بدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، زيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ.
كما يشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الاحتفال بمناسبة مرور 40 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والصين.
شهدت العلاقات الثنائية تقدما ملحوظا، ففي عام 2012 أقامت الدولتان شراكة استراتيجية، وفي يوليو/تموز 2018، خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى دولة الإمارات، أعلن البلدان عن إقامة شراكة استراتيجية شاملة.
وفي يوليو/تموز 2019 قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة رسمية إلى الصين، إذ وقع البلدان بيانا مشتركا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مما عزز العلاقة الخاصة والمتميزة بين البلدين وشعبيهما.
في السنوات الأخيرة، تعززت العلاقات الودية بين البلدين من خلال زيادة التواصل والتفاعل بين القيادات العليا، مما أدى إلى تعزيز الثقة السياسية والاستراتيجية.
وتطورت العلاقات الثنائية بشكل شامل وسريع، وتوسعت مجالات التعاون في السياسة، الاقتصاد، الثقافة، الأمن، والطاقة، مما جعل العلاقات بين الصين والإمارات نموذجا يحتذى به في علاقات الصين مع دول الشرق الأوسط.
تنظر الصين إلى الإمارات كصديق وشريك وثيق، وتسعى لتعزيز التوافق بين استراتيجيات التنمية بين البلدين.
كما تدعم الصين دولة الإمارات في تنفيذ "استراتيجية التنمية للخمسين عاما القادمة"، وتشارك بنشاط في المشاريع الكبرى للتنمية في الإمارات، وتعمل على تعزيز بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، وتحافظ على التواصل الوثيق بشأن تنفيذ مبادرة التنمية العالمية، لتكون الشراكة بين الصين والإمارات مثالا يحتذى به في التعاون العملي بين الصين والدول العربية.
وتعتبر دولة الإمارات أكبر سوق تصدير للصين في العالم العربي وثاني أكبر شريك تجاري لها، بالإضافة إلى كونها أكبر وجهة للاستثمار.
وقد جذبت دولة الإمارات أكثر من 6000 شركة صينية للاستثمار والاستقرار فيها، تسعى الصين والإمارات إلى تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتعميق التعاون العملي بمجالات الطاقة، والبنية التحتية، والمالية، والاستثمار، والقدرة الإنتاجية في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وتعزيز التبادل الثقافي والإنساني، ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستويات جديدة في الفترة القادمة.
وأسهمت مشاريع كبرى مثل محطة خليفة للحاويات المرحلة الثانية والمنطقة النموذجية للتعاون الصناعي الصيني الإماراتي في تعزيز الترابط بين البلدين.
وتعتبر الإمارات إحدى الدول المهمة على طول مبادرة "الحزام والطريق"، بالإضافة إلى كونها مركزا إقليميا للطيران والنقل والمال، وتسعى لتسريع بناء البنية التحتية في إطار المبادرة.. ويمضي التعاون بين البلدين نحو مستويات أعلى من الجودة والعمق والشمولية.
ترحب الصين برجال الأعمال الإماراتيين لزيارة الصين والاطلاع على الفرص الكبيرة في السوق الصيني في مجالات التصنيع المتقدم، والخدمات الحديثة، والتنمية الخضراء، والتكنولوجيا العالية، والبنية التحتية الجديدة.
كما تدعوهم للاستفادة من الامتيازات والسياسات التفضيلية التي توفرها مناطق مثل منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى، وميناء هاينان للتجارة الحرة، والمناطق الاقتصادية الخاصة في الصين، وزيادة الاستثمارات طويلة الأجل والاستراتيجية في مجالات البنية التحتية وتصنيع المعدات وإصلاح الشركات الحكومية، وتعزيز استثماراتهم في السوق الرأسمالي الصيني وتوسيع حيازتهم للأصول باليوان الصيني لتحسين محفظة استثماراتهم.
إن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى الصين وعقد الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي يعزز بلا شك العلاقات بين الصين والإمارات.
نأمل أن يظل البلدان ملتزمين بتعددية الأطراف وتعزيز السلام والاستقرار العالميين، وتعزيز التعاون الدولي، والحفاظ على النظام الدولي القائم على الأمم المتحدة، ودفع بناء عالم أكثر سلاما وازدهارا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة