهة بيئات قتالية كثيفة التشويش.
أما التسليح، فيتضمن صواريخ جو-جو مثل "آر-77 إم" وصواريخ جو-أرض، مع احتمال تزويدها مستقبلًا بصواريخ فرط صوتية مثل "كينغال" كما أن "سو-57" قادرة على حمل ترسانة متنوعة بفضل مخازن الأسلحة الداخلية.
من سوريا لأوكرانيا
ودخلت "سو-57" لأول مرة ساحة القتال في سوريا بين عامي (2018 و2020)، حيث أجرت روسيا اختبارات على أنظمتها في بيئة عملياتية حقيقية.
وفي أوكرانيا، وظفت روسيا الطائرة بشكل أكثر حذرًا حيث تشير تقارير استخباراتية إلى استخدامها من مسافات بعيدة لإطلاق صواريخ طويلة المدى على أنظمة الدفاع الجوي، لتقليل احتمالات خسارتها.