استعان علماء فضاء صينيون بأسطورة شعبية قديمة، لتسمية معدن جديد تمكن مسبار أطلقته بكين من العثور عليه فوق سطح القمر.
وأطلق العلماء اسم "حجرة تشانغ آه" على المعدن الذي تم العثور في عينات جمعها المسبار تشانغ آه-5 خلال رحلته إلى القمر في عام 2020.
ويتعلق الأمر بمعدن فوسفاتي بشكل بلوري عمودي تم العثور عليه في جزيئات من البازلت القمرية التي يتم فحصها في المختبرات الصينية واكتشفت من قبل باحثين في معهد بكين لبحوث جيولوجيا اليورانيوم.
وأشار تقرير لتلفزيون CGTN الصيني إلى أنه بعد تحليل جزيئات صغيرة من عينات القمر، وجد العلماء في المعهد معدنًا جديدًا تم تسميته "حجرة تشانغ آه".
وقال "خه شنغ"، خبير البحث العلمي لعينات القمر بمعهد بكين لبحوث جيولوجيا اليورانيوم، إن العلماء يحتفظون بالعينات القمرية في علبة قفازات، فيما تم تصميم صندوق خصيصا عند نقل العينات إلى مختبرات مختلفة.
وأضاف أن العلماء أجروا عملية تحليل معقدة، باستخدام آلات دقيقة، للكشف عن التركيب البلوري للمعدن الجديد.
تحليل العينات القمرية واجه تعقيدات عدة، بحسب لي تينغ، خبيرة البحث العلمي لعينات القمر من معهد بكين لبحوث جيولوجيا اليورانيوم، موضحة أن إحدى المشكلات في تحليل العينات هي أن الجسيمات صغيرة جدًا.
وأضافت: "يبلغ طول حبة السمسم من 2 إلى 3 ملليمترات. بالمقارنة معها، فإن الجسيم أقل من حبة السمسم بـ 1/200". وتابعت: "استغرقت عملية الاختيار حوالي شهرين. وبعد أن قدم العلماء نتائجهم مع الأدلة، تمت الموافقة عليها من قبل الرابطة الدولية للمعادن".
ويعني هذا الاكتشاف أن الصين هي الدولة الثالثة التي تكتشف معدناً جديداً على سطح القمر، بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، الذين نفذا أول مهمتي إنزال مأهولتين على سطح القمر في التاريخ.
وفسر تشن ليانغ، نائب عميد معهد بكين لبحوث جيولوجيا اليورانيوم، سر تسمية "حجرة تشانغ آه"، موضحا أنه "في الصين، هناك أسطورة جميلة جدًا مفادها أن السيدة الساحرة تشانغ آه تعيش في القمر مع أرنب لطيف. لذلك أطلقنا اسمها على المعدن الجديد".
وأضاف: "نعتقد أنه يمكن أن يكون هدية جيدة لشعبنا، كما أنه يشكل مصدرا لإلهام شغف جيل الشباب ببرنامج البحث العلمي لمغامرة علم الفلك".
أما لي تسي ينغ، الأستاذ معهد بكين لبحوث جيولوجيا اليورانيوم، فقد رأى أن "اكتشاف المعدن الجديد قد أثرى وأعطى الزخم لتطوير علم التعدين كما أنه يدفعنا إلى دراسة ومعرفة المزيد عن القمر والفضاء السحيق".
وكانت مهمة "تشانغ آه-5" الفضائية الصينية قد هبطت فوق "محيط العواصف" على سطح القمر في ديسمبر/ كانون الأول 2020، وهي أول مهمة تعود بعينات قمرية منذ السبعينيات.
وجمعت البعثة 1.73 كيلوجرام من عينات القمر وأحضرتها إلى الأرض لدراستها. ومن المتوقع أن تحاول مهمة القمر القادمة للصين "تشانغ آه-6" جمع العينات الأولى من الجانب المظلم من القمر.