الصاروخ "الطائش" ينقذ الصين
أخيرا سقط الصاروخ الصيني التائه، بعد أيام من الأخذ والرد، ليسدل الستار على قصة اختلط فيها التقني بالسياسي.
وأبرزت "أزمة الصاروخ" عمق الصراع بين واشنطن وبكين التي تعرضت لضغط شديد خلال الأيام الماضية، قبل أن تسقط بقايا صاروخ "لونغ مارش 5-بي"، أو "المسيرة الطويلة"، الموجه للفضاء بأمان فجر اليوم الأحد، في منطقة بالمحيط الهندي غربي جزر المالديف.
الصراع الأمريكي الصيني في واقع السياسة والاقتصاد، ألقى بظلاله بقوة على السباق في الفضاء، لتعيش بكين أياما من الضغط، وتتحمل سيلا من الانتقادات والاتهام بتعريض البشرية للخطر.
فلم يدر بخلد المسؤولين الصينيين حين أطلقوا صاروخ لونغ مارش 5-بي، يوم 29 أبريل/نيسان الماضي، سوى المهمة الأساسية وهي توصيل أجزاء من محطة الفضاء التي تنوي بكين بناءها، بحلول العام المقبل.
لكن غياب التحكم في الصاروخ المُرسل عقّد المهمة وجلب للصين صورا من فضاء نظرية المؤامرة على الأرض، من مختلف جهات العالم.
فقد أحدث دخول الجزء المتبقي من الصاروخ في مدار غير مقرر له "أزمة فضاء"، تركت سكان الكرة الأرضية يترقبون خوفا وقلقا دخوله "لونغ مارش 5-بي" الغلاف الجوي، وسقوطه في منطقة مأهولة، وهو الأمر الذي إن حدث ستكون كارثة غير مسبوقة.
الصين آثرت السكوت لأيام قبل أن يفرض الصوت العالي من أنحاء العالم وخاصة الولايات المتحدة غريمتها في الأرض والفضاء، نفسه على إحداثيات الأزمة.
طمأنة صينية
وخرج المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين، ليؤكد في رسالة طمأنة أن الصاروخ الخارج عن السيطرة "لا يمثل أي خطر على سكان كوكب الأرض".
المسؤول الصيني وإن أقر ضمنيا بعدم التحكم في الصاروخ شدد على أنه -حسب المحتمل- لن يسبب لسكان الأرض أضرارا جسيمة، وسيحترق فور دخوله الغلاف الجوي، ويسقط في مكان ما في أعماق البحار.
وتناغمت وسائل الإعلام الصينية مع تصريح مسؤول الخارجية في تأكيد أن البشرية في مأمن من أي خطأ قد ترتكبه بكين، معتبرة أن في الأمر مبالغة، بل حرب إعلامية وسياسية على البلد الآسيوي المنافس بقوة لتقدم الغرب.
قضية الصاروخ الصيني في المقابل أصبحت مادة دسمة في الإعلام الأمريكي، وعلى مائدة المؤتمرات الصحفية لمسؤولي الولايات المتحدة، حيث أعلن البيت الأبيض أن واشنطن جاهزة لاعتراض الحطام قبل سقوطه
ولتعميق المخاوف؛ أعلنت الولايات المتحدة أيضا أنها لا تستبعد أن يسقط جسم الصاروخ في منطقة مأهولة، مشيرة إلى أنها تتابع الوضع عن كثب.
بل إن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وفي حديث خلال مؤتمر صحفي حدد تاريخ سقوط الصاروخ، قائلا إن آخر التقديرات تشير إلى عودة "التائه الصيني" إلى الأرض في الثامن أو التاسع من مايو.
وحين سئل الوزير الأمريكي عن نية بلاده إسقاط الصاروخ وقدرتها على ذلك، أجاب بتفاخر: "لدينا القدرة على فعل الكثير من الأشياء".
ولم تتوقع الولايات المتحدة في إطار اهتماماها الكبير بمآل الصاروخ التوقيت فقط، بل المكان أيضا، حيث نشرت القوات الجوية الأمريكية على موقع"سبيس تريك"، محددة سماء تركمانستان موقعا لسقوطه.
aXA6IDMuMTM4LjEyMi45MCA= جزيرة ام اند امز