سيارات صينية تزاحم الكوري والياباني في العراق.. هل اقتربت لحظة التحول؟

في مشهد يعكس تحولا تدريجيا في ذوق المستهلك العراقي، تواصل السيارات الصينية توسيع حضورها في السوق المحلي، مزاحمة بذلك عمالقة الصناعة الكورية واليابانية، الذين ظلوا لسنوات يتقاسمون صدارة المبيعات.
ورغم أن الأرقام لا تزال تصب في مصلحة العلامات الكلاسيكية مثل تويوتا وكيا وهيونداي، فإن الوتيرة التي تنمو بها الماركات الصينية، وعلى رأسها MG، توحي بأن معادلة السوق قد تشهد تحولا في السنوات القليلة المقبلة.
من الهامش إلى المنافسة.. MG تتصدر السيارات الصينية
بحسب بيانات رسمية نشرها موقع Shafaq News، تصدرت تويوتا قائمة مبيعات السيارات في العراق خلال النصف الأول من عام 2024، بإجمالي بلغ 19,926 سيارة، تلتها كيا بـ 17,986 سيارة، ثم هيونداي بـ 7,980 سيارة.
- أفضل 5 سيارات موفرة في استهلاك الوقود لعام 2025
- دول أوروبية تبيع سيارات مستعملة بجودة عالية وأسعار منخفضة
لكن اللافت في هذه الفترة كان دخول MG الصينية بقوة إلى المنافسة، حيث حققت مبيعات وصلت إلى 5,519 سيارة، لتحتل المركز الرابع بجدارة، بحسب تقرير أصدرته شركة "فوكس تو موف" المتخصصة ببيانات سوق السيارات.
ورغم أن الفجوة لا تزال قائمة بينها وبين كيا وهيونداي، إلا أن التقدم السريع في المبيعات يشير إلى منحنى صعودي متسارع، خاصة بعد أن شهدت سوق السيارات في العراق قفزة غير مسبوقة في الإقبال على الطرازات الصينية خلال النصف الأول من عام 2025، حيث سجلت مبيعات السيارات القادمة من الصين نموًا سنويًا تجاوز 80%، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024.
ووفقًا لبيانات رسمية، تجاوز عدد السيارات الصينية المستوردة إلى البلاد 18 ألف وحدة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، مقابل نحو 10 آلاف سيارة فقط خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، في مؤشر واضح على التحول المتسارع في خيارات المستهلك العراقي، وفق تقرير حديث لموقع IraqiNews.
لماذا يتجه العراقيون إلى السيارات الصينية؟
شهد السوق العراقي تحولًا في السلوك الاستهلاكي خلال السنوات الأخيرة، مدفوعًا بتحديات اقتصادية وضغوط معيشية دفعت شريحة واسعة من المستهلكين للبحث عن بدائل اقتصادية وعملية.
في هذا السياق، تمثل السيارات الصينية خيارًا جذابًا بسبب أسعارها التنافسية. فعلى سبيل المثال، يُعرض طراز MG5 في العراق بنحو 14 ألف دولار، مقارنة بسعر يتجاوز 26 ألف دولار لسيارة تويوتا كورولا، مع فارق ملحوظ في مستوى التجهيزات الداخلية لصالح MG، من حيث الشاشات الذكية، وأنظمة الكاميرات، والمساعدات الإلكترونية.
كما تقدم بعض العلامات الصينية ضمانات تصل إلى 6 سنوات أو 150 ألف كيلومتر، ما يعزز من ثقة المستهلك في المنتج رغم تاريخه القصير نسبيًا.
الكوري والياباني في الصدارة.. ولكن إلى متى؟
ورغم صعود MG، فإن الشركات الكورية واليابانية لا تزال تحتفظ بالحصة الأكبر من السوق العراقي. فقد جمعت كيا وهيونداي معًا مبيعات بلغت أكثر من 25 ألف سيارة في النصف الأول من 2024، ما يعكس رسوخ الثقة بهذه العلامات.
كما أن توافر مراكز الصيانة وقطع الغيار، إلى جانب تاريخ طويل من الأداء الجيد، يمنح السيارات اليابانية والكورية ميزة تنافسية يصعب تجاوزها سريعًا.
الجودة وإعادة البيع.. نقاط ضعف حقيقية
ورغم المزايا التكنولوجية والمواصفات الجاذبة، إلا أن السيارات الصينية تواجه بعض التحديات فيما يخص جودة التصنيع وقيمة إعادة البيع، وفقًا لما يُتداول بين المستهلكين على منصات التواصل الاجتماعي ومنتديات السيارات.
وبحسب تجارب مستخدمين على موقع Reddit، أبلغ البعض عن مشاكل مبكرة في أنظمة التكييف والتعليق في بعض الطرازات، تظهر بعد مسافات قصيرة نسبيًا من الاستخدام، دون أن تصدر تقارير رسمية تؤكد أو تنفي هذه الشكاوى.
في الوقت نفسه، لا تزال ثقة الشراء لأغراض إعادة البيع محدودة مقارنة بالعلامات اليابانية والكورية، حيث يُفضل الكثير من المشترين السيارات ذات التاريخ الطويل في السوق لضمان الحفاظ على القيمة لأطول فترة ممكنة.
هل يوشك ميزان السوق أن يتغير؟
المعطيات الحالية تؤكد أن السيارات الصينية، وعلى رأسها MG، بدأت تقترب من دائرة المنافسة الجدية، لا سيما في بغداد وبعض المدن الشمالية.
لكن حتى الآن، لا تزال الهيمنة الكورية واليابانية قائمة بفضل تراكم ثقة المستهلك، ونجاح هذه الشركات في تكييف منتجاتها مع طبيعة الطرق والمناخ المحلي.
ومع التوسع الكبير في مبيعات MG في النصف الأول من 2025، قد يكون السوق على موعد مع مرحلة جديدة، تُفرض فيها معادلة ثلاثية بدلًا من الثنائية التقليدية.
غير أن بقاء الصين في مقعد المنافس القوي يعتمد على عوامل أبعد من السعر، مثل: جودة التصنيع طويلة الأمد، توافر قطع الغيار، تحسين خدمات ما بعد البيع، والاستثمار في مراكز الصيانة المعتمدة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز