من الصين إلى سوريا.. مبادرات إنسانية إماراتية لمواجهة "كورونا"
المبادرات الإنسانية الإماراتية لدعم جهود مواجهة فيروس كورونا المستجد دوليا، حملت في طياتها رسائل ومعاني سامية
على مدار الساعة تتواصل مبادرات الإمارات الإنسانية ومواقفها المشرفة، لدعم الجهود الدولية لاحتواء جائحة كورونا المستجد "كوفيد 19".
مبادرات تجاوزت فيها الإمارات حسابات السياسة الضيقة، وأعلت التضامن الإنساني، بحسب ما وصفه الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، تعليقا على الاتصال الهاتفي الذي أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مع الرئيس السوري بشار الأسد، لبحث دعم الشعب السوري في هذه الظروف الاستثنائية جراء تفشي جائحة كورونا.
وتعتبر المكالمة مبادرة هي الأولى من نوعها لمد يد العون للشعب السوري الشقيق في تلك الظروف الحرجة، تقدم بها الإمارات للعالم رسالة بشأن إعلاء القيم الإنسانية على المسائل السياسية مهما كانت الخلافات والاختلافات.
التقرير التالي يرصد مبادرات وخطوات الإمارات لاحتواء أزمة فيروس كورونا عالميا.
رسالة إلى سوريا والعالم
أحدث المبادرات الإنسانية الإماراتية لدعم جهود مواجهة فيروس كورونا، والتي حملت في طياتها رسائل عظيمة ومعاني سامية، جاءت عبر اتصال هاتفي أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مع الرئيس السوري بشار الأسد، لبحث إمكانية مساعدة ودعم سوريا الشقيقة في هذا الصدد، بما يضمن التغلب على الوباء وحماية شعبها الشقيق.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الاتصال، ضرورة أن تسمو الدول فوق المسائل السياسية في هذه الظروف الاستثنائية، وتُغلّب الجانب الإنساني في ظل التحدي المشترك الذي نواجهه جميعا، وشدد على أن سوريا البلد العربي الشقيق لن يكون وحده في هذه الظروف الدقيقة والحرجة.
من جانبه، رحب الرئيس السوري بشار الأسد بمبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مثمنا موقف الإمارات الإنساني في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من هذا التحدي المستجد.
مساعدات لإيران وعدد من الدول
أيضا، وفي إطار رسالتها الإنسانية السامية لنشر قيم التضامن، أرسلت دولة الإمارات إلى إيران في الثالث من مارس/آذار الجاري طائرة حملت 7.5 طن من الإمدادات الطبية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
كما حملت معها خمسة خبراء من المنظمة لمساعدة 15 ألفا من العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وفي 16 مارس/آذار أرسلت الإمارات مجددا طائرتي مساعدات تحملان إمدادات طبية ومعدات إغاثة إلى إيران لدعمها في مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19".
وحملت الطائرتان اللتان أقلعتا من أبوظبي أكثر من 32 طنا من الإمدادات بما في ذلك صناديق من القفازات والأقنعة الجراحية ومعدات الوقاية.
وعلى صعيد متصل، قدمت الإمارات أيضا إمدادات طبية إلى الصين، شملت أقنعة وقفازات بعد انتشار فيروس كورونا المستجد في ووهان، كما أرسلت إلى أفغانستان شحنة مساعدات طبية عاجلة تحتوي على 20 ألف وحدة اختبار ومعدات لفحص آلاف الأشخاص.
مبادرة "الإمارات وطن الإنسانية"
لم ينتهِ دور الإمارات عند حد تقديم المساعدات، بل قامت الدولة بتبني مبادرة "الإمارات وطن الإنسانية"؛ ففي الرابع من مارس/آذار الجاري تم إجلاء 215 من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية إلى مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي، ومن ثم نقلهم إلى دولهم بعد وضعهم تحت الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 14 يوما؛ للتأكد من سلامتهم.
وبتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد – 19"، وذلك بناءً على طلب حكوماتهم.
تأتي هذه المبادرة تجسيداً لحرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، وتأكيداً لنهج العمل الإنساني الراسخ، الذي يُعد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية.
إجلاء رعايا كوريا الجنوبية
أيضا، وفي إطار جهودها الإنسانية المستمرة في الحد من آثار فيروس كورونا عالميا، قامت الإمارات في 19 مارس/آذار الجاري بالمساهمة في إجلاء 80 مواطنا من رعايا كوريا الجنوبية من إيران، بمن فيهم 6 أفراد من عائلاتهم الذين يحملون الجنسية الإيرانية.
وجاءت هذه المبادرة الإنسانية بناءً على طلب من حكومة كوريا الجنوبية، وفي إطار تعاون الإمارات مع الدول التي تشهد تفشي فيروس كورونا المستجد، وللمساعدة في عودة من تقطعت بهم السبل إلى بلادهم في ظل ما يشهده كثير من الدول من إجراءات كتعليق لرحلات الطيران؛ للحد من انتشار الفيروس.
وقد تمت عملية الإجلاء من خلال نقل الركاب الكوريين الجنوبيين من طهران على متن طائرة مستأجرة إلى مطار آل مكتوم الدولي في دبي، ومن ثم تم نقلهم على متن طائرة الخطوط الجوية "آسيانا" إلى مطار "إنتشيون" الدولي في الجمهورية الكورية، وذلك بالتنسيق مع كافة الجهات المختصة والهيئة العامة للطيران المدني.
اتصالات مكثفة.. وإشادات متتالية
تلك المبادرات الإنسانية المتواصلة، رافقتها مباحثات هاتفية مكثفة أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لبحث جهود احتواء فيروس كورونا المستجد، صاحبها جميعها شكر وتقدير لمواقف الإمارات، قيادة وحكومة وشعبا.
وفي هذا السياق، بحث الشيخ محمد بن زايد والدكتور تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية -خلال اتصال هاتفي- في 8 مارس/آذار تكثيف التعاون والتنسيق المشترك بين الإمارات ومبادراتها الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية والهيئات التابعة لها؛ لمواجهة خطر انتشار فيروس "كورونا المستجد"، ودعم جهود المجتمع الدولي والحكومات والمجتمعات؛ لاحتوائه والحد من تداعيات انتشاره بجانب تطوير علاجاته والوقاية منه.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان استعداد الإمارات للتعاون مع المنظمة ودعم جهودها في مكافحة "فيروس كورونا" وتطوير علاجاته واحتوائه، مشددا على أن نهج العمل الإنسـاني يعد ركيزة أساسية مـن الركائز التي قامت عليها دولة الإمارات منذ نشأتها في ضرورة مد يد العون ومساعدة الشعوب في مختلف الظروف الصعبة التي تمر بها دون تمييز بين عرق أو دين، وإنما انطلاقا من مواقفها الإنسانية وغرس بذور الخير في مختلف مناطق العالم.
وأشاد الدكتور تيدروس أدهانوم بالدعم الذي تقدمه الإمارات لجهود المنظمة ودورها المهم الذي تبذله في سبيل دعم مساعي مكافحة الأمراض والأوبئة، وتحسين الظروف الصحية في العديد من المواقع حول العالم.
وخلال الأيام القليلة الماضية، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات هاتفية منفصلة مع كل من أرمين سركيسيان رئيس أرمينيا، وألكسندر فوتشيتش رئيس صربيا، وميلو جيوكانوفيتش رئيس جمهورية مونتينيغرو "الجبل الأسود"، والملك فيليب السادس ملك مملكة إسبانيا.
وأكد خلالها استعداد الإمارات لتقديم أشكال الدعم كافة إلى تلك الدول وشعوبها الصديقة لدعم جهودها للتصدي للفيروس واحتواء تداعياته، وشدد على أهمية تعزيز التعاون الدولي في مواجهة انتشار "كورونا".
من جانبهم، أعرب قادة تلك الدول عن شكرهم وتقديرهم للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونوهوا بالتعاون الذي تبديه الإمارات مع مختلف دول العالم في مواجهة "كورونا".
كما بحث الشيخ محمد بن زايد خلال اتصال هاتفي مع عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني 16 مارس/آذار الجاري جهود البلدين في التعامل مع فيروس كورونا المستجد وآليات وسبل التعاون بينهما في هذا المجال، وآخر المستجدات الخاصة بانتشار الفيروس في المنطقة والعالم.
أيضا كان الشيخ محمد بن زايد سباقا في إعلان تضامن بلاده مع الصين خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم 25 فبراير/شباط الماضي.
وأكد ني جيان سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الإمارات أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الشيخ محمد بن زايد مع الرئيس الصيني أرسل "إشارات إيجابية للمجتمع الدولي"، مفادها أن الصين والإمارات تتعاونان للتغلب على الصعوبات في السراء والضراء".
قمة العشرين.. التجربة الإماراتية نموذجا
وجاءت تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية بمناسبة انعقاد قمة قادة مجموعة العشرين "G 20" الاستثنائية الافتراضية التي عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قبل يومين، بمثابة خارطة طريق إماراتية للعالم لمواجهة هذا الفيروس.
وتأتي مشاركة الإمارات في هذه القمة بصفتها ضيفا ورئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة انعقاد القمة أن الحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون والتكاتف الدوليين للتصدي لفيروس "كورونا"، فالعالم كله يمر بظروف غير مسبوقة في ظل انتشار الفيروس وتحوله إلى وباء عالمي يؤثر على كل مناحي الحياة على وجه الكرة الأرضية.
تصريحات ومباحثات ومبادرات تؤكد الإمارات من خلالها جميعها، قولا وفعلا، أن رسالتها الإنسانية والأخلاقية لا تعرف حواجز أو حدودا، فأينما كان هناك خطر يؤرق الإنسانية ويهدد البشرية فستكون الإمارات دائما حاضرة لمد يد العون والمساعدة للجميع، دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg
جزيرة ام اند امز