أعقاب السجائر.. فكرة تحول السم إلى "صانع البهجة" (صور)
تتبادل نساء هنديات الابتسامة والدردشة أثناء ملئهن دمى دببة ذات ألوان زاهية بحشو أبيض مصنوع من منتج يشيع وجوده في سلة المهملات.
مادة ذلك الحشو هي أعقاب السجائر التي جرى تحويلها إلى ألياف ويجري تنظيفها وتبييضها بعد جمعها من شوارع المدينة إذ يتم التخلص من ملايين غيرها.
وإعادة تدوير أعقاب السجائر وتحويلها إلى منتجات أخرى كالألعاب والوسائد واحدة من بنات أفكار رجل الأعمال نامان جوبتا.
ومن داخل مصنعه الذي يقع في ضواحي العاصمة الهندية، قال جوبتا لوكالة رويترز "بدأنا بعشرة جرامات (من الفيبر كل يوم)، أما اليوم فنصنع ألف كيلوجرام... وسنويا يمكننا إعادة تدوير الملايين من أعقاب السجائر".
ويفصل العاملون في المصنع أيضا الطبقة الخارجية لأعقاب السجائر والتبغ، والتي يجري تحويلها إلى ورق مُعاد تدويره ومسحوق سماد.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد المدخنين في الهند يقدر بنحو 267 مليون شخص، أي ما يقرب من 30 في المائة من السكان البالغين في البلاد، وتنتشر أعقاب السجائر في شوارع المدن التي تعاني انخفاضا شديدا في معايير النظافة العامة.
وقالت بونام، وهي عاملة في مصنع جوبتا لم تذكر سوى اسمها الأول، "العمل هنا يسهم أيضا في الإبقاء على بيئتنا نظيفة".
وعلى الرغم مما هو متعارف عليه من أن معظم المواد الكيميائية المنبعثة من السيجارة التي تم إطفائها تنبعث خلال الـ24 ساعة الأولى فقط، إلا أن العلماء وجدوا أن أعقاب السجائر يمكن أن تطلق مستويات خطيرة من النيكوتين لما يصل إلى أسبوع حتى على الرغم من إطفائها إذ تظل تركيزات النيكوتين والترياسيتين في نصف معدلها الطبيعي بعد 5 أيام من إطفاء السيجارة.
وتوصل العلماء إلى أن كل عقب سيجارة ينبعث منه 15% تقريبا من النيكوتين المنبعث من السيجارة المشتعلة، وأن خطر أعقاب السجائر يكون أكبر في الطقس الدافئ.