تواجه دلافين نهر يانغتسي في الصين، المعروفة بطبيعتها الهادئة ومظهرها "المبتسم"، خطر الانقراض، بعدما تراجعت أعدادها بشكل كبير نتيجة لتدهور بيئتها المائية بفعل الأنشطة البشرية المتزايدة.
هذه الكائنات، التي تُصنف ضمن الثدييات النهرية النادرة، لم تعد تسرح في مياه النهر كما اعتادت، بل أُجبرت على العيش في خزانات مغلقة بُنيت خصيصًا بهدف توفير الحد الأدنى من الحماية لها من التلوث، والضوضاء، والصيد الجائر، والازدحام الملاحي.
وتُعد حالة هذه الدلافين انعكاسًا حقيقيًا لصحة النظام البيئي لنهر يانغتسي بأكمله، إذ إن انقراضها المحتمل لا يشير فقط إلى ضياع نوع فريد من الكائنات الحية، بل يهدد بتداعيات أكبر على التنوع البيولوجي المائي للمنطقة.
الحفاظ على هذه الكائنات لا يتم عبر عزلها فقط، بل يتطلب حماية شاملة للمياه التي كانت موطنها الطبيعي.
ومع اختفاء هذه الدلافين تدريجيًا من النهر، بدأ حضورها يتلاشى أيضًا من الذاكرة الشعبية والثقافة المحلية، ما أثار مخاوف لدى المعنيين بالشأن البيئي والثقافي على حد سواء، من أن يؤدي هذا التلاشي البيولوجي إلى فقدان رمزي لتراث طبيعي وثقافي متجذر في وعي السكان.