أمين مفتاح كنيسة القيامة.. مسلم يرفض ضرائب إسرائيل على كنائس القدس
ما يُحزن أديب جودة خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" هو "حال الحجاج المسيحيين الذين يأتون للقدس من كل أنحاء العالم، لزيارة الكنيسة، سيما مع قرب أعياد الفصح المجيدة".
اعتاد الفلسطيني المسلم، أديب جودة، أمين مفتاح كنيسة القيامة، فتح أبواب الكنيسة في البلدة القديمة بمدينة القدس الساعة الرابعة صباحا من كل يوم.. لكن ليس اليوم وربما ليس غدا وحتى إشعار آخر.
أمام الكنيسة الأكثر قداسة للمسيحيين على وجه الأرض، وقف أديب جودة يتحدث للعين الإخبارية: " أنا بانتظار التعليمات من رؤساء الكنائس، وحتى ذلك الحين فإن أبواب الكنيسة ستبقى مغلقة حتى إشعار آخر".
ويوم أمس، أعلن رؤساء الكنائس في القدس، إغلاق أبواب الكنيسة حتى إشعار آخر، احتجاجا على محاولة البلدية الإسرائيلية فرض ضرائب على العقارات الكنسية في المدينة للمرة الأولى منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
وكانت عائلة جودة تولت أمانة مفتاح كنيسة القيامة منذ العام 1187 بموجب فرامانات عثمانية، على أن تتولى عائلة نسيبه فتح الباب وإغلاقه بالمفتاح الذي يبقى مع عائلة جودة.
وأضاف أديب جودة "منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم تقوم عائلتي بإتمام عملية فتح باب الكنيسة الساعة الرابعة صباحا وإغلاقها في السابعة مساءً من كل يوم على مدار السنة".
وتابع" فقط في حادثة واحدة تم إغلاق الكنيسة وكان ذلك يوم السابع والعشرين من أبريل/نيسان 1990 حيث تم إغلاقها لمدة 48 ساعة، حينما استولى مستوطنون إسرائيليون على دير مار يوحنا الملاصق لكنيسة القيامة في البلدة القديمة".
"على إثر قرار رؤساء الكنائس قمنا في الحال بإغلاق باب الكنيسة أمس، ولم نفتح أبوابها اليوم، ولا ندري متى سيعاد افتتاحها من جديد"، يستطرد أديب حديثه.
ورأى الرجل أن قرار بلدية الاحتلال فرض ضرائب "الأرنونا" (أي الأملاك) على ممتلكات الكنيسة، انتهاك للوضع القائم الذي ساد في مدينة القدس منذ العهد العثماني مرورا بالانتداب البريطاني وحتى اليوم.
وأوضح أنه منذ العام 1852 تُعفى الكنائس من دفع الضرائب.
واستهجن جودة قرار فرض الضرائب على الممتلكات الكنسية، واصفا القرار بأنه" مجحف ويضرب عرض الحائض بالوضع القائم الذي تدعي السلطات الإسرائيلية قولا إنها تحترمه في حين تنتهكه فعلا وبشكل يومي".
وما يحزن الفلسطيني المسلم هو "وضع عشرات الآلاف من الحجاج المسيحيين الذين يأتون إلى المدينة من كل أنحاء العالم لزيارة الكنيسة سيما ونحن على أبواب أعياد الفصح المجيدة".
غير أن أديب جودة استدرك بالقول إن "الوضع يتطلب الوحدة من قِبل الجميع، وأن نساند بعضنا بعضا في وجه هذه الانتهاكات الإسرائيلية".
وفي مؤتمرهم الذي عقدوه قبالة الكنيسة، أمس، قال رؤساء الكنائس:" نتابع بقلق بالغ الحملة الممنهجة ضد الكنائس والجماعة المسيحية في الأرض المقدسة، في انتهاك صارخ للوضع القائم".
وأشاروا إلى أن "هذه الحملة الممنهجة والعدوانية وصلت في الآونة الأخيرة إلى مستوى لم يسبق له مثيل، حيث أصدرت بلدية القدس إشعارات فاضحة وأوامر بالاستيلاء على أصول الكنيسة وممتلكاتها وحساباتها المصرفية للديون المزعومة من الضرائب البلدية العقابية".
وأكدوا أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي هذه "تتعارض مع الوضع التاريخي للكنائس داخل مدينة القدس المقدسة وعلاقتها بالسلطات المدنية".
من جهته، حذر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية من أن رئيس بلدية الاحتلال نير بركات"يضر العلاقات الخارجية لإسرائيل من خلال قراره البدء، للمرة الأولى، فرض ضريبة الأرنونا على المؤسسات الكنسية في مدينة القدس".
وأضاف المسؤول نفسه في تصريح للقناة الإسرائيلية العاشرة، أن وزارة الخارجية تؤيد موقف رؤساء الكنائس وترى أن فرض الضرائب يضر بالتوازن الدقيق الذي كان قائما منذ أيام الانتداب البريطاني.
ولكن نير بركات استهزأ بأقوال المسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وقال"يبدو أن الأمور تختلط على هذا المسؤول".
وتابع متسائلا: "هل من المنطقي لأي شخص أن يعتقد بوجوب إعفاء المناطق التجارية مثل الفنادق والقاعات والشركات من الضرائب البلدية، لمجرد أنها مملوكة للكنائس؟".
واستطرد مصمما على موقفه "دعوني أوضح: ليست هذه هي دور العبادة التي يتطلبها الإعفاء من ضريبة الأملاك بموجب القانون، وبالتالي سوف تستمر".
aXA6IDE4LjIxNy4xMC4yMDAg جزيرة ام اند امز