دور بكين والتأثيرات الإقليمية.. قراءات غربية لاتفاق السعودية وإيران
أعلنت السعودية وإيران، الجمعة، استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
وتصدرت الانفراجة التي رعتها الصين، اهتمامات الصحف الغربية الصادرة، اليوم السبت، خاصة فيما يتعلق بدور بكين.
وتحت عنوان "إيران والسعودية تتفقان على استئناف الروابط بمساعدة الصين"، قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن البلدين اتفقا، الجمعة، على استعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما بعد سبعة أعوام من التوترات.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن الانفراجة الدبلوماسية بالغة الأهمية التي تم التفاوض عليها مع الصين، تقلص فرص الصراع المسلح بين الخصمين الشرق أوسطيين.
واعتبرت الوكالة أن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه هذا الأسبوع وسط انعقاد مؤتمر الشعب الوطني، يمثل انتصارا دبلوماسيا كبيرا للصين بينما تدرك الدول الإقليمية الانسحاب البطيء للولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط الأوسع نطاقا.
فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الوساطة الصينية الناجحة في تحقيق التهدئة بين إيران والسعودية، الجمعة، جعلت الولايات المتحدة في موقف محرج يتمثل في الإشادة باتفاقية مهمة بالشرق الأوسط أبرمها منافسها الجيوسياسي الرئيسي.
واكتفى المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، بالقول أمس: "ندعم أي جهود لخفض التوترات هناك".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الاتفاقية كانت نتيجة المحادثات التي بدأت يوم الإثنين، في إطار مبادرة من جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ تستهدف "تطوير علاقات حسن الجوار" بين طهران والرياض، بحسب ما قالته الدول الثلاث في بيان مشترك.
وبحسب الصحيفة، يمثل توقيع الاتفاق في بكين – التي تعتبرها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التهديد الجيوستراتيجي رقم واحد– أحدث جهود الرئيس شي لتحقيق وجود سياسي أكبر في الشرق الأوسط، حيث كانت الولايات المتحدة المهيمن عليها.
والشهر الماضي، استضافت الصين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، حيث عزز البلدان اتفاق "التعاون الاستراتيجي".
وفي ديسمبر/كانون الأول، سافر شي إلى السعودية في زيارة دولة.
"دور متنامٍ"
وتحت عنوان "السعودية وإيران تتفقان على استعادة العلاقات في محادثات استضافتها الصين"، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الاتفاق بين الخصمين الإقليميين يوضح الأهمية الاقتصادية والسياسية المتنامية للصين في الشرق الأوسط، وما يقول بعض المحللين إنه ضعف في النفوذ الأمريكي.
وأضافت الصحيفة أن استضافة الصين للمحادثات تسلط الضوء على الدور المتنامي للصين كقوة اقتصادية وسياسية عالمية، وقوة مضادة لواشنطن، لا سيما في الشرق الأوسط، المنطقة التي شكلتها مشاركة الولايات المتحدة عسكريا ودبلوماسيا لفترة طويلة.
ويظل ما إذا كان هذا التحول سيؤدي إلى تهدئة عميقة أو دائمة بين الحكومتين غير واضح، لكن كانت هناك مؤشرات على رغبة البلدين في إيجاد وسيلة للعدول عن المواجهة.
وانخرط المسؤولون السعوديون والإيرانيون في جولات محادثات على مدار العامين الماضيين، بينها في العراق وعمان، لكن دون إنجاز كبير.
تقليص التوترات
وفي صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، تحدث تقرير عن استعادة السعودية وإيران الروابط الدبلوماسية بعد خلاف استمر سبعة أعوام، لافتا إلى أن الاتفاق الذي توسطت فيها الصين يسعى لتقليص التوترات بالمنطقة الغنية بالنفط.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن السعودية وإيران وضعتا حدا للعلاقات في 2016 بعدما اقتحم محتجون إيرانيون غاضبون من إعدام رجل دين شيعي البعثة الدبلوماسية السعودية. وبعد ذلك بثلاثة أعوام، اتهمت السعودية والدول الغربية طهران بهندسة هجوم بطائرة مسيرة على منشأة نفطية سعودية الأمر الذي تسبب في توقف نصف إنتاجها مؤقتا.
واعتبرت "فايننشال تايمز" الاتفاق بين السعودية وإيران انتصارا للدبلوماسية الصينية وسلط الضوء على نفوذ بكين المتنامي في منطقة الشرق الأوسط، والذي يتحدى الولايات المتحدة التي أصيبت علاقتها القوية بالرياض بالفتور مؤخرا.
سياسة مستقلة
بدورها، ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن إيران والسعودية، أكبر خصمين منتجين للنفط بالشرق الأوسط، اتفقتا على استعادة العلاقات وإعادة فتح السفارات بعد سبعة أعوام من القطيعة. وجاء الاتفاق بعد محادثات توسط فيها الصين وعقدت في بكين.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الاتفاق قد تكون له تداعيات واسعة النطاق على الاتفاق النووي الإيراني والحرب في اليمن، ويظهر العزيمة السعودية على إدارة سياسة خارجية مستقلة عن الغرب.
ولفتت "الغارديان" إلى أنه بالرغم من إجراء المحادثات بين السعودية وإيران على مدار سنوات في العراق في الأساس، كان مفاجئا إتمامه في الصين، موضحة أن الاتفاق قد تكون له تداعيات على الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل إيران اقتصاديا عبر العقوبات.
وتحت عنوان "الصين تساعد السعودية وإيران في إصلاح العلاقات"، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن السعودية وإيران أعلنتا استئناف الروابط الدبلوماسية بعد سنوات من الخصومة، في اتفاق تم التفاوض عليه وتوقيعه في الصين.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن الاتفاق، الذي يسلط الضوء على تراجع الانخراط الأمريكي في الشرق الأوسط، يعتبر محاولة من جانب القوى المتنافسة للحد من خطر صراع مباشر في لحظة حاسمة.
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg جزيرة ام اند امز