رحلة البحث عن «علاقة مستقرة».. وانغ يي في واشنطن
زيارة نادرة يقوم بها حاليا وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى واشنطن، بهدف البحث عن "علاقة مستقرة" مع الولايات المتحدة.
زيارة وانغ تأتي على وقع توتر شديد بين بكين وواشنطن لعدة أسباب.
ووزير الخارجية الصيني وانغ يي هو أرفع مسؤول صيني يزور واشنطن منذ نحو 5 سنوات، في زيارة تستمر حتى غد السبت، وتجري في ظلّ توترات شديدة بين البلدين حول ملفات عدة، في مقدّمها التجارة وأوكرانيا والشرق الأوسط وتايوان والتحرّكات الصينية في البحر قرب الفلبين.
كذلك، يبحث المسؤولون الأمريكيون مع الوزير الصيني في التقارب بين بلاده وروسيا، والحرب في أوكرانيا، ويُتوقع أن تتناول المحادثات أيضا الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
الوزير الصيني قال قبيل اجتماعه مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن "نسعى إلى تطوير تعاون سيفيد الجانبين من أجل استقرار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وإعادتها إلى مسار التنمية الصحية والمستقرة والمستدامة".
ويعقد الوزير في واشنطن سلسلة اجتماعات تشكل موضع ترقب شديد، وتهدف إلى تهدئة التوترات بين واشنطن وبكين وقد تُفضي إلى الإعلان عن زيارة قريبة للرئيس الصيني شي جين بينغ للولايات المتحدة.
واستقبل بلينكن نظيره الصيني في اجتماع ثنائي تلاه عشاء عمل مغلق، وفق وزارة الخارجية الأمريكية.
والجمعة، يزور وانغ يي البيت الأبيض للقاء مستشار الأمن القومي جيك ساليفان.
ولم يُعلَن أي لقاء بين وزير الخارجية الصيني والرئيس الأمريكي، لكنّ دبلوماسيين توقعوا عقده، تماما مثلما استقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ بلينكن في يونيو/حزيران الماضي.
ويوم الأربعاء الماضي، قال بلينكن في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الذي يزور بكين قريبا "سنخوض منافسة مع الصين بكل الطرق الممكنة مع احترام القواعد الدولية السياسية والاقتصادية وغيرها، لكنني لا أسعى إلى النزاع".
وطلب بايدن من الكونغرس ميزانية إضافية قدرها 7,4 مليار دولار لمنافسة الصين عسكريا واقتصاديا.
وفي تجمّع في إطار حملته الانتخابية في كاليفورنيا في نهاية يونيو/حزيران الماضي، وصف بايدن نظيره الصيني بأنه "ديكتاتور"، في تصريح اعتبرته بكين "استفزازا".
وتشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توترا متزايدا، منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية السابقة نانسي بيلوسي لتايوان العام الماضي، وهي الزيارة التي فجرت غضبا صينيا اتخذت على إثره بكين إجراءات عقابية بحق واشنطن.
وعاد التوتر إلى الواجهة بعد أن قالت أمريكا إنها اكتشفت منطاد تجسس صينيا فوق أراضيها قبل أن تسقطه في وقت لاحق.
ورفضت الصين الاتهامات الأمريكية، قائلة إن المنطاد كان في مهمة جمع معلومات عن الطقس قبل فقدان السيطرة عليه وانحراف مساره باتجاه أمريكا.
وتقف الدولتان على طرفي النقيض إزاء الأزمة الأوكرانية، حيث تدعم الصين روسيا، بينما تقف واشنطن بقوة مع أوكرانيا، منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وتدين الولايات المتحدة أيضا أنشطة بكين في بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك الحادث الذي حدث مؤخرا حين اصطدمت سفينتان صينيتان بمركبين من الفلبين قرب جزيرة سيكند توماس شول في جزر سبراتلي.
وحذّر بايدن من أن "أي هجوم على طائرات أو سفن أو قوات مسلحة فلبينية سيستدعي تفعيل معاهدة الدفاع المشترك مع الفلبين".
وتشدّد واشنطن على تعزيز تحالفاتها مع آسيا والهند واليابان وكوريا الجنوبية وجزر المحيط الهادئ، فيما ترى بكين في ذلك رغبة في "تطويقها".