لحظة تشبه ثورة آيفون.. الصين تقود العالم في طفرة الروبوتات البشرية

في مقر شركة يونيتري، الرائدة في صناعة الروبوتات في الصين، استعرضت الشركة قوة ابتكارها الجديد، بأن دعت الزوار لدفع وركل روبوت G1 - وهو روبوت فضي اللون بطول 1.3 متر - لاختبار توازنه.
وتُظهر المجموعة، التي تتخذ من هانغتشو مقراً لها، قوة جهودها الرامية إلى تحويل هذه الصناعة الناشئة إلى صناعة روبوتات تُشبه الإنسان.
وتعمل روبوتات الشركة ببرمجيات مفتوحة المصدر تُتيح للمشترين برمجة هذه الروبوتات للجري أو الرقص أو تنفيذ ركلات الكونغ فو الدائرية.
وتقود يونيتري مجموعة من الشركات الصينية الناشئة في هذا القطاع - بما في ذلك AgiBot وEngine AI وFourier وUBTech - التي جذبت الانتباه في الأشهر الأخيرة بعروض فيديو مُصممة خصيصاً لوسائل التواصل الاجتماعي.
وخلال حفل مهرجان الربيع الصيني الكبير، قدمت 16 روبوتاً من روبوتات H1 التابعة لشركة يونيتري رقصة شعبية متزامنة خلال عرض حيّ بُثّ لملايين المشاهدين.
وبحسب فايننشال تايمز، كان ذلك مثالاً رائعاً على قدرات الصين في تصنيع أجهزة بشرية قد تُصبح جبهة جديدة في المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين.
ويتوقع محللو بنوك الاستثمار أن يُنتج هذا القطاع، الأداة التقنية التالية واسعة الانتشار، بعد الهواتف الذكية والمركبات الكهربائية، ويرى وانغ شينغشينغ، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة Unitree، أن هذه الصناعة تشهد "لحظة ثورية خلال خمس سنوات شبيهة بالثورة التي حققها آيفون في عالم الهواتف.
ويتوقع غولدمان ساكس أن تبلغ قيمة سوق الروبوتات البشرية العالمية ما يصل إلى 205 مليارات دولار بحلول عام 2035.
ويقدر محللو أبحاث بيرنشتاين مبيعات الروبوتات السنوية بما يصل إلى 50 مليون روبوت بحلول عام 2050.
ويتوقع سيتي بنك وصول مبيعات الروبوتات البشرية إلى 648 مليون بحلول عام 2040، بينما يتوقع بنك أوف أمريكا وصولها إلى 3 مليارات بحلول عام 2060.
وتشمل المنافسة الأمريكية شركة صناعة السيارات تسلا، وشركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل وميتا، وشركات الروبوتات الناشئة مثل بوسطن ديناميكس، وفيجر، وأجيليتي روبوتيكس.
وفي الوقت الحالي، ركزت شركات تصنيع الروبوتات الصناعية الأربع الكبرى من اليابان وأوروبا على بناء روبوتات تعاونية للعمل جنبًا إلى جنب مع البشر، بدلاً من صنع الروبوتات الشبيهة بالبشر.
لكن سلسلة توريد الإلكترونيات والمركبات الكهربائية الصينية المتينة قد منحت البلاد ميزةً، وفقًا للباحثين، حيث تُصنع العديد من مكونات الروبوتات الشبيهة بالبشر في البلاد وتُستخدم في المركبات الكهربائية.
وتشمل هذه المكونات محركاتٍ تُحوّل الطاقة إلى حركة، بالإضافة إلى بطاريات وأنظمة رؤية مثل الليدار.
ومع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تمتلك تقنياتٍ رائدةً للأجزاء المتحركة، ولا تزال معالجات الذكاء الاصطناعي من إنفيديا تُشكّل عقول معظم الروبوتات الشبيهة بالبشر، وفقًا للمحللين.
وقال جونسون وان، المحلل الصناعي في بنك جيفريز الاستثماري، "الصين بارعةٌ جدًا في مجال الأجهزة، ولكن في مجال الابتكار والبرمجيات، لا تزال الولايات المتحدة تتمتّع بأفضلية".
رغم ذلك، فإن المكونات أرخص بكثير في الصين لدرجة أن محللي بنك أوف أمريكا يقدرون أن تكلفة مكونات روبوت أوبتيموس من الجيل الثاني من شركة تسلا ستكون أقل بنحو الثلث إذا تم استخدام قطع غيار صينية بدلاً من قطع غيار من موردين غير صينيين.
على سبيل المثال، توفر 25 شركة صينية مكونات للأيدي الماهرة بهذه الصناعة، مقارنة بسبع شركات فقط في الولايات المتحدة.
وبدأت الأجهزة الصينية منخفضة السعر في فتح المجال أمام هذا النوع من التجارب التي كانت تتركز في السابق في عدد قليل من المختبرات والشركات الناشئة المختارة مثل بوسطن ديناميكس، وهي شركة فرعية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وقال برونو أدورنو، وهو محاضر في مجال الروبوتات بجامعة مانشستر، "هناك طفرة جارية في أبحاث الروبوتات البشرية"، وأضاف: "لم يكن ذلك ممكنًا قبل شركة يونيتري الصينية".
ويقول محللو بيرنشتاين إن تقدم الصين في هذا القطاع يضاهي هيمنتها على سوق السيارات الكهربائية، وفي تقرير حديث، ذكروا أن "الصين تتقدم بسرعة هائلة في مضاعفة المنتجات وحالات الاستخدام، بينما يبدو أن الشركات الأمريكية تسعى جاهدة لإيجاد الحل الأمثل، إذ تتبنى الصين نهج "الانتقاء" مع نماذج منتجات متنوعة للغاية".
aXA6IDMuMTQ1LjIwMC44IA== جزيرة ام اند امز