حادث نيوزيلندا يتصدر صحف بريطانيا.. وتحذيرات من وحشية الإرهاب اليميني
الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا سلط الأضواء مجددا على الخطر المحدق الذي يشكله متطرفو اليمين.
تصدر الحادث الإرهابي الذي عصف بمدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا، الجمعة، اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة، السبت، لتسلط الضوء على تصاعد خطر التطرف اليميني.
وفي صحيفة "الجارديان" البريطانية، قال المراسل جيسون بروك إن الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا ركز الاهتمام مرة أخرى على الخطر المحدق الذي يشكله متطرفو اليمين، موضحاً أن إرهابهم كان في تصاعد خلال العقد الأخير من القرن العشرين.
- سفّاح نيوزيلندا.. يميني متطرّف يفاقم جحيم العنصرية
- أسطورة منتخب نيوزيلندا للرجبي ينعى ضحايا الهجوم الإرهابي
منذ حادث مقتل 77 شخصاً في النرويج عام 2011 على أيدي أندريس بيهرينج بريفيك، كانت هناك أعمال عنف مضطردة، مثل: الهجمات على مساجد في لندن وكيبك ومقتل النائبة البريطانية جو كوكس وغيرها من الحوادث التي ارتكبت بدافع الكراهية.
وأوضح تقرير مراسل الصحيفة أنه بالرغم من أن "عنف الإرهابيين الإسلاميين" أكثر شيوعاً وفتكاً في أوروبا، فإن مؤشرات التهديد الذي يشكله العنف اليميني موجودة منذ عهد بعيد، ففي عام 2017 في بريطانيا، كانت هناك 5 هجمات إرهابية يقف وراءها متطرفون يمينيون.
وفي الولايات المتحدة، كان لنشاط اليمين المتطرف علاقة بمقتل 50 على الأقل عام 2018؛ حيث أشار المراسل إلى بحث أجرته رابطة مناهضة التشهير على مدار العقد الماضي، وتوصل إلى أن 73.3% من أعمال القتل المرتبطة بالتطرف في الولايات المتحدة يمكنها ربطها بالمتطرفين اليمينيين، في حين أن 23.4% فقط من تلك الأعمال مرتبطة بـ"متطرفين إسلاميين".
وقال بروك إن "إرهاب اليمين المتطرف يشبه من حيث الأصول التطرف الإسلامي"، غير أنه يعتقد بأن إرهاب اليمين أكثر تهديداً، مشيراً إلى أن "كلاً من المتطرفين الإسلاميين واليمينيين يعتقدون أن مجتمعاتهم تواجه تهديداً وجودياً، ما يفرض على كل فرد التزاماً بالقتال".
وخلال مقال بنفس الصحيفة، رأت الكاتبة والمتخصصة في الطب النفسي معصومة رحيم، أن المسلمين يحتاجون أكثر من مجرد التعاطف والدعاء، موضحة أن مثل هذه الأعمال الوحشية ستحدث ثانية وسط خلق وسائل الإعلام والساسة مناخاً يمكن لأفكار اليمين المتطرف الازدهار فيه.
وعبرت معصومة عن امتنانها وتقديرها لكل رسائل التعاطف والدعاء من كثير من الأفراد والساسة ومن يعرفونها شخصياً، لكنها قالت إن الصلوات والدعاء "قد تكون مفيدة للموتى، وربما تبعث على الراحة لدى أقاربهم. لكنها لا تحمل شيئاً ملموساً له معنى لمن لا هم على قيد الحياة".
وأضافت "مشاعركم ودعواتكم لن تحفظ حياتنا، بينما أفعال السياسيين ووسائل الإعلام تدمرها بلا شك. يومياً، يتعرض أناس مثلي لهجوم وسائل الإعلام. يومياً نتعرض للشيطنة من جانب الناس الذين يسنون قوانينا والمؤثرين على الرأي العام".
وأوضحت أنها تقصد بكلمة "نحن" ليس المسلمون فقط؛ "لأنه ليس المسلمون فقط يفقدون حياتهم على أيدي القومية اليمينية المتطرفة، إنهم اليهود والسيخ والسود". فكل ما تعرفه الفاشية، تقول معصومة، هو "أنت مختلف وهي (أي القومية المتطرفة) لا تحبك لهذا السبب".
وقالت إنه لا حاجة للصلوات والدعاء، ولكن هناك حاجة للدفاع عن حقوقنا، "نريد من السياسيين ووسائل الإعلام أن يفعلوا ذلك".
أما صحيفة "تلجراف" البريطانية، فسلطت الضوء على الهجوم الذي طال عمالقة التكنولوجيا بسبب البث الحي للعملية الإرهابية عبر حسابات الإرهابي برينتون تارانت (28 عاماً).
وأشارت الصحيفة خلال تقرير لها، إلى إدانة وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد فشل شركات التكنولوجيا في وقف مشاركة الفيديو الذي وصلت مدته 17 دقيقة بعد أكثر من 10 ساعات على وقوع الحادث، قائلاً إنه "طفح الكيل"، تحتاج منصات يوتيوب وجوجل وفيسبوك وتويتر إلى فعل المزيد لوقف الترويج لأعمال التطرف المقترنة بالعنف عبر منصاتها.
كما انفردت صحيفة "تايمز" البريطانية بالكشف عن أن جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني "إم آي 5"، وليس شرطة مكافحة الإرهاب، هو الذي يقود ما وصفته بتحقيق في علاقات الإرهابي برنتون تارانت، المتهم في مجزرة كرايست تشيرتش، وصلاته في بريطانيا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر بالحكومة البريطانية قوله إن الجهاز "يراجع المانيفيستو المكون من 74 صفحة الذي نشره تارانت على الإنترنت، ويدعو فيه إلى قتل شخصيات منها صديق خان، عمدة لندن المسلم".
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4yMDEg جزيرة ام اند امز