في مدينة "كويانغ" الصينية، يتربع معبد "بيويه" على مساحة تتجاوز 170 ألف متر مربع، شامخًا بين ظلال التاريخ وهمسات الجبال.
ليس مجرد مبنى أثري، بل سردية حجرية تُروى على هيئة قصور وأجنحة وبوابات، تحرسها أسود حجرية أسطورية تُشعرك أن الزمن توقف احترامًا لهذا المكان.
منذ أكثر من 1500 عام، كان الأباطرة الصينيون القدماء يتجهون إلى هذا المعبد، حالمين برضا الآلهة، فيقدّمون القرابين لإله جبل "هنغشان"، أحد الجبال المقدسة في الثقافة الصينية.
وفي كل زاوية من زوايا المعبد، تتجلى هيبة الإمبراطورية وروحانية الطقوس.
ما يميز معبد بيويه ليس فقط امتداد الزمن، بل قدرته على الاحتفاظ بتصميمه المعماري المتناسق، رغم تقلبات التاريخ.
القصور الخشبية ما زالت تهمس بأحاديث الحكام، والبوابات التذكارية تُطالع الزائر بعينٍ من مهابة الماضي.
وفي عمق الحجر، توثّق الشواهد والمنحوتات زيارات أباطرة ومسؤولين ومشاهير من العصور الغابرة.
نقوشهم لا تنقل كلمات فحسب، بل تنبض بحكايات عن القوة والعبادة والسياسة، محفورة على ألواح لا تزول.