الصين تحجب بيانات تدفق «الأموال الساخنة» لهذا السبب
لن يتمكن المستثمرون بعد الآن من تتبع سوق الأسهم الصينية، بعدما توقفت أسواق الأسهم في ثاني أكبر اقتصاد في العالم عن إصدار بيانات يومية حول التدفقات النقدية الخارجة بدءا من اليوم الإثنين.
"هذا القرار سيحرم المستثمرين من مؤشر معنوي رئيسي لتتبع السوق البالغة 8.3 تريليون دولار أمريكي"، وفق وصف بلومبرغ.
يأتي هذا في وقت حاسم بالنسبة للصين، التي من المتوقع أن تشهد أول تخارج سنوي من بورصتها منذ عام 2016 في ظل استمرار خروج تدفقات الأموال الأجنبية من السوق، بحسب بلومبرغ.
وانخفض مؤشر "سي إس آي 300" القياسي في الصين بنسبة 2.5% خلال عام 2024، وهو معرض لخطر مواصلة نزيف الخسائر للعام الرابع على التوالي، بحسب بلومبرغ.
ومع غياب البيانات، سيتعين على المستثمرين الاعتماد على التقارير الفصلية للبنك المركزي حول الأصول المالية التي تحتفظ بها كيانات خارجية للحصول على مؤشر.
- الإمارات والصين تعززان التعاون في الصناعة والطاقة لدعم النمو المستدام
- أغرب سوق في الصين.. لماذا يحتشد التجار العرب في «ييوو»؟
بعد دخول القاعدة الجديدة حيز التنفيذ، ستكون البيانات اليومية الوحيدة التي تنشرها البورصات هي إجمالي حجم التداول وعدد عمليات التداول التي تتم في الأسهم والصناديق المتداولة في البورصة عبر روابط هونغ كونغ، بالإضافة إلى حجم مبيعات الأوراق المالية العشرة الأكثر نشاطًا.
وسيتم الكشف عن إجمالي عدد الأسهم المملوكة من خلال الروابط على أساس ربع سنوي.لقد تراجعت الأسهم الصينية حتى مع عمليات الشراء الضخمة من قبل صناديق الدولة، مع تقديرات بأنها استثمرت ما يعادل 66 مليار دولار في الصناديق المتداولة في البورصة هذا العام، وفق بلومبرغ.
ما أسباب حجب البيانات؟
يعتقد المحللون أن القرار بمثابة وسيلة من جانب السلطات الصينية للحد من تقلبات السوق المدفوعة بـ "البيانات عالية التردد"، على أمل جعل المستثمرين أكثر اهتماما بالمؤشرات طويلة الأجل.
"لقد أوقفت بكين النشر لأن البيانات لم تكن تبدو جيدة، وهي متقلبة"، حسبما نقلت بلومبرغ عن شين ياو نج، مدير الاستثمار في شركة أبردين آشيا، الذي أضاف "ربما لا يريدون أن تفاقم البيانات من خروج تدفقات رأس المال، لكن هذا لا يحل أصل المشكلة".
سجلت الصين صافي تدفقات رأس مال خارجة، بما في ذلك صافي تدفقات استثمار أجنبي مباشر سلبية خلال الفترة 2022 /2023، بحسب ما قاله صندوق النقد الدولي الشهر الماضي. ربما يعكس هذا قيام الشركات متعددة الجنسيات بتحويل أرباحها، لكنه قد يعكس أيضا تغير التوقعات بشأن النمو الصيني والتجزؤ الجيواقتصادي، بحسب الصندوق.
وذكر تقرير بلومبرغ أن الصناديق العالمية ستجد المزيد من الأسباب لتجنب الصين في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث من المتوقع أن تتزايد وتيرة الخطاب المناهض لبكين والتدابير التجارية غير المواتية.
وكتب محللو مورغان ستانلي، بما في ذلك لورا وانج، في مذكرة يوم الخميس الماضي: "إن معنويات السوق راكدة مع إصدار المزيد من المطبوعات الكلية المخيبة للآمال وبقاء تخفيف السياسة كرد فعل". "نتوقع أن تظل تقلبات السوق مرتفعة نسبيًا وننصح باتخاذ مراكز أكثر دفاعية على المدى القريب".
aXA6IDE4LjIyMS4xNzUuNDgg جزيرة ام اند امز