نتفليكس تفجر السؤال.. هل تواجه السينما مصير الصحف الورقية؟
حرصا على المشاركة في المهرجانات تتجه إلى الشاشة الكبيرة
شركة نتفليكس التي أثر نجاحها على السينما قد تعود قريباً إلى أحضان دور العرض التقليدية بعد نجاح باهر لإنتاجاتها على منصتها على الإنترنت.
أثار نشاط شركة نتفليكس حالة جدل بين نقاد السينما وصناعها بعد أن غزت بيوت متابعي الأفلام خدمات البث على شبكة الإنترنت، حيث يتجه معظم المشاهدين اليوم إلى الخدمة التي توفر لهم الوقت والجهد وتقدم لهم محتوى أكثر تنوعاً وثراء. وقد قاد ذلك للاعتقاد بأن هذه الخدمات ستغير مفهوم السينما وصناعة الأفلام في المستقبل القريب. وذهب البعض للاعتقاد أيضاً بأن مفهوم "صالات السينما" سيختفي بأكمله وستحل محله منصات البث على شبكة الإنترنت.
وعلى الرغم من تجاهل بعض صناع السينما التقارير التي تؤكد تراجع أرباح الشركات المنتجة وبالتالي دور العرض، فإن نائب الرئيس التنفيذي لشركة ديزني "دايف هوليز" تحدث بشجاعة عن واقع السينما، حيث قال: "على الرغم من تفاخر الكثير منا بالمكاسب التي حققتها التذاكر التي تم بيعها، فإننا أغفلنا عمداً أن نسبة المبيعات ثابتة منذ سنوات ولم تتغير!".
لكن يبدو أن شركة نتفليكس، التي أثر نجاحها على السينما، قد تعود قريباً إلى أحضان دور العرض التقليدية بعد نجاح باهر لإنتاجاتها على منصتها على الإنترنت.
وتسعى نتفليكس، وفقاً لتقارير نشرتها “لوس أنجلوس تايم”، لشراء صالات سينما خاصة لعرض إنتاجاتها من الأفلام والوثائقيات. وقد أوضحت التقارير أن نتفليكس تفاوضت مع سلسلة صالات لاندمارك، التي يملكها مارك كوبان ومقرها الأساسي لوس أنجلوس، إلا أنها تراجعت قبل إتمام العقد، وذلك لارتفاع السعر المطلوب. وقد رفضت الشركة التعليق على هذه التقارير.
و على الرغم من أن العقد لم يتم بعد، فإن هذه الخطوة تدل على مرحلة جديدة للشركة ستجعلها من أقوى صناع المحتوى الترفيهي.
ولهذه الخطوة أسباب عديدة، بدايةً من رفض بعض دور السينما عرض أفلام نتفليكس، بسبب طرحها للأفلام في صالات السينما ولمشتركيها في نفس الوقت. بالإضافة إلى سعي نتفليكس للارتقاء إلى شروط بعض المهرجانات السينمائية، مثل مهرجان “كان” السينمائي والذي وضع (عرض الفيلم في صالات السينما) شرطاً لترشيحه للجائزة. وقد قامت نتفليكس هذا العام بسحب كل أفلامها المشاركة بالمهرجان بعد هذه الخطوة. وقد صرّح تيد ساراندوس المسؤول عن المحتوى في نتفليكس "نريد أن تتم معاملة أفلامنا بعدل كما هو الحال مع كل الأفلام الأخرى".
وقال توم هارينغتون المحلل في صحيفة إندبندنت إن ”شراء نتفليكس لدور العرض لن يجلب أرباحاً مادية ضخمة وهو ليس الهدف من هذه الخطوة، وإنما تولي الشركة اهتماماً كبيراً للجوائز والضجة الإعلامية والهيبة المرافقة للفوز أو للترشح للجوائز”، وأضاف أن "شراء نتفليكس لصالات السينما سيساعدها على الحفاظ على وضعها الاستثنائي، فالأفلام ستكون مؤهلة للترشح والفوز بالجوائز، كما ستعِدُ صنّاع الأفلام بعرض إنتاجاتهم في دور السينما وكذلك للمشتركين بنتفليكس”.
وترشح فيلم Mudbound من إنتاج نتفليكس السنة الماضية لأربع جوائز أوسكار، إلا أنه لم يفز بأي جائزة، ويرى العديد من النقاد أن الفيلم كان سيحصل على ضجة أكبر لو تم عرضه في السينما.
aXA6IDMuMTQ1LjExMC45OSA= جزيرة ام اند امز