توتر جديد.. الصين تتهم أمريكا بعرقلة عمل شركاتها
مجلس الشيوخ الأمريكي أقر الأربعاء الماضي تشريعا قد يمنع بعض الشركات الصينية من إدراج أسهمها في البورصات الأمريكية
نددت لجنة تنظيم الأوراق المالية بالصين، اليوم الأحد، بقانون أمريكي قد يمنع الشركات الصينية من دخول أسواق الأوراق المالية في الولايات المتحدة، قائلة إنه "مسيس وسيلحق الضرر بالبلدين".
وأقر مجلس الشيوخ الأمريكي الأربعاء الماضي تشريعا قد يمنع بعض الشركات الصينية من إدراج أسهمها في البورصات الأمريكية، إلا إذا اعتمدت المعايير الأمريكية لعمليات التدقيق والتنظيم.
وقالت لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية في بيان اليوم الأحد "نعارض بشدة تسييس تنظيم الأوراق المالية إذ أن مضمون بعض بنود القانون يستهدف الصين مباشرة بدلا من التفكير في قواعد مهنية لتنظيم الأوراق المالية".
وأضافت اللجنة أن القانون سيُلحق الضرر بمصالح البلدين، لأنه لا يعوق الشركات الأجنبية من القيام بعمليات طرح أولي لأسهمها في الولايات المتحدة فحسب بل وسيضعف أيضا ثقة المستثمرين الدوليين في أسواق المال الأمريكية.
وتابعت قائلة إن القانون يتجاهل حقيقة أن الهيئات التنظيمية الصينية والأمريكية كافحت طويلا لتعزيز التعاون في التدقيق والتنظيم.
وأضافت أنها تأمل في أن تعمل الولايات المتحدة على التوصل إلى توافق مع الصين في أقرب وقت ممكن لحماية حقوق ومصالح المستثمرين بشكل مشترك.
حرب باردة
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الصيني وانج يي، اليوم الأحد، إن التعاون بين الصين والولايات المتحدة يعود بالنفع على كلا البلدين وإن المواجهة تعود عليهما بالخسارة، مضيفا أن على الجانبين إيجاد السبيل لتعايش سلمي.
وحذر وزير الخارجية الصيني من اقتراب بكين وواشنطن من حافة حرب باردة جديدة.
وتدهورت العلاقات بين بكين وواشنطن منذ تفشي فيروس كورونا المستجد حيث تبادلت إدارتا الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينج الانتقادات في مسائل تتعلق بالجائحة، كما نشبت خلافات بينهما في قضايا تتعلق بهونج كونج وحقوق الإنسان والتجارة ودعم الولايات المتحدة لتايوان التي تعتبرها الصين إقليما تابعا لها.
وقال وانج، متحدثا في مؤتمر صحفي، إن الصين والولايات المتحدة بحاجة إلى البدء في تنسيق السياسات الكلية لاقتصاديهما فضلا عن تلك الخاصة بالاقتصاد العالمي.
وتابع قائلا إنه ينبغي على الولايات المتحدة التوقف عن إضاعة الوقت، مضيفا أن بلاده مستعدة للعمل مع واشنطن بروح التعاون والاحترام المتبادل.
صندوق النقد يحذر
وعبرت كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي، في تصريحات صحفية لها مطلع مايو/آيار الجاري، عن قلقها حيال إمكانية تأثير التوتر الأمريكي الصيني سلبا على الاقتصاد العالمي، وقالت "من المهم للغاية بالنسبة لنا مقاومة ما قد يكون ميلا طبيعيا للتراجع خلف حدودنا".
وقالت إن إعادة إنعاش التجارة العالمية ضروري لضمان تعاف اقتصادي عالمي، بحسب رويترز.
الاتفاق (مرحلة 1)
ووقعت الولايات المتحدة والصين في يناير/كانون الثاني 2020 اتفاقا مرحليا خفف التوتر في النزاع التجاري بينهما، وافقت بكين بموجبه على زيادة وارداتها من السلع الأمريكية بمقدار 200 مليار دولار في السنتين المقبلتين.
وبموجب الاتفاق الموقع، تتعهد الصين بزيادة مشترياتها من السلع الأمريكية بمقدار 77 مليار دولار في 2020 و123 مليار دولار في 2021، مقارنة بمستوى أساسي للواردات الأمريكية في 2017، العام السابق على بدء حرب الرسوم الجمركية الأمريكية بين الولايات المتحدة والصين.