رحلة طويلة قطعها السينمائي الإيراني "خه في" لاستكشاف الثقافة الصينية، بدأت منذ أن كان شابا في الجامعة يتحسس طريقة.
بدأ "خه" رحلته بتعلم اللغة الصينية حتى تمكّن منها، وتعددت زياراته للصين كما شارك في مجالات السياحة والثقافة والسينما والتلفزيون، والتغيرات التي شهدتها الصين منذ إطلاق سياسة الإصلاح والانفتاح، وخاصة خلال السنوات العشر الماضية.
يروي "خه" قصته، يقول إنه من إيران، لكن وطنه الثاني هو الصين. في عام 1997، بدأ "خه في"، الذي التحق بالجامعة، في تعلم اللغة الصينية وأصبح مرتبطًا بالصين.
في السنوات الخمس والعشرين الماضية، أمضى معظم وقته في السفر بين الصين وإيران، حيث شارك في أعمال السياحة بين الصين وإيران والأعمال الثقافية ذات الصلة.
في عام 2021، تمت دعوة "خه" لزيارة مدينة يانآن وتعلم سلسلة من القصص عن الثورة الصينية، والتي أعجبته كثيرًا على حد تعبيره.
بعد الزيارة كتب "خه" مقالاً عما رآه وشعر به، ونشره في أكبر صحيفة إيرانية، ما أثار مناقشات محتدمة بين الشعب الإيراني.
قال "خه في" إنه تأثر بشدة بأسلوب العمل الجاد والجودة الجيدة للشيوعيين الصينيين، وهذه الجودة هي أيضًا مفتاح النجاح المستمر للصين، على حد قوله.
وأضاف: "في السنوات العشر الماضية، تغيرت الصين بسرعة. أكثر ما يثير إعجابي هو أن الصين لديها مبان شاهقة وخطوط سكك حديدية عالية السرعة في كل مكان، والتطور السريع لأعمال رحلات الفضاء المأهولة في الصين، والتحسين التدريجي لقوة الصين الناعمة في الثقافة والسينما والتلفزيون".
وتابع: "أنا شاهد على التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي والثقافي للصين، ومن ناحية أخرى، أفهم بعمق أيضًا أنه منذ وصول الأمين العام شي إلى السلطة، تحولت الصين من قوة اقتصادية إلى قوة عالمية".
قال خه في إن هناك مهمتين رئيسيتين يقوم بهما حاليًا، الأولى هي القدوم إلى الصين في أكتوبر، لإنتاج أفلام وثائقية ثقافية مشتركة مع فرق السينما والتلفزيون من إيران والصين، ونشر الثقافة الصينية في إيران. المهمة الثانية هي ترجمة كتاب لتعريف كيفية تمكن الصين من التخلص من الفقر وأصبحت غنية، بالإضافة إلى تعريف مفهوم الصين للتنمية المستدامة".
يضيف: "في الواقع، قبل ترجمة هذا الكتاب، كنت أعلم أنه سيكون هناك ضغطا كبيرا مسلطا علي كما أنه لَشرف عظيم لي. لأنه في تاريخ البشرية، الحكومة الصينية هي الوحيدة التي حققت انتشال 100 مليون شخص من براثن الفقر. وأحتاج إلى قدر كبير من المعرفة كي أتمكن من ترجمة المفاهيم الصينية بدقة إلى لغات أجنبية".
وأشار إلى أنه من أجل إكمال العمل بشكل أفضل، أعاد قراءة كتاب "شي جين بينج: حول الحكم والادارة" وأكثر من 10 كتب أخرى، ودرس بدقة سياسات وأساليب الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية في السنوات الأخيرة، موضحا أنه يأمل أيضا أن تتطور بلاده من خلال تقديم "التجربة الصينية" إلى إيران.
وذكر خه في أنه يأمل في تقديم مساهمات إيجابية في التبادلات الثقافية بين الصين وإيران من خلال الأفلام الوثائقية والأفلام.
في السنوات الأخيرة، قاد بشكل متكرر فرق إيرانية للمشاركة في مهرجانات سينمائية دولية أقيمت في الصين.
في الوقت نفسه، شارك خه في أيضًا في أنشطة مختلفة مثل أسبوع التجارة الصيني الذي أقيم في إيران ومعرض إيران للصور الذي أقيم في الصين. وقال إن هذه الأنشطة سمحت لشعبي البلدين بفهم أفضل لبعضهما البعض، وزيادة المودة واكتساب الصداقة.
واختتم: "قال الرئيس شي ذات مرة إنه يجب علينا أن نحكي قصص الصين جيدًا، ولأنني أعتبر نفسي "نصف صيني"، سأعمل بجد لأقوم بعملي بشكل جيد. أعتقد أنه في ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية، ستنطلق الصين مرة أخرى بالتأكيد، وأعتقد أيضًا أن العلاقات بين الصين وإيران سترتقي أيضًا إلى مستوى أعلى في المستقبل".