بيزنس التجميل الصيني جانب مضيء لكورونا.. فائزون وخاسرون بالصدفة
يتم بيع ما يصل إلى 86% من منتجات التجميل المحلية عبر الإنترنت في الصين، مقابل 58% للشركات متعددة الجنسيات
الشعبية المتزايدة لمنتجات التجميل المحلية خلال الجائحة مثالا على كيف أن الاضطرابات الوبائية والتوترات الجيوسياسية تخلق فائزين وخاسرين غير متوقعين.
وأخيرا ستكون العلامات التجارية الصينية لمستحضرات التجميل جاهزة للتغلب على العلامات الأجنبية المنافسة، وذلك بفضل تفشي وباء كورونا وموجة من عمليات الشراء ذات الطابع الوطني.
وذكرت وكالة "بلومبرج" أن أسهم شركات "برويا كوزماتيكس" و"جوانجدونج ماروبي بيوتكنولوجي" و"شنغهاي جاهوا يونايتد" قد ارتفعت هذا العام، متجاوزة المكاسب في مؤشر شنغهاي القياسي.
- اختبري مستحضرات التجميل على "يوتيوب" عبر الواقع المعزز
- أشياء محظورة على الطائرات.. معجون الأسنان ومستحضرات التجميل الأغرب
وفي الوقت نفسه، فإن صانعي مستحضرات التجميل المتوسطة مثل شركة "شيسيدو" اليابانية وشركة "أموريباسيفيك" الكورية الجنوبية - الأكثر تضررا من ظهور المنافسة الصينية - قد تعرضت لخسائر تزيد على هبوط مؤشرات السوق واسعة النطاق في بلدانها.
ولفهم التحول، يمكننا النظر إلى التغيير في عادات المستهلكين التي أحدثها فيروس كورونا. لقد أجبرت عمليات الإغلاق الأشخاص على البقاء في منازلهم، بينما أدت البطالة إلى انخفاض الدخل، ما شجع المستهلكين على قضاء المزيد من الوقت على الإنترنت والبحث عن سلع منخفضة السعر. ووضعت الشركات الصينية التي تتمتع بالدهاء الرقمي من بين صانعي مستحضرات التجميل نفسها في وضع مثالي للاستفادة.
وذكرت بلومبرج أن شركات مثل برويا كانت في المقدمة من حيث استغلال أدوات مثل البث المباشر والمشاهير عبر الإنترنت لبيع منتجاتها.
وجعلت شركة مستحضرات التجميل التي تتخذ من مدينة هانجتشو مقرا لها المغني وكاتب الأغاني تساي شوكون سفيرا للعلامة التجارية، وأطلقت مقاطع بث مباشر على موقع تاوباو للتسوق التابع لمجموعة علي بابا استمرت لما يصل إلى 16 ساعة في اليوم.
ويتم بيع ما يصل إلى 86% من منتجات التجميل المحلية عبر الإنترنت في الصين، مقابل 58% للشركات متعددة الجنسيات، وفقا لتقرير يونيو/ حزيران الماضي الصادر عن مؤسسة "جولدمان ساكس" للخدمات المالية والاستثمارية .
وساعد الفيروس بطريقة أخرى، من خلال تحفيز الطلب على المنتجات التي يمكن أن تهدئ البشرة المتهيجة بسبب ارتداء أقنعة الوجه باستمرار. وحقق كريم "دكتور يو" للوجه الذي باعته شنغهاي جاهوا زيادة بلغت خمسة أضعاف (500%) في زيادة الإيرادات في الربع الأول من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي.
كما دفعت التوترات مع الولايات المتحدة وسلسلة من الخلافات مع دول مختلفة، بداية من المملكة المتحدة وحتى الهند، المستهلكين الصينيين إلى الابتعاد عن المنتجات الخارجية والبحث عن بدائل محلية.
وأثارت الخلافات الحماسة القومية بين الشباب الذين لديهم بالفعل نظرة أقل تفضيلا للعلامات التجارية الأجنبية بالإضافة إلى أنهم أكثر مهارة في التعامل مع التجارة الرقمية.
وتم تصنيف "دكتور يو" كواحدة من أفضل العلامات التجارية الصينية في تقرير نشرته صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست التي تصدر في هونج كونج في وقت سابق من هذا العام.
واستفادت شركات أخرى، من بينها شركة شنغهاي بيتشولين ديلي كيميكال، وهي أكبر شركة لمنتجات العناية بالبشرة في الصين. واعتبارا من العام الماضي، استحوذت علامتها التجارية بيتشوين التي يبلغ عمرها 89 عاما على 7.3% من سوق مستحضرات العناية بالبشرة في الصين، لتصبح في المرتبة الثانية بعد "لوريال إس.إيه"، وفقا لبيانات مؤسسة "يورومونيتور" لأبحاث السوق الاستراتيجية.
واشتركت العلامة التجارية "شاندو" المملوكة لمجموعة جالا ومقرها شنغهاي في المركز الثالث بنسبة 5ر5% مع علامة أولاي لشركة بروكتر أند جامبل.
وهذا الاتجاه لدى الصينيين يربك نظاما راسخا منذ فترة طويلة. إذ أن مستحضرات التجميل الملونة ومستحضرات العناية بالبشرة مجالان من مجالات المنتجات التي تتمتع فيها الشركات متعددة الجنسيات الأجنبية بجاذبية تقليدية. ومع الأحوال التي حاصرت الأموال في الداخل وقيام المستهلكين "بإعادة توجيه" إنفاقهم، أصبح ذلك أمرا معرضا للتهديد.