الصين ترعب الاقتصاد العالمي بهذا المؤشر "الخطير"
تراجعت واردات الصين وصادراتها بوتيرة أسرع كثيرا من المتوقع في يوليو/تموز الماضي، مما يهدد آفاق النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ويزيد هذا التراجع الضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات تحفيزية جديدة لتعزيز الطلب.
سجلت الصين الشهر الماضي أكبر تراجع في صادراتها منذ العام 2020 على ما أظهرت أرقاما رسمية نشرت الثلاثاء فيما يعاني ثاني اقتصاد عالمي من طلب عالمي ضعيف وتباطؤ داخلي.
وانخفضت مبيعات السلع الصينية في الأسواق الخارجية بنسبة 14.5 % بمعدل سنوي الشهر الماضي، وهو ما يفوق التوقعات بتراجع يبلغ 12.5 بالمئة ويتجاوز الانخفاض المسجل الشهر السابق وقدره 12.4 بالمئة، مسجلة انكماشا للشهر الثالث على التوالي وفق الأرقام الصادرة بالدولار عن مصلحة الجمارك الصينية.
- استعدادا لـ"خانون".. الصين تختبر أنظمة الكوارث
- الصين تشعل حرب أشباه الموصلات.. تقييد صادرات الغاليوم والجيرمانيوم
وكان هذا التراجع الأكبر الذي يسجل منذ انخفاض نسبته 17.2 % في يناير/كانون الثاني وفبراير/ شباط 2020 عندما عانى الاقتصاد الصيني من الشلل في الأسابيع الأولى من جائحة كوفيد-19.
باستثناء ارتفاع في مارس/آذار وأبريل/نيسان، شهدت الصادرات الصينية تراجعا متواصلا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وساهم احتمال حصول ركود في الولايات المتحدة وأوروبا مع معدل التضخم العالي، في إضعاف الطلب العالمي على المنتجات الصينية في الأشهر الأخيرة.
وكانت الصادرات الصينية تراجعت بنسبة 12.4 % بمعدل سنوي في يونيو/حزيران.
هبوط الواردات
كما أظهرت بيانات الجمارك اليوم الثلاثاء، هبوط واردات الصين 12.4 بالمئة على أساس سنوي في يوليو/تموز متجاوزة التوقعات بتراجع قدره خمسة بالمئة في استطلاع أجرته رويترز.
وسجلت الواردات أكبر انخفاض لها منذ يناير/كانون الثاني عندما تسببت الإصابات بفيروس كورونا في إغلاق المتاجر والمصانع وهو ما أدى إلى تهاوي الطلب المحلي.
ونما الاقتصاد الصيني بوتيرة ضعيفة في الربع الثاني من العام مع ضعف الطلب في الداخل والخارج، مما دفع كبار القادة إلى التعهد بتقديم المزيد من الدعم السياسي والمحللين إلى خفض توقعاتهم للنمو لهذا العام.
وضعف الواردات والصادرات هو أحدث مؤشر على احتمال أن يشهد النمو مزيدا من التباطؤ في الربع الثالث في ظل ضعف قطاعات البناء والتصنيع والخدمات وتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر والأرباح الصناعية.
واردات النفط لأدنى مستوياتها منذ يناير
انخفضت واردات الصين من النفط الخام بنسبة 18.8 بالمئة على أساس شهري في يوليو/تموز مسجلة أدنى مستوياتها منذ يناير/كانون الثاني إذ خفضت كبرى الدول المصدرة صادراتها واستمرت المخزونات المحلية في الارتفاع.
وبحسب بيانات الإدارة العامة للجمارك فإن إجمالي شحنات النفط الخام الواردة إلى الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، بلغ 43.69 مليون طن في يوليو/تموز بما يعادل 10.29 مليون برميل يوميا.
وكانت الواردات بلغت 12.67 مليون برميل يوميا في يونيو/حزيران وهو ثاني أعلى مستوى مسجل على الإطلاق.
غير أن الواردات زادت 17 بالمئة مقارنة مع 8.79 مليون برميل يوميا سجلتها قبل عام مع تضرر الاقتصاد الصيني من جائحة كوفيد وعمليات الإغلاق الواسعة.
وقالت إيما لي محللة الشؤون النفطية الصينية لدى فورتيكسا في سنغافورة "التراجع (الشهري) كان مدفوعا بتراجع الواردات من أكبر 3 مصدرين للخام، أي الولايات المتحدة والسعودية وروسيا، الذين خفضوا الصادرات في ظل خفض لمستويات الإنتاج المستهدفة وزيادة الطلب المحلي أو أحدهما".
فائض التجارة مع أمريكا
بلغ الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة 30.3 مليار دولار في يوليو/تموز، مرتفعا من فائض 28.72 مليار في يونيو/حزيران، وفق حسابات أجرتها رويترز استنادا إلى بيانات من الإدارة العامة للجمارك بالصين اليوم الثلاثاء.
وأظهرت الحسابات أن الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة بلغ 181.8 مليار دولار خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg جزيرة ام اند امز