تقوم شركات صينية ببناء أول مصنع للأحماض الأمينية في بيلاروسيا، وذلك في إطار مبادرة تعاون الحزم والطريق الصينية.
ويعتبر مشروع المجمع الصناعي الزراعي عالي التقنية والذي سيقام في منطقة على بعد 45 كيلوا مترا من مينسك، مشروعًا استراتيجيًا مهمًا لبيلاروسيا في مجال التكنولوجيا الحيوية.
وفي هذا الإطار قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إن أهمية هذا المشروع لا تقل عن أهمية محطة الطاقة النووية البيلاروسية، معتبرا أن المجمع الصناعي الصيني البيلاروسي سيكون دائمًا مشروعًا بارزًا ونموذجيًا لمبادرة "الحزام والطريق".
14 مصنع
ويتواجد في منطقة المصنع التي تصل مساحتها 60 هكتارا، نحو 14 مصنعًا آخريين. ويعتبر مشروع المجمع الصناعي الزراعي عالي التقنية في منطقة مينسك، هو أول مصنع للأحماض الأمينية في بيلاروسيا حيث شاركت الشركات الصينية في عملية الاستثمار به وبنائه.
تكنولوجيا متقدمة
من جهته أوضح ألكسندر بيلديوكيفيتش النائب الأول لمدير مؤسسة التكنولوجيا الحيوية الحكومية البيلاروسية، أن بناء مثل هذا المصنع يتطلب إدخال تكنولوجيا متقدمة حيث تمتلك الصين ما يقرب من 30 عامًا من الخبرة في هذا المجال.
وأضاف أن الصين بدأت بالفعل في البحث عن تكنولوجيا الأحماض الأمينية في التسعينيات، الأمر الذي جعلها تصنف بين الرواد في العالم من حيث كمية إنتاج الأحماض الأمينية، مشيرا إلى أن المصنع الجديد يمكن ان ينتج ما يصل إلى 100 ألف طن من الأحماض الأمينية سنويا.
صداقة عميقة
تبرعت الصين بتكنولوجيا إنتاج الأحماض الأمينية إلى بيلاروس مجانًا، وذلك بفضل الصداقة العميقة بين قادة الصين وبيلاروسا. عندما أعيد انتخاب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في عام 2020، كان الرئيس الصيني أول من هنئه. وفي اليوم التالي، تم تأسيس شركة التكنولوجيا الحيوية الحكومية البيلاروسية.
وحقق حجم التجارة بين الصين وبيلاروسا نموا في مجال الزراعة، حيث يعد المجمع الصناعي الزراعي البيلاروسي هذا موردًا كبيرًا لصادرات لحوم الدواجن البيلاروسية إلى الصين.
وعن هذا تقول كسينيا ميليشكو، رئيسة المديرية العامة للأنشطة الاقتصادية الخارجية بوزارة الزراعة والأغذية في بيلاروسيا أنه من بين أكثر من 100 دولة شريكة لجمهورية بيلاروسيا، تحتل الصين الآن المرتبة الثانية.
مبادرة الحزام والطريق
وتقوم مبادرة الحزام والطريق الصينية على إقامة مشاريع بتريليون دولار لتحسين العلاقات التجارية عبر العالم من خلال بنى تحتية غاية في الأهمية.
واستثمرت شركات صينية أكثر من 20 مليار دولار في مشاريع استثمارية مباشرة غير مالية في دول مبادرة الحزام والطريق عام 2021، وفق وزارة التجارة الصينية.
وتم دمج المبادرة في دستور جمهورية الصين الشعبية في عام 2017، وتصف الحكومة الصينية المبادرة بأنها "محاولة لتعزيز الاتصال الإقليمي واحتضان مستقبل أكثر إشراقًا". وتاريخ الانتهاء المستهدف للمشروع هو عام 2049 والذي سيتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
يذكر أن كثيرا من الدول التي انضمت إلى المبادرة سبق لها أن انضمت إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية الذي اقترحت الصين تأسيسه في عام 2013. وكانت بكين قد قالت في عام 2015 إن أكثر من 160 مليار دولار من الاستثمارات هي قيد الدراسة أو التنفيذ بتمويل من البنك.
وتقضي المبادرة بإقامة حزام بري من سكك الحديد والطرق عبر آسيا الوسطى وروسيا، وطريق بحري يسمح للصين بالوصول إلى أفريقيا وأوروبا عبر بحر الصين والمحيط الهندي.
وتسعى بكين من خلال هذه المبادرة إلى توثيق الروابط التجارية والاقتصادية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. وتتضمن المبادرة بناء طرق ومرافئ وسكك حديد ومناطق صناعية في 65 بلدا، تمثل 60% من سكان العالم وتوفر نحو ثلث إجمالي الناتج العالمي.