صحيفة بريطانية تكشف ملامح تكتل تسعى إليه الصين مع دول "الهادئ"
كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية النقاب عن وثيقة لمسودة تظهر سعي الصين لمزيد من التعاون مع دول المحيط الهادئ من حلفائها.
وقال تقرير نشرته الصحيفة البريطانية إن الصين تسعى إلى إبرام اتفاق أمني اقتصادي إقليمي شامل مع دول المحيط الهادئ من شأنه توسيع نفوذها بشكل كبير في هذه المنطقة.
وتحدد الصفقة الشاملة رؤية الصين لعلاقة أوثق بكثير مع بلدان المحيط الهادئ، لا سيما فيما يتعلق بالمسائل الأمنية، حيث تقترح بكين المشاركة في تدريب الشرطة والتعاون في الأمن السيبراني، ورسم الخرائط البحرية الحساسة وتسهيل وصول أكبر إلى الموارد الطبيعية.
وتغطي مسودة الاتفاقية مجموعة كبيرة من القضايا، بما في ذلك التجارة والتمويل والاستثمار والسياحة والصحة العامة والدعم الصحي في مواجهة "كوفيد 19"، فضلا عن إقامة التبادل الثقافي واللغة الصينية والتدريب والمنح الدراسية وكذلك الوقاية من الكوارث والإغاثة.
جولة مكوكية لوانج
وكان وزير الخارجية الصيني وانج يي بدأ جولة ماراثونية في بلدان المحيط الهادئ، حيث قام بزيارة 8 دول خلال 10 أيام لمناقشة الاتفاقية مع قادة البلدان المعنية.
وتأمل الصين أن توقع 10 دول من المحيط الهادئ في فيجي خلال أيام على الاتفاق، عندما يستضيف وانج الاجتماع الثاني لوزراء خارجية الصين والمحيط الهادئ.
وقال رئيس وزراء فيجي فرانك بينيماراما، على تويتر، إنه سيلتقي وانج الإثنين المقبل.
وتؤكد الاتفاقية التزام الصين بمضاعفة حجم التجارة الثنائية بحلول 2025 مقارنة بـ2018، كما تعد بتقديم مليوني دولار إضافية لدول جزر المحيط الهادئ للإغاثة من فيروس "كوفيد ١٩"، بالإضافة لإرسال 200 موظف طبي صيني إلى دول المحيط الهادئ على مدى السنوات الخمس المقبلة، وستقدم الصين أيضا 2500 منحة حكومية للمنطقة، وترسل من 5 إلى 10 فرق فنية إلى الجزر.
وبحسب الصحيفة البريطانية، سيشهد الوضع الإقليمي الجديد بعد توقيع الاتفاق توسعًا كبيرًا في مشاركة الصين مع الأجهزة الأمنية بالمنطقة، حيث يقترح مشروع الاتفاق "توسيع التعاون في مجال إنفاذ القانون، ومكافحة الجريمة العابرة للحدود بشكل مشترك، وإنشاء آلية حوار حول قدرة إنفاذ القانون والتعاون الشرطي".
ويركز الاتفاق بشكل كبير على تدريب قوات شرطة المحيط الهادئ في الصين، وهو أمر تشارك فيه بالفعل بجميع أنحاء المنطقة، حيث تقترح بكين "تدريب شرطة متوسط وعالي المستوى" لبلدان جزر المحيط الهادئ.
كما تتطلع الاتفاقية إلى تعزيز التعاون في مجال "الأمن السيبراني" وتعزيز "صياغة قواعد لإدارة البيانات العالمية".
ويقترح الاتفاق أيضا تعزيز التجارة بين الدول، بما في ذلك استكشاف إمكانية إنشاء "منطقة تجارة حرة" مع دول المحيط الهادئ، بالإضافة إلى السعي لتوسيع التعاون المتبادل في مجالات البنية التحتية والطاقة والتعدين وتكنولوجيا المعلومات والتجارة الإلكترونية والزراعة والغابات ومصايد الأسماك.
وتأمل الصين في المزيد من الاستثمار المباشر في دول المحيط الهادئ من "الشركات الصينية ذات السمعة الطيبة"، تقترح أيضا بشكل مشترك إنتاج "خطة بحرية مكانية" والمشاركة في رسم الخرائط البحرية الحساسة ، فضلاً عن السماح للصين بالحصول على قدر أكبر من الموارد الطبيعية.
وفي رسالة إلى 21 من قادة المحيط الهادئ اطلعت عليهم "الجارديان"، قال ديفيد بانويلو، رئيس ولايات ميكرونيزيا الفيدرالية، التي ستعقد اجتماعا افتراضيا مع وانج، إن بلاده تعتبر "البيان المشترك المحدد مسبقا" يجب رفضه، لأنه يخشى أن يؤدي ذلك إلى اندلاع "حرب باردة" جديدة بين الصين والغرب.
وكتب أنه في حال تدخل الصين في تايوان، والذي سيكون "مكافئا للحرب بين الصين والولايات المتحدة"، فإن المنطقة تخاطر بأن تصبح "عالقة في مرمى نيران الدول الكبرى".
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA=
جزيرة ام اند امز