الصين في عيدها الـ72.. أسبوع ذهبي من "السلام السماوي"
من "السلام السماوي" وسط العاصمة بكين بدأت حكاية جمهورية الصين وإلى هذا الميدان تعود اليوم مزدانة بإنجازات راكمتها على مدى 72 عاما.
عيد وطني تحتفل به الصين في الأول من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، في الميدان الذي يعتبر الأكبر من حيث المساحة في العالم، ورمزا للكفاح الذي تلا بيانه المؤسس الصيني ماو تسي تونج عام 1949.
يوم استثنائي تتخلله احتفالات شعبية برعاية الحكومة في الساحات العامة بجميع أرجاء الصين، تستمر قرابة 7 أيام في أسبوع يعرف بـ"الذهبي"، حيث تتعطل فيها المصالح الحكومية والمدارس والجامعات.
وتتضمن الاحتفالات فعاليات ضخمة لإحياء ذكرى الشهداء الثوريين الذين ضحوا بحياتهم لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، في عروض توثق التاريخ وتنقله للأجيال الجديدة تكريسا لروح الانتماء والارتباط بالجذور والقيم.
النماء والاشتراكية
يصادف عام 2021 الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، فمنذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، تحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، حققت الصين هدفها المئوي الأول المتمثل في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في شتى النواحي، ونجحت في القضاء على الفقر المدقع.
واليوم، يمضي الشعب الصيني بمختلف مجموعاته العرقية قدما نحو تحقيق الهدف المئوي الثاني المتمثل في بناء صين اشتراكية حديثة بشكل شامل.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل استقبال أقيم في قاعة الشعب الكبرى ببكين، احتفالا بالذكرى الـ72 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، قال رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ، إن هذا العام يعتبر الأول بفترة الخطة الخمسية الـ14 للصين (2021-2025).
وأضاف أن الصين نسقت الاستجابة الوبائية مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية، واستجابت بشكل فعال للبيئة الدولية المعقدة والخطيرة، بالإضافة إلى العديد من التحديات الأخرى الناجمة عن جائحة كورونا والفيضانات العارمة.
وتابع: "خلال طريقنا قدما، ما زلنا نواجه العديد من الصعوبات والتحديات، ولا تزال الرحلة طويلة نحو تحقيق الهدف المئوي الثاني"، مشددا على أن التنمية هي أساس التغلب على جميع التحديات.
وأشار "لي" إلى أنه من أجل تدعيم نمط تنموي جديد وتعزيز التنمية عالية الجودة، ينبغي بذل الجهود لتنفيذ الوقاية المنتظمة من المرض وترسيخ التوقعات المعقولة، مع التركيز على الابتكار العلمي والتكنولوجي، وتوسيع نطاق الطلب المحلي والنهوض الريفي.
ولفت إلى أن الإصلاح والانفتاح هما سياسة الدولة الأساسية، وهي أيضا بمثابة المصدر الرئيسي للزخم للتنمية المستقبلية للصين، مشددا على الحاجة إلى تعميق الإصلاح الشامل وتحقيق المزيد من التقدم الهام فيما يتعلق بالإصلاحات في المجالات والقطاعات الرئيسية.
واختتم "لي" كلمته بالدعوة إلى التجمع بشكل أوثق حول اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وبذل جهود حثيثة لبناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة عظيمة، وتحقيق حلم تجديد شباب الأمة الصينية.
جمهورية الصين
"ماو تسي تونج" زعيم الثورة الصينية ومؤسس جمهورية الصين الشعبية يعتبر أيضا أحد أقطاب الشيوعية في العالم.
مسيرة ماو السياسية بدأت عام 1920 عندما أخذ على عاتقه مهمة تعبئة الطلبة والعمال، لمعارضة سيطرة اليابان على إقليم شاندونغ الصيني، وفي 1921 كان موفد إقليم هونان إلى الاجتماع التأسيسي للحزب الشيوعي الصيني بشنغهاي.
وفي 1923، كان له دور بارز في تحالف الشيوعيين والقوميين (الكومنتانغ) للتخلص من ملاك الأراضي الكبار وتوحيد البلاد.
لكن في عام 1927 انفرط عقد التحالف؛ فكوّن ماو -مع مجموعة من رفاقه في الحزب الشيوعي- حكومة على الطريقة السوفيتية، وشكلوا جيشا من الفلاحين الفدائيين أصبح نواة لما عُرف لاحقا بـ"الجيش الأحمر" الذي قاتل اليابان حين غزت الصين عام 1937.
دخل ماو التاريخ من أوسع أبوابه حيث قاد ثورة الصين في أطول ملحمة صينية عُرفت باسم "المسيرة الكبرى"، إلى أن أعلن ميلاد دولة عام 1949 أسماها "جمهورية العمال والفلاحين"، لكنه مع ذلك لم يطفئ لهيب ثورته وهو الذي يؤمن بأن "السلطة تنبع من فوهة البندقية".
أصبح ماو تسي تونج رئيس الحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية الوليدة ورئيس اللجنة العسكرية التي تقود جيش التحرير الشعبي.
بدأ ورفاقه في المكتب السياسي للحزب الشيوعي جهدا لإعادة بناء الصين عبر خطط تنمية وثروات بعد ثورات، وعبر مبادرات وخطوات أنجز ماو الإصلاح الزراعي والتعاونيات الزراعية وبسط مظلة الخدمات الصحية وغيرها.
وخلال كلمته بفاعلية "رؤية الصين" التي نظمتها صحيفة "تشاينا ديلي"، الأحد، في جياشينغ بمقاطعة تشجيانغ، قال تشو جوكسيان، رئيس دائرة الدعاية بلجنة الحزب الشيوعي للمقاطعة، إن "الحزب صمد أمام اختبار التاريخ على مدار المائة عام الماضية، وكتب فصلًا مذهلًا في تطور الأمة الصينية وتقدم المجتمع الإنساني".
وأضاف جوكسيان أن "حقيقة نمو الحزب من حزب صغير مكون من حوالي 50 عضوًا إلى أكبر حزب حاكم في العالم، بأكثر من 91 مليون عضو، يوضح الطبيعة المتقدمة للحزب الشيوعي الصيني".
aXA6IDE4LjExOC4xMzcuOTYg جزيرة ام اند امز