شوكولاتة بالمخدرات في مصر.. النيابة العامة تحسم الجدل
حسمت النيابة العامة في مصر الجدل الذي أثير مؤخرا حول وجود شوكولاتة في الأسواق تحتوي على مخدر الحشيش، وهو ما استدعى تحقيقا رسميا.
وقال بيان للنيابة العامة إن وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان رصدت مطلع الشهر الجاري تداولَ أخبارٍ ومنشوراتٍ بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تدّعي احتواءَ منتج مستورد للشوكولاتة على نبات الخشخاش الذي يُكسبه بذلك موادَّ مُخدِّرة، وكان من بين تلك المنشورات منشورٌ لرئيسِ جامعة القاهرة الأسبق، وقد تزامنَ ذلك مع بلاغٍ تلقتْه النيابةُ العامة بشأن الواقعة، فباشرت النيابة العامة التحقيقات.
وأوضحت النيابة أنها استهلت هذه التحقيقات "بسؤالِ مالك الشركة المستورِدة لمنتج الشوكولاتة الذي شهِد بأنَّ ما أُثير بمواقع التواصل الاجتماعي في هذا الصدد غيرُ صحيح؛ لأنه يستورده من دولة ألمانيا وفقًا للإجراءات الصحيحة، وأنَّ المنتج خالٍ تمامًا من أي موادَّ مخدّرة، إذ خضع لاختبارات فنية ومعملية لازمة قبل دخوله البلاد، وتم إرسال عينة منه "للهيئة القومية المصرية لسلامة الغذاء" والتي وافقت بعد الفحص على تداوله بالسوق المصري لانطباق كافَّة الشروط القياسية المصرية عليه، وقدَّم لذلك في التحقيقات الإفراجَ الصحيّ الصادر من الهيئة، وما يُفيد سدادَه الجمارك المستحقة على الاستيراد".
وكشفت النيابة أنها أرسلت عينةً من منتج الشوكولاتة لمصلحة الطب الشرعي، وانتدبت أحد الأطباء بها لإجراء الفحص اللازم عليها؛ لبيان إذا ما كانت تحوي أي مواد مخدرة مُدرجة بجدول قانون المخدرات من عدمه، وقد ورد التقرير الخاصّ بالفحص ليؤكد خلو عينة الشوكولاتة المرسلة من أي مواد مخدرة.
ولفتت النيابة العامة إلى أنها استمعت لطبيب مصلحة الطب الشرعي القائم بالفحص، والذي شهد بأن عينة المنتج محل الفحص تحوي بذورَ نبات الخشخاش غير الصالحة للإنبات، وأن تلك البذور لا تحتوي على أي مواد مخدّرة سواء كانت صالحة للإنبات من عدمه، وأنه لا يوجد أي تأثير لتناولها على الإنسان من حيث سلامةُ صحته، أو ظهورُ تعاطيه للمخدرات بالفحص الخاص لذلك، وأكد بذلك عدمَ صحة المعلومات المتداولة في هذا الصدد بمواقع التواصل الاجتماعي.
كما استمعت النيابة العامة، بحسب البيان، لأقوال رئيس جامعة القاهرة الأسبق، فشهد بأنه قد استرعى انتباهَه أمرُ احتواءِ هذا المنتج المتداول بالأسواق على نسبةٍ من نبات الخشخاش، فنشر لذلك على صفحته الشخصية بموقع (فيسبوك) محذّرًا الكافَّة منه، معتمدًا في ذلك على معلوماته الشخصية من واقع خبرته العِلمية، وأنه قد ابتغى الصالحَ العامَّ مِن هذا النشر، كما أوضح أنه بعدما تحرَّى الدقةَ للتأكد من صحة ما نشرَه تبينَ له أن منتج الشوكولاتة لا يحوي أيّ موادّ مخدرة، متفقًا في ذلك مع انتهت إليه التحقيقات.
وفي ختام البيان، دعت النيابة العامة المواطنين إلى ضرورة "الإبلاغ عن شكاواهم، أو ما يعتريهم من شكٍّ أو رِيبة في أي أمرٍ إلى الجهات الرسمية المختصة، وفي مقدمتها النيابة العامة، بدلًا من التسرع بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما قد يُكدر الأمنَ والسلمَ العامين ولو بحسن نية، أو يدخل في دائرة التجريم ويستوجب المعاقبة".
وكانت الأزمة قد بدأت بمنشور كتبه رئيس جامعة القاهرة الأسبق، الدكتور جابر نصار على صفحته بموقع "فيسبوك" أشار فيه إلى أن بعض العاملين في أماكن مرموقة، يواجهون مشكلات لدى تحليلهم المخدرات، وتظهر العينة أنهم مدمنون، رغم أنهم في الواقع ليسوا كذلك، ليكتشف وجود عبارة "خشخاش" على أحد أنواع الشوكولاتة.
وقال نصار إن بعض الأنواع التي بها خشخاش، وجدت في الأسواق والمولات الكبرى ومحطات البنزين، وهو ما يعرض آكليها لمشكلات مثل ما يواجهه البعض من خطر الفصل من العمل.
من جانبه قال محمود شاهين، نائب رئيس الشركة المستوردة للنوع الذي تحدث عنه جابر نصار، إن الشوكولاتة لا مشكلات بها، ولا تضم مواد مخدرة كما روج البعض، لكن بها كاكاو ولبن وخشخاش، معتبرا أنها المكونات الطبيعية لأي شوكولاتة موجودة في السوق.
وأشار إلى أن الشوكولاتة تأتي من شركة ألمانية، تم التواصل معها فأكدت أن المنتج لا مشكلة به، وتم إرسال ما يفيد بأن الشكولاتة آمنة، والشركة أوضحت أنها ملتزمة بالقانون الألماني والمنتج سليم.
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg جزيرة ام اند امز