التونسي غازي الزغباني لـ"العين الإخبارية": نواجه "الدمغجة" بالحوار في "الهربة"
قال الممثل والمخرج التونسي غازي الزغباني إن عمله السينمائي الجديد "الهربة" يراهن على توصيل قضية للمتفرج لتوعيته وتثقيفه.
وأضاف في حوار لـ"العين الإخبارية" أن معالجة التفكير الإرهابي والعقيدة المتطرفة يجب أن تكون بالحوار الذي يعتبره سلاحا قويا للتخلص من الدمغجة، أي غسيل الأدمغة.
وأوضح أن السينما التونسية تقدم دائما صورة الإرهابي على شكل الشخص الأمي والجاهل وعديم المستوى الثقافي والتعليمي لكن الواقع التونسي بيّن عكس ذلك باعتبار أن أغلب الإرهابيين التونسيين الذين سافروا لبؤر التوتر للجهاد من خريجي جامعات وكليات معروفة.
وأكد أنه أراد تعرية الواقع المرير وإبراز هذا النوع من المتشددين الدينيين المرتبطين بتنظيمات إرهابية، حيث أظهر بطل الفيلم على أنه خريج اختصاص إعلامي وكان يمكنه أن يكون مسؤولا مهما في البلاد لكنه اختار الطريق الخطير.
واعتبر أن غياب الدولة والمجتمع والعائلة يتسبب في جعل الشباب يسلكون طريق الإرهاب إضافة إلى جملة من العوامل السياسية والاجتماعية التي دفعتهم لترك وطنهم للانخراط في تنظيمات يبتعد فكرها كل البعد من النموذج المجتمعي في تونس.
وانتقد دور الدولة التونسية التي قال إن واجبها كان يقتضي أن تقدم الإحاطة للشباب من خلال المناهج التعليمية والدراسية التنويرية كي يحصن نفسه من النزعات المتشددة التي تجعله فيما بعد مجرما وسفاكا للدماء.
والتحق 3 آلاف مقاتل تونسي ببؤر التوتر في الفترة ما بين 2011 و2014 معظمهم من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و29 سنة.
ويقبع حالياً في السجون التونسية 1500 سجين متورط في قضايا إرهابية.
وعبر الزغباني عن سعادته بصدور فيلمه الجديد "الهربة"، واعتبره اول إخراج له لفيلم روائي طويل في مسيرته الفنية، موضحا أن الفيلم سينزل لقاعات السينما التونسية للعموم يوم 24 ديسمبر الجاري بعد عرضه في الدورة الـ31 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية.
وأكد أنه يستعد لتحضير مشاريع فنية جديدة في السينما والمسرح لكن إنجازها سيكون بعد أن يأخذ فيلم "الهربة" حظه لدى الجمهور، خاصة بعد عودة الأنشطة الثقافية والفنية التي كانت متوقفة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأوضح أن عمل "الهربة" كان مسرحية في بادئ الامر تم عرضها سنة 2018، ولم يكن نجاحها هو الدافع الوحيد لتحويلها إلى فيلم، بل كان من المقرر منذ البداية إنتاج "الهربة" في نسخة مسرحية ثم سينمائية كمشروع متكامل، وذلك من أجل انتشار اكبر ومشاهدة أوسع.
وفيلم "الهربة" تبلغ مدته 90 دقيقة، وهو من بطولة الممثلين نادية بوستة وغازي الزغباني، ومشاركة محمد قريع ورانية القابسي، ومن تصوير محمد المغراوي.
والفيلم مستوحى من رواية الكاتب حسن الميلي الناطقة باللغة الفرنسية "العاهرة المثقفة".
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg
جزيرة ام اند امز