سينما "فاتن حمامة".. وداعا أشهر دار عرض مصرية على النيل
السينما يعود تصميمها للمهندس محمد عبدالعزيز فهمي وتصميم إنشائي للمهندس طاهر عبداللطيف وكان اسمها الأصلي "ربع لبة" وتحولت إلى "ميراندا"
أثار هدم سينما "فاتن حمامة" حالة من استدعاء التاريخ الفني لدار العرض التي أنشأت في الخمسينيات من القرن الماضي، وشهدت أحداثا فنية وتاريخية هامة مثل مشاهدة الرئيس المصري الراحل أنور السادات لأحد الأفلام ليلة اندلاع ثورة يوليو 1952، ليتخفى عن الأنظار لعلمه بأنه مراقب مع عدد كبير من الضباط الأحرار.
وشهدت السينما عروض وندوات أسابيع الأفلام في الثمانينيات مثل "أسبوع الفيلم الروسي" وغيرها من الأسابيع، وكذلك عرض بها بعض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعدة دورات متتالية.
السينما التي يعود تصميمها المعماري للمهندس محمد عبدالعزيز فهمي وتصميم إنشائي للمهندس طاهر عبداللطيف كان اسمها الأصلي "ربع لبة" ثم تحولت إلى "ميراندا"، وكان أول فيلم يعرض بها "عندما يبكي الرجال" بطولة فريد شوقي ونور الشريف وفاروق الفيشاوي ومديحة كامل.
وتميزت السينما عن مثيلاتها بموقعها المميز في حي المنيل العريق، وصور النجوم المرسومة بعناية، التي تتصدر واجهة دار العرض، كما عرض بها أفلاما متنوعة ومدارس إخراجية مختلفة، وكان يرتادها الطلاب، ما أكسبها اسم "سينما الطلبة"، لتصبح بعد ذلك أحد مراكز التنوير والثقافة في قلب العاصمة.
ومع مرور الوقت أغلقت ليعاد افتتاحها يوم 29 ديسمبر عام 1984 بقرار من عبدالحميد رضوان وزير الثقافة وقتها، لتكون أول دار عرض سينمائي قطاع عام من الدرجة الأولى يتم اطلاق اسم أحد نجوم السينما المصرية عليها، تقديرا لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي حضرت بنفسها الافتتاح مع عدد كبير من الشخصيات العامة ونجوم السينما المصريين.
وبلغت تكاليف إعادة بناء سينما فاتن حمامة 600 ألف جنيه حينها، وضمت أحدث آلة للعرض السينمائي تم استيرادها من ألمانيا.
وفي عام 2003 تم بيع السينما لكن أصحابها حافظوا على عرض الأفلام بها واستأجرتها الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي خلال هذه الفترة حتى عام 2015.
وبعد سنوات من عرض الأفلام، قرر الملاك هدم السينما وإقامة عمارة سكنية، خاصة أن المبنى ليس مسجلًا ضمن مباني التراث المعماري التي يحظر هدمها، ليكون آخر فيلم يعرض بها هو "ريجاتا" لعمرو سعد وإلهام شاهين.