خبراء صينيون وأمريكيون: حان الوقت للاعتراف بكوريا الشمالية "قوة نووية"
خبراء صينيون يرون أن الوقت قد حان للاعتراف بكوريا الشمالية كقوة نووية والبحث عن وسائل لردعها فقط.
يعتقد مسؤولون سابقون وخبراء سياسيون من الصين والولايات المتحدة أن الوقت قد حان لإيجاد طريقة جديدة للتعامل مع تهديدات بيونج يانج بقبول واقع أن كوريا الشمالية باتت دولة مسلحة نوويا.
- الصين تبدأ تنفيذ عقوبات أممية بحق كوريا الشمالية
- الصين تحتج على انتقادات أمريكية لسجلها في مجال الحرية الدينية
وبحسب صحيفة "نان ذاو باو" الصينية، يرى خبراء أن السعي إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية لم يعد واقعيا الآن نظرا للتقدم السريع الذي أحرزته بيونج يانج في تطوير قدراتها النووية.
وقالت الصحيفة إن ثمة دعوات متزايدة لبكين وواشنطن من أجل العمل معا لضمان ألا تستخدم كوريا الشمالية أسلحتها النووية، التي يعتبرها الزعيم كيم جونج أون ضرورية لبقاء نظامه.
وقال جي دالي، خبير الشؤون الدولية بجامعة بكين: "إن تسليح كوريا الشمالية بالسلاح النووي ليس نهاية العالم"، ففي الواقع، سبق أن واجهت كل من الصين والولايات المتحدة كوريا الشمالية بقدراتهما النووية أيضا لبعض الوقت.
وأضاف جي "أن الصين أشارت منذ زمن طويل إلى أن نزع الأسلحة النووية وتحقيق السلام والاستقرار هدفان رئيسيان لسياستها الخاصة تجاه كوريا الشمالية، لكن عندما يتعذر التعايش بين الهدفين، فإن الوقت قد حان لإعادة النظر فى الاستراتيجية".
ودعا جي إلى تركيز الصين والولايات المتحدة على الردع بعد تقبل واقع امتلاك كوريا الشمالية للأسلحة النووية.
وكانت المستشارة السابقة للرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي الأمريكي، سوزان رايس، قد ذكرت في مقابلة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة يمكن أن تتسامح مع فكرة امتلاك كوريا الشمالية للأسلحة النووية بالطريقة نفسها التي تسامحت بها مع الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.
وتم رفض اقتراح رايس من قبل هربرت مكماستر، المستشار الحالي لشؤون الأمن القومي، وقال عندما سئل عن تعليقات رايس: "لا؛ إنها ليست على حق، وأعتقد أن السبب يكمن في أن نظرية الردع نظرية تقليدية، فكيف ينطبق ذلك على نظام كالموجود في كوريا الشمالية؟".
وأضاف أن التسامح نفسه لا يمكن تطبيقه على نظام "يشترك في وحشية لا توصف ضد شعبه"، و"يشكل تهديدا مستمرا لجيرانه في المنطقة، وقد يشكل الآن تهديدا مباشرا للولايات المتحدة بأسلحة الدمار الشامل".
وكانت كوريا الشمالية قد أجرت أول تجربة نووية لها في عام 2006، ومنذ ذلك الحين تقدمت تقنيتها بشكل مطرد، وأجرت 4 اختبارات أخرى على مر السنين.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد كوريا الشمالية بـ"إطلاق النار والغضب" على خطتها لإطلاق 4 صواريخ متوسطة المدى لتهبط على بعد 30-40 كيلومترا من "جوام" -وهي جزيرة أمريكية تقع في غرب المحيط الهادئ، تضم قواعد بحرية وجوية حيوية.
وقال خبراء أمريكيون وصينيون إن الوقت قد حان لتنهي فيه كل من واشنطن وبيونج يانج حربهما الكلامية والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال آرثر والدرون، وهو أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بنسلفانيا الأمريكية: "بعدما حدث لأوكرانيا في عام 2014، لن تتخلَّ أي دولة عن أي أسلحة نووية تمتلكها. وأضاف أن "نزع الأسلحة النووية من كوريا الشمالية بات أمرا أشبه بالمستحيل، ولذلك يجب على الولايات المتحدة أن تعترف دبلوماسيا بكوريا الشمالية كقوة نووية".
وقال وو شين بو، مدير مركز الدراسات الأمريكية بجامعة فودان بشانغهاي، إن على الولايات المتحدة أن تقبل كوريا الشمالية النووية وتركز على دفع بيونج يانج إلى تجميد تطوير برنامجها.
وأضاف: "يجب على الولايات المتحدة أن تتعامل مع كوريا الشمالية على أساس هذا الواقع الجديد والتخلي عن هدفها السياسي المتمثل في الإطاحة بنظام كوريا الشمالية"، مشيرا أيضا إلى أنه على الرغم من أن النهج الجديد ينطوي على مخاطر كبيرة، إلا أنه يظل الخيار الأكثر واقعية في الوقت الحالي.
وقال وو إن التصور بأن الهدف النهائي لواشنطن هو الإطاحة بالنظام كان مصدرا للقلق بالنسبة للصين؛ ما جعلها مترددة في ممارسة ضغوط كثيرة على جارتها الشمالية.
وقال يو يانج قانج، وهو عقيد متقاعد بهيئة الأركان العامة بالجيش الصيني، إن بكين غيرت سياستها تجاه بيونج يانج بهدوء. وأوضح أن "ثمة تحولا دقيقا حدث في سياسة الصين تجاه كوريا الشمالية؛ فمن الناحية الدبلوماسية حافظت الصين على الهدف المعلن من نزع السلاح النووي، لكنها على المستوى العملي تتقبل ببطء هذا الواقع الجديد، ولا تمارس الضغط المطلوب على كوريا الشمالية لوقف نشاطاتها النووية".
وأشار إلى أن القيادة الصينية سبق أن أعلنت بشكل صريح أنه في حال تهديد كوريا الشمالية الولايات المتحدة بصواريخها النووية؛ فإن الصين ستقف على الحياد، لكنه قال إن الولايات المتحدة إذا وجهت صواريخها إلى كوريا الشمالية للإطاحة بنظامها، فإن الصين سوف تتصدي لها، وبعبارة أخرى، فإن بكين سوف تدافع عن بيونج يانج بكل الطرق".
وأضاف يوي أنه بدلا من دفع بيونج يانج إلى حافة الهاوية، يجب على واشنطن التوقيع على معاهدة سلام تحل محل اتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب الكورية عام 1953، معتبرا أن الممارسات العدائية لبيونج يانج نابعة من انعدام الأمن، "وهي مسألة سوف تحلها معاهدة السلام".
aXA6IDMuMTQxLjIuMTkxIA== جزيرة ام اند امز