نجح الرسام الصيني "وو قوان تشونغ" في مزج فنون الرسم التقليدية في الصين، مع المدارس الفنية الحديثة في الغرب، ما منح أعماله شهرة واسعة.
وينظر نقاد الفن التشيكلي في الغرب إلى "وو قوان تشونغ" باعتباره طليعة المدرسة الانطباعية الصينية، فيما يراه الصينيون مؤسس "الرسم الصيني الحديث"، حيث جسدت لوحاته جميع جوانب الصين، من منازل وحيوانات وأنهار ومناظر طبيعية ومائية.
وتعد لوحة "الأوز على بحيرة تايهو" من أشهر أعمال "وو قوان" ومعلما بارزا في الانطباعية الصينية، بحسب تقرير لتلفزيون CGTN الصيني. ويقول "وو" عن لوحته الشهيرة: "كل هذه الكتل من البياض كانت تتدفق فوق الماء، حاولت التقاط الأشكال المتغيرة بالإضافة إلى أوضاع هذا الأوز".
ويضيف: "بدلاً من التفاصيل، كان علي التركيز على التفاعلات الواسعة للمجموعة البيضاء، فيما ستحول البقع الحمراء الكتل إلى أوز، إن التسرع ليس عذرا للاهتزاز، أخيرا انتهى الرسم، وشعرت وكأنني تسلقت للتو جبلًا يبلغ ارتفاعه 3000 متر، كم هو مرهق".
والتحق وو قوان تشونغ بأكاديمية هانغتشو للفنون الجميلة في عام 1936، في عمر 17 عاما، لكن عندما شنت اليابان غزوها الكامل للصين في العام التالي، اضطر وو قوان تشونغ وزملاؤه إلى الانتقال.
في عام 1947، سافر وو قوان تشونغ إلى باريس للدراسة في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة، في البداية تعجب الشاب من التقنيات والأساليب الغربية، ولكن ليس من المحتويات والمواضيع، كما أنه كان يتوق إلى جمال المناظر في مسقط رأسه.
أخيرا عاد وو قوان تشونغ إلى الصين وحاول تطبيق التقنيات البصرية الغربية في رسم الحياة اليومية لبلاده، وعكست سلسلة المناظر الطبيعية التي رسمها، الجمال الساحر لنهر اليانغتسي والنهر الأصفر وجبال سيتشوان ومياه شرق الصين.
ويقول الناقد الفني، يوي يانغ: "خلقت فرشاة وو قوان تشونغ المميزة أنسجة متنوعة، حيث يشبه الإحساس العام لهذه الأعمال الفنون الجميلة الصينية التقليدية. كان مثاليا في تجسيده ريش الأوز".
ويضيف يوي يانغ: "مثل هذا الاستخدام لفرشاة الطلاء الخاصة به دمج ميزات الفنون الجميلة الأوروبية مع التقاليد الصينية. هذه هي الطبيعة الانطباعية التي أكد عليها وو قوان تشونغ دائما. لقد كان له تأثير كبير على الرسم الزيتي الحديث في الصين".
وركزت أعمال وو قوان تشونغ على الرسم الزيتي للمناظر الطبيعية، محاولا إدماج الرسم الزيتي الأوروبي للمناظر الطبيعية، وثراء الألوان الزيتية، مع روح الفن الصيني التقليدي والخيال الجمالي الصيني.
في إحدى قصائده، كتب وو قوان تشونغ، انه عندما عاد إلى مسقط رأسه مع شعره الفضي، وجد أن لوحة الأوز مألوفة بشكل مؤثر. قد تأتي تقنياته من الغرب، لكن روح فن وو قوان تشونغ صينية.
وفي عام 2002، أصبح وو قوان تشونغ أول آسيوي يتم تكريمه كعضو مراسل في أكاديمية الفنون الجميلة في فرنسا. وبهذه المناسبة قال وو: "نشأت في الريف، وولدت وترعرعت في الصين، لذلك أريد أن أبني جسراً، بين الشرق والغرب، بين الناس العاديين والمهنيين، وبين الملموس والمجرّد".
في 4 أبريل/نيسان 2016، بيعت لوحة" قرية تشو تشوانغ" لوو قوان تشونغ، في هونغ كونغ بـ236 مليون دولار هونغ كونغي. حيث حطّمت الرقم القياسي لأعماله، وأعمال الرسم الزيتي المعاصرة في الصين.
ومن أبرز لوحات وو قوان تشونغ: النهر الأصفر (1993) والربيع في سيتشوان (1979) وضفاف الأنهار في شرقي الصين (1996) والكرمة على الحائط (1955) والجسر الحجري في مدينة المياه (1985) وقناة في شرقي الصين (1987) ومنازل على الجسر (1988) ونهر اليانغتسى (1974) وأخيرا أشهرهم الأوز على بحيرة تايهو (1974). وقد توفي الرسام الصيني الشهير في عام 2010 عن عمر ناهز 91 عاما.