شعبية متراجعة وأزمات داخلية.. هل يصمد العرش البريطاني؟
بينما كان العالم يحتفل بتتويج الملك الجديد في بريطانيا كانت العائلة الملكية نفسها تخوض معركة صامتة ضد مرض عضال.
وخلال السنوات الأخيرة من حكم الملكة الراحلة إليزابيث الثانية كانت هناك مخاوف من أن يفتقر تشارلز الثالث إلى ثبات والدته عندما يصبح ملكًا وهي المخاوف التي ثبت خطؤها فمن الواضح أن العاهل البريطاني استمتع بدوره الجديد وقام به بثقة كما كان لحضور زوجته دور في منعه من ارتكاب أي زلات.
وفي العام الأول من حكم تشارلز، بدا الأمر وكأن الملكية البريطانية في وضع قوي حيث تابع ملايين الأشخاص حول العالم حفل التتويج في مايو/أيار 2023 والذي أثبت أنه أكثر من مجرد استعراض وطقوس دينية حيث أثبت أن هناك شيئًا خاصًا في النظام الملكي البريطاني وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وفي غضون أشهر، انتشرت الأخبار السيئة ففي فبراير/شباط 2024 علمنا أن الملك تشارلز مصاب بالسرطان ثم تبين أن الأميرة كيت كانت تتلقى أيضًا علاجًا للسرطان وفي الأشهر الأخيرة من عام 2024، كشفت الملكة كاميلا عن إصابتها بالالتهاب الرئوي.
ورغم سنهما وضعفهما، زار الملك والملكة أستراليا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ودافعا بقوة عن النظام الملكي قدر استطاعتهما لكن عندما صرخت عضوة برلمانية من السكان الأصليين ضد تشارلز، تساءل الكثيرون متى سيعود صوت الجمهوريين إلى قوته في المملكة المتحدة؟
وبعد أسابيع قليلة، استهدفت هتافات "فلسطين حرة" الأمير ويليام خلال زيارة إلى إيرلندا الشمالية وكان من غير الممكن تصور مثل هذا الانفجار في وجود الملكة إليزابيث الثانية.
وحاليا لا تحظى الدعوات إلى الجمهورية بشعبية لكن هناك علامات تشير إلى أن الحركة تكتسب قوة خاصة في ضوء التقارير عن الثروة الشخصية للعائلة المالكة والتي وضعت تحت التدقيق الشديد هذا الخريف.
وكشف تحقيق مشترك أجرته قناة "4's Dispatches " وصحيفة" The Sunday Times " عن بعض الطرق التي جمع بها الملك تشارلز وولي عهده الأمير ويليام مبالغ ضخمة من المال من خلال دوقي كورنوال ولانكستر.
وأظهرت التحقيقات أن المستودع الذي يتم تخزين سيارات الإسعاف فيه لصالح هيئة الخدمات الصحية الوطنية يدفع إيجارات كبيرة مباشرة للدوقيات، إلى جانب الجمعيات الخيرية التي يرعاها الأمير ويليام أو أعضاء آخرون من العائلة المالكة أنفسهم.
ولفترة طويلة، سعى الأمير ويليام لإثبات أنه ملكي حديث فمثلا تردد العام الماضي أنه قال إنه لا يرى أي سبب يجعل ابنه الأكبر الأمير جورج ـ ما لم يختر ذلك ـ عضواً في كنيسة إنجلترا أو أن يخدم في القوات المسلحة وهذا أمر جيد يجعل من وريث العرش شخصا مختلفا تماماً عن والده.
ويعمل النظام الملكي بشكل جيد طالما أن الأعضاء المحبوبين في العائلة يتمتعون بصحة جيدة لكن خروج الملك والملكة كاميلا والأميرة كيت من المشهد كشف عن صورة النظام الملكي بدونهم.
وظلت الأميرة آن "أكثر أفراد العائلة المالكة عملاً" هذا العام رغم أنها أخذت بعض الوقت في إجازة في الصيف عندما ركلها حصان في رأسها لكن ماذا عن أفراد العائلة الآخرين خاصة الأصغر سناً؟ ماذا يفعلون لتعزيز هذه الروابط الحاسمة مع البلاد؟
ومع سعي حكومة كير ستارمر لإزالة آخر النبلاء الوراثيين من مجلس اللوردات تثار تساؤلات حول إمكانية الدفاع عن مبدأ الوراثة وهو ما ينطبق على الملك أيضا.
كانت الإجابة ذات يوم بسبب الارتباط بالكنيسة ولكن تشارلز سيكون بالتأكيد آخر ملك إنجليزي يأخذ هذا الارتباط على محمل الجد، وويليام ليس متدينًا بشكل خاص.
وكان هناك إجابة أخرى هي بسبب الارتباط بالقوات المسلحة لكن ويليام أشار إلى أنه لا يعتقد أن هذا الأمر سيستمر حتى عندما يكبر جورج.
وإذا تم استبعاد هذين العنصرين (الكنيسة والجيش) إلى جانب مبدأ الوراثة في الحياة السياسية، فإن النظام الملكي يبدأ في الظهور بمظهر الضعيف ويقترب بشكل خطير من أن يصبح مجرد مجموعة من المشاهير، مثل عائلة لاعب الكرة السابق ديفيد بيكهام أو الملياردير إيلون ماسك وبالتالي فإن نهاية الملكية ستأتي عاجلا أو آجلا، وفق الصحيفة.
aXA6IDE4LjIyNy4xMzQuOTUg
جزيرة ام اند امز