3 صناعات تقود نهضة التنين.. هل تنجح رهانات الصين عليها للخروج من الركود؟
يمر الاقتصاد الصيني بمرحلة انتقالية يميزها ارتكاز الحكومة على 3 مجالات صناعية، لإخراجه من الركود الذي أعقب كورونا والديون العقارية.
ووفقا لتقرير بيزنس إنسايدر، فإن إدارة الزعيم الصيني شي جين بينغ تدعم الصناعات الثلاث الجديدة المتمثلة في الخلايا الشمسية، والسيارات الكهربائية، وبطاريات الليثيوم لدفع اقتصادها، وتقوم بالفعل بتصنيع وتصدير هذه السلع بقوة.
وعلى وجه الخصوص، يضخ المصنعون في الصين كميات كبيرة من الألواح الشمسية، حتى إن التخمة العالمية الناجمة عن ذلك وانهيار الأسعار دفعت الناس إلى تغطية أسوار حدائقهم بالمنتج الذي كان ثميناً ذات يوم. وتعد هذه مجرد واحدة من الصناعات التي يستعد لها العالم في المرحلة التالية من الصدمة الصينية.
ماذا حدث في صدمة الصين الأولى؟
ويعتبر "صدمة الصين" مصطلحا صاغه ديفيد إتش وديفيد دورن، وجوردون هانسون في ورقة بحثية حول النهضة الاقتصادية في الصين وتأثيرها على أسواق التجارة والعمل العالمية.
وبعد أن كانت غارقة في الفقر، بدأت الصين إصلاحاتها الاقتصادية في عام 1978 عندما فتحت اقتصادها، وسمحت بالمزيد من المشاريع الخاصة، وكان النمو في البلاد متسارعاً، حيث تضاعف الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 80 مرة منذ ذلك الحين.
وكان هذا النمو مدفوعاً بالتصنيع السريع، الذي دفع الصين إلى أن تصبح مصنع العالم، حيث أنتج قطاع التصنيع الضخم ملايين المنتجات التي صدرتها بتكلفة منخفضة.
وقد رحب العالم بالصين، الأمر الذي يبشر بعصر العولمة الذي استفادت منه الشركات من الولايات المتحدة وأماكن أخرى، حيث إنه في ذلك الوقت، رأى صناع السياسات أن الصين سيصبح أكثر انفتاحاً اقتصادياً وسياسياً نتيجة لهذا التكامل واستفاد المستهلكون أيضاً من انخفاض الأسعار.
ومع ذلك، جاء هذا الاتجاه بتكلفة باهظة للمجتمعات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى التي كانت تعتمد على التصنيع. وفقد عدد كبير من العمال وظائفهم لصالح الصين وهذه هي صدمة الصين.
ثلاث صناعات
وتستهدف الصين حاليا ثلاث صناعات استراتيجية جديدة تتطلع إليها بقية دول العالم أيضاً. ولكن هذه المرة، لا تسمح الدول الغربية لبكين بشق طريقها بهذه السهولة خاصة أن الصين تهدف إلى تطوير نظام سلسلة التوريد الخاصة بها في هذه المجالات.
وقال راجيف بيسواس، الخبير الاقتصادي الدولي ومؤلف كتاب "الاتجاهات الآسيوية الكبرى"، لموقع بيزنس إنسايدر إن الاقتصادات المتقدمة تواجه التأثير المشترك لنمو الناتج المحلي الإجمالي المعتدل في الصين على المدى المتوسط، فضلاً عن المنافسة في ظل موجة التصنيع الجديدة في الصين.
ولا ينبع هذا التطور فقط من توجه الصين نحو تصنيع المنتجات النهائية في مجالات السيارات الكهربائية، وبطاريات الليثيوم أيون، والخلايا الشمسية، ولكن تعمل الدولة أيضًا على تطوير سلاسل التوريد العالمية للمواد الخام المهمة، مثل العناصر الأرضية النادرة، التي ستزود هذه الصناعات.
ويشير بيسواس إلى أن الاقتصادات الصناعية لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تواجه تحديات اقتصادية جديدة من المنافسة الاستراتيجية للصين في صناعات النمو الرئيسية هذه".
وأصبحت هذه المنافسة أكثر حدة الآن بسبب الانكماش الصيني، إذ أصبح الاقتصاد الرئيسي الوحيد في العالم الذي يتعامل مع انخفاض أسعار المستهلكين بوتيرة قياسية. ويشير ذلك إلى أن المنتجات أقل ثمناً، إلا أن الأمر يمثّل تهديداً للاقتصاد الأوسع، إذ يلجأ المستهلكون عادة لتأجيل عمليات الشراء على أمل انخفاضها أكثر. ويمكن لنقص الطلب بعد ذلك أن يجبر الشركات على خفض الإنتاج وتجميد التوظيف أو تسريح عمال.
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjEwOCA= جزيرة ام اند امز