كيف أنقذت "قوات أفغانية" مهمة الإجلاء؟.. تنتظر رد الجميل
مع مشاهد انهيار الجيش الأفغاني المتزامنة مع انسحاب القوات الأمريكية، كانت المفاجأة ظهور قوات نخبة من الجيش الأفغاني للمساعدة في الإجلاء.
فخلال الأيام التي سبقت سيطرة حركة طالبان الكاملة على أفغانستان، ساعدت مجموعة نخبة من القوات الخاصة الأفغانية الذين دربتهم وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في إجلاء أكثر من 2000 أمريكي ومقيم دائم.
وبحسب مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين مطلعين على العمليات، فإن عملية قوات النخبة الأفغانية كانت من بين آخر المهمات الأفغانية مع شركائهم الأمريكيين قبل مغادرة البلاد.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن القوات الأفغانية تم تدريبها على مهمات مكافحة الإرهاب، وعملوا لسنوات مع وكالات الاستخبارات الأمريكية والجيش على مطاردة المسلحين وقتال عناصر طالبان.
وعندما انهار الجيش الأفغاني في مواجهة هجوم طالبان، انتقلت القوات الخاصة إلى كابول، للمساعدة في الدفاع عن مطار حامد كرزاي الدولي، وانتشر في أنحاء العاصمة لإنقاذ العالقين.
وأكد مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، أنهم تلقوا تدريبا استثنائيا، وعندما كان الجيش النظامي يلقي أسلحته ويهرب كانوا يركضون لشغل مكانه.
وأضاف مسؤولون سابقون وحاليون أنه كما الحال مع الأفغان الآخرين الذين ساعدوا القوات الأمريكية خلال فترة وجودهم طوال فترة الحرب التي استمرت عقدين من الزمان، كان الجنود الأفغان – بالإضافة إلى المترجمين وجامعي المعلومات الاستخباراتية وأطقم الدعم – معرضين بشكل خاص لخطر انتقام طالبان.
ثم عاد المسؤول الكبير ليشير إلى أن طالبان حددت بعض أفراد مجموعة النخبة، وأرسلت إليهم رسائل نصية تحمل تهديدا لهم بالقتل هم وعائلاتهم.
وبدون مقاتلين مدربين على أعلى مستوى لكان الإجلاء النهائي للأمريكيين أكثر صعوبة مما كان عليه وسط انهيار الحكومة الأفغانية والتقهقر السريع للقوات الأمريكية.
كما ساعدت الوحدات الأفغانية أيضًا في إجلاء حوالي 5550 موظفا بالسفارة المحلية، ومواطني دولة ثالثة، والأفغان المعرضين لخطر انتقام طالبان، بحسب المسؤول الكبير.
وكانت الوحدات الأفغانية مدربة على المداهمات والعمليات القتالية الأخرى، وليس بالضرورة لتوفير الأمن المادي.
لكن في منتصف أغسطس/آب الماضي، ومع الفوضى التي وقعت بمطار كابول وتدفق عشرات الأفغان اليائسين على مدرج المطار، ساعدت وحدات الأفغان في إعادة النظام للمكان حتى تستكمل الرحلات الجوية.
وعملت الوحدات مع عناصر الجيش الأمريكي ووزارة الخارجية، لكن كانت جهة اتصالهم الرئيسية مع (سي آي إيه)، التي دربتهم، بحسب المسؤول الكبير بالإدارة.
وواجه المسؤولون في إدارة بايدن انتقادات حادة من اليسار واليمين بشأن جهودهم لإخراج الحلفاء الأفغان وعائلاتهم بسلامة من البلاد.
وقال جنود سابقون خدموا في أفغانستان وكونوا صداقات مع مترجميهم السابقين وأطقم الدعم إن عملية إعادة التوطين بطيئة وبيروقراطية إلى حد مفرط.
ويقلق ضباط استخبارات سابقون وحاليون بشكل خاص بشأن القوات الخاصة الأفغانية، الذين سيكونون أهدافا رئيسية إذا ظلوا بالبلاد.
وقسمت مسألة إعادة التوطين الحزب الجمهوري، حيث دفع عدد من المشرعين الجمهوريين والنشطاء السياسيين بأن المهاجرين الأفغان قد يصبحوا عبئا على الولايات والمدن التي سيجعلونها موطنهم في النهاية.
وكانت القوات الخاصة الأفغانية والقوات شبه العسكرية المدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية قد واجهت في وقت سابق اتهامات بانتهاكات حقوقية، مما قد يزيد القلق بشأن جلبهم إلى الولايات المتحدة.
وعلى مدار سنوات، تحدثت تقارير إخبارية، من بينها تقارير نشرتها "واشنطن بوست"، وتحقيقات أجراها المدافعون عن حقوق الإنسان، عن تورط قوات مكافحة الإرهاب الأفغانية في عمليات قتل وأعمال عنف أخرى ضد المدنيين الأفغان.
غير أن (سي آي إيه) نفت تلك الاتهامات وغيرها من الادعاءات بشأن الانتهاكات.
وقال المسؤول الكبير بالإدارة الأمريكية إن جميع أفراد القوات الخاصة الأفغانية أجري فحص دقيق بشأنهم قبل انضمامهم "وبشكل مستمر" خلال خدمتهم.
كما جرى تدقيق بشأن أفراد عائلتهم الذين هربوا معهم، كما هو الحال مع جميع الأفغان الذين قد يعاد توطينهم بالولايات المتحدة، بحسب المسؤول.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA=
جزيرة ام اند امز