التنين الصيني غاضب من واشنطن: المباحثات العسكرية مرفوضة
يبدو أن خلافات التنين الصيني والعم سام لم تنتهِ، بل ستترك آثارها على التعاون بين البلدين.
صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت إن الصين رفضت طلبا من الولايات المتحدة لعقد اجتماع بين وزيري دفاع البلدين على هامش منتدى أمني سنوي في سنغافورة سيعقد مطلع الأسبوع المقبل.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في بيان للصحيفة: "الليلة الماضية، أبلغت الصين، الولايات المتحدة برفض دعوتنا في أوائل مايو/أيار الجاري لعقد لقاء بين وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الدفاع الوطني الصيني، لي شانغ فو في سنغافورة الأسبوع المقبل".
وأضاف البنتاغون أنه يؤمن بأن التواصل المفتوح هو السبيل "لضمان عدم تحول المنافسة إلى صراع".
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي قد قال الأسبوع الماضي إن وزارة الدفاع أجرت مناقشات لبدء محادثات بين لويد ونظيره الصيني.
وأضاف كيربي أن هناك احتمالا لعقد اجتماع بين الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي ونظيرها الصيني خلال اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) في ديترويت.
تحسن قريب ؟
والأسبوع الماضي، قال بايدن الذي كان يتحدث للصحفيين في قمة مجموعة السبع باليابان إن "العلاقات بين واشنطن وبكين يفترض أن تتحسن قريبا جدا".
وأضاف بايدن "أسقط المنطاد وتغيّر كل شيء فيما يتعلق بالحوار.. أعتقد أنكم ستشهدون تحسنا في العلاقات في وقت قريب جدا".
وكان المحللون يعولون على عقد اجتماعات رفيعة المستوى بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين، في إشارة لإعادة بدء الحوار بين الجانبين.
وفي وقت سابق الشهر الجاري، التقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وكبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، لأكثر من ثماني ساعات في فيينا.
وذكر البيت الأبيض، أن الجانبين أجريا "مناقشات صريحة وجوهرية وبناءة" بشأن قضايا رئيسية من بينها العلاقة الأمريكية الصينية الثنائية.
كما التقى وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو مع السفير الأمريكي ببكين نيكولاس بيرنز الذي التقى أيضا بوزير الخارجية الصيني تشين قانغ، وتحدثا عن ضرورة "استقرار" العلاقات الصينية الأمريكية.
توتر متزايد
وفي وقت سابق من العام الجاري، أسقطت الولايات المتحدة منطادا صينيا فوق أراضيها اشتبهت في أنه للتجسس، وهو ما نفته بكين.
وكانت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين قد وصلت إلى توترت بشدة بعد أزمة المنطاد التي دفعت أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي إلى تأجيل زيارة كانت مقررة إلى بكين في شهر فبراير/شباط الماضي، ما أثار تساؤلات حول الرغبة في التعاون بين القوتين العظميين.
وإلى جانب أزمة المنطاد، توجد قضايا شائكة توتر العلاقات بين البلدين من بينها تايوان.
وكانت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس/آب الماضي قد أثارت غضب بكين التي نفذت بعدها مناورات عسكرية غير مسبوقة في المنطقة.
كما يقف البلدان على طرفي النقيض فيما يخص الأزمة الأوكرانية، إذ تدعم بكين روسيا سياسيا في عمليتها العسكرية التي تشنها في أوكرانيا منذ قرابة العام، وهو ما يؤرق أمريكا والدول الغربية التي تدعم كييف سياسيا وعسكريا.
وأعلنت بكين وموسكو العام الماضي، قبل أسابيع من الحرب في أوكرانيا الشراكة "بلا حدود" بين الصين وروسيا.