دوريات لإنفاذ القانون وتحذير.. حجر صيني في مياه تايوان الراكدة

في بحر آسيا المتلاطم بالتوترات، تواصل الصين بسط نفوذها حول تايوان، مستخدمةً خفر السواحل كأداة إنفاذ قانوني، فيما تحاكي مناوراتها العسكرية سيناريوهات السيطرة الميدانية.
تصعيد يأتي في لحظة حرجة، إذ لا تكتفي بكين بالتحذيرات اللفظية، بل تترجمها إلى خطوات ميدانية تضع الجزيرة أمام اختبار جديد لحدود الدعم الأمريكي، في ظل التزامات واشنطن المتزايدة في المحيطين الهندي والهادئ.
ويوم الثلاثاء، أعلن خفر السواحل الصينيون أنّهم سيّروا حول تايوان "دوريات لإنفاذ القانون"، بُعيد إعلان الجيش الصيني أنّه أطلق مناورات عسكرية حول الجزيرة.
وقال تشو أنكينغ، المتحدّث باسم مكتب بحر الصين الشرقي التابع لخفر السواحل الصينيين إنّ "سفن خفر السواحل سيّرت دوريات لإنفاذ القانون في المياه المحيطة بجزيرة تايوان وأجرت تدريبات مثل عمليات تفتيش، وإلقاء قبض، واعتراض، واحتجاز، بحقّ سفن غير مصرّح لها".
رسالة تحذير
يأتي ذلك فيما حذّرت الصين من أنّ الجهود الرامية لضمان استقلال تايوان قد تؤدّي إلى اندلاع "حرب"، وذلك بعيد إطلاقها حول الجزيرة مناورات عسكرية كبرى.
وقال تشو فنغليان، المتحدّث باسم مكتب شؤون تايوان ـ الهيئة المولجة الإشراف على سياسات الحزب الشيوعي الصيني تجاه تايوان ـ إنّ "استقلال تايوان يعني الحرب، والدفع باتجاه استقلال تايوان يعني دفع سكان تايوان إلى وضع خطير لنزاع مسلّح".
وعلى الجهة المقابلة، تصر الولايات المتحدة على ترسيخ معادلة "الردع" في مضيق تايوان، محذرةً من أن أي تغيير في الوضع القائم سيكون له تداعيات استراتيجية تمتد إلى اليابان والفلبين، بل وربما أبعد من ذلك.
وقبل أيام، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، إن الولايات المتحدة ستحافظ على "قوة ردع موثوقة ومتينة" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك مضيق تايوان، واصفا المناورات الصينية المتزايدة حول الجزيرة ذات الحكم الذاتي بأنها "عدوانية".
ردع أمريكي
وأكد هيغسيث بعد محادثات في طوكيو مع نظيره الياباني غين ناكاتاني أن "الولايات المتحدة ملتزمة الحفاظ على قوة ردع موثوقة ومتينة وجاهزة للتحرك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك عبر مضيق تايوان".
وخلال السنوات الأخيرة، كثفت بكين ضغوطها العسكرية على تايوان من خلال توغلاتها الجوية الشبه يومية حول الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها متعهدة باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.
وتعتمد تايبيه على حماية الولايات المتحدة، المورد الرئيسي للأسلحة لها.
وفي مطلع مارس/آذار الماضي، قال وزير الدفاع التايواني ويلينغتون كو "لا تستطيع الولايات المتحدة أن تنسحب (من المنطقة) لأن ذلك يصب في مصلحتها الأساسية. إذا سقطت تايوان واستولى عليها الحزب الشيوعي الصيني، ما سيكون وضع اليابان والفلبين؟".
لكن اليابان ما زالت هي أيضا تعتمد على الولايات المتحدة في الشؤون الأمنية، مع تمركز 54 ألف جندي أمريكي في الأرخبيل، خصوصا في أوكيناوا في شرق تايوان.
لكن في ظل سياسة «أمريكا أولا» التي تتبناها إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، يشعر حلفاء الولايات المتحدة، في أوروبا كما في آسيا، بالقلق إزاء تراجع الالتزام الأمريكي.
aXA6IDE4LjExOS4xMDQuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز