الكوليرا تنافس الانقلابيين بقتل اليمنيين في 11 محافظة
الكوليرا تفتك بأرواح اليمنيين من مختلف الأعمار، حتى وصلت إلى 11 محافظة، أي نصف المحافظات اليمنية.. ماذا يحدث؟
تحول مرض الكوليرا إلي قاتل يفتك بأرواح اليمنيين من مختلف الأعمار، وأصبحت 11 محافظة يمنية في مرمى المرض الذي أصبح يغتال الام والأب والأطفال الصغار.
وتزداد المأساة مع غياب الخدمات الصحية ودخول معظم المستشفيات، التي كانت متواضعة أصلاً، مرحلة الموت السريري بسبب غياب الدولة وانتشار الفوضى وكافة مقومات الحياة من كهرباء وماء وصرف صحي، ناهيك أن معظم الضحايا يسقطون في قرى نائية تغيب عنها كل مظاهر الحياة الطبيعية وحتى شبكة الطرقات ووسائل المواصلات مع انعدام البنزين والديزل وتوقف الحياة بسبب الحرب وانتشار المجاعة وانعدام فرص العمل .
لقد تكالبت الأزمات على اليمن، فمنذ 4 أشهر يعيش الموظفون بدون رواتب، وتوقفت العديد من المحلات التجارية عن العمل، وضاعفت الحرب التي أشعلها الانقلابيون من المأساة بعد أن أحالوا الوحدات الصحية والمشافي إلى ثكنات عسكرية أو أهداف لقذافهم، خاصة في تعز.
وبسبب الحرب أعلنت مشافي حكومية وخاصة عن توقف تقديمها للخدمة الطبية بسبب انعدام الأدوية ومستلزمات التشغيل المالية بعد أن أحكم الانقلابيون قبضتهم على البنك المركزي وأحالوه إلي ملكية خاصة .
وجاءت الكوليرا لتكمل فصول ماسأة اليمنيين، ورغم القلق والإحصاءات المخيفة لانتشار الوباء ما زالت هناك مئات الحالات في الأرياف بعيدة عن أعين الجميع، لم تشملها الإحصائيات المعلنة.
شفاء حسن (37 عاماً) سارعت إلى المستشفى الجمهوري في عدن، تحمل ابنها البالغ من العمر 6 أعوام للاشتباه بإصابته بالكوليرا، اكتشف الأطباء أنها هي نفسها، وهي أم لسبعة أطفال، مصابة بالكوليرا، فتم احتجازها في غرفة مجاورة للغرفة التي يرقد فيها طفلها في المشفى.
وقال مدير الرعاية الصحية الأولية في عدن، محمد مصطفى، لبوابة "العين"، إن عدد الحالات المسجلة حتى الآن بلغ 374 حالة بينما توفي عشرة أشخاص، مؤكدا استمرار العمل بالتعاون مع اليونيسيف والصليب الأحمر لرفع مستوى الاستجابة لوقف تفشي المرض.
وحول حجم التحديات التي يطرحها المرض في ظل تدهور الوضع الصحي الحالي في اليمن، قال مصطفى: "هناك مؤشرات إيجابية لاحتواء تفشي المرض في عدن، لكن حجم التحديات في المناطق الأخرى قد تكون أكبر، بحكم الوضع الصحي في البلاد".
كما نبه إلى أن أوضاع الصحة العامة في اليمن "متدهورة للغاية بسبب الحرب، حيث أصبحت معظم المرافق الصحية إما مدمرة أو عاجزة عن توفير النفقات التشغيلية، فضلا عن أجور العاملين الصحيين الذين يزداد وضعهم سوءا يوما بعد آخر".
وأضاف أن ما يزيد من حجم التحديات والخطر هو وجود نحو 1.5 مليون طفل، دون سن الخامسة، مصابين بسوء التغذية، وفق تقرير الأمم المتحدة، وهؤلاء هم أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالمرض.
وقالت مصادر طبية يمنية لبوابة "العين" الإخبارية إن مرض الكوليرا انتشر بين الأطفال والكبار بقرى مديريات مكيراس والسوادية والشرية بمحافظة البيضاء وسط اليمن، وأدى إلى وفاة 8 أشخاص بالمديريات الثلاث.
أضافت المصادر أن عدد الحالات المصابة بالمرض والمؤكدة بالمديرية وصلت إلى 97 حالة والحالات المشتبه بها 300 حالة، مشيرة إلى حدوث 4 وفيات في مديرية مكيراس فقط.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، أن الكوليرا ضربت نصف محافظات اليمن. وقالت المنظمة إن المرض استفحل في 11 محافظة يمنية، بعدما كان محصورا خلال الأيام الماضية في 6 محافظات.
وكانت المنظمة قالت نهاية الشهر الماضي إن حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 1410 حالات في غضون 3 أسابيع، من الإعلان عن ظهور المرض في الدولة التي دمرت الحرب معظم منشآتها الصحية ومرافق إمدادات المياه النقية فيها.
وحذرت المنظمة في وقت سابق من أن ندرة مياه الشرب ساهمت في زيادة حالات آلام شديدة في البطن بشكل كبير وخصوصاً بين من تشردوا من منازلهم في وسط اليمن.
وكانت المنظمة العالمية ناشدت الشهر الماضي المجتمع الدولي توفير دعم عاجل للحيلولة دون انتشار وباء الكوليرا/الإسهال المائي الحاد في اليمن. وقالت إن خطة مكافحة الكوليرا تتطلب توفير 22.35 مليون دولار لمجموعتي الصحية والمياه، منها 16.6 مليون دولار مطلوب توفيرها عاجلاً.
وأشارت إلى أن أكثر من 7.6 مليون شخص يعيشون في مناطق متأثرة بمرض الكوليرا/الإسهال المائي الحاد، كما أن أكثر من 3 ملايين نازح معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا، لافتة إلى أن الظروف الصحية للسكان تفاقمت نتيجة نقص الغذاء وازدياد حالات سوء التغذية وانعدام فرص الحصول على خدمات صحية ملائمة.
وأكدت المنظمة أنه في حال لم يُستجب للوباء سريعاً، فمن المحتمل أن ترتفع حالات الكوليرا/الإسهال المائي الحاد، مع ظهور أكثر من 76 ألف حالة إضافية في 15 محافظة، بما فيها أكثر من 15,200 حالة بحاجة إلى تلقي العلاج في مراكز علاج الكوليرا.